يخوض منتخب المغرب لكرة القدم معسكراً تدريبياً مغلقاً في مركز محمد السادس بالرباط، استعداداً للمباراتين الوديتين ضد منتخبي أنغولا وموريتانيا في 22 و26 مارس/ آذار المقبل على الملعب الكبير في أغادير، ضمن استعدادات منتخب "أسود الأطلس" للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026.
ويأتي اختيار منتخبي أنغولا وموريتانيا محطتين إعداديتين لمنتخب المغرب، بعد المستويات الجيدة التي قدمها كلا المنتخبين في بطولة كأس أمم أفريقيا في ساحل العاج 2023، حيث بلغ الأول الدور ربع النهائي، بينما وصل منتخب "المرابطين" إلى الدور الـ16 في إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الموريتانية.
وأفاد مصدر مسؤول في الاتحاد المغربي لكرة القدم، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، الاثنين، بأنّ المدرب الفني لمنتخب المغرب وليد الركراكي هو من طلب مواجهة منتخبي أنغولا وموريتانيا في مارس المقبل، نظراً إلى العرض القوي، الذي أظهره كلا المنتخبين في نسخة ساحل العاج لكأس أمم أفريقيا، فضلاً عن امتلاكهما لاعبين مميزين غالبيتهم يحترفون في صفوف أندية في أوروبا والخليج العربي.
وحول ما إذا كان الاتحاد المغربي دفع مبلغاً مالياً مقابل مواجهة منتخبي أنغولا وموريتانيا، كشف المصدر نفسه أنّ هناك اتفاقاً بين جميع الأطراف يقضي بتكفل الاتحاد المحلي بمصاريف تنقل المنتخبين المذكورين إلى المغرب، والإقامة فيه إلى غاية إجراء مباراتيهما ضد منتخب "أسود الأطلس"، ومن دون دفع مبلغ مالي نظير مواجهتهما.
وتضطر المنتخبات الأقل تصنيفاً عادةّ إلى دفع مبلغ مالي مقابل مواجهات مع المنتخبات الأفضل منها عالمياً، على غرار ما حدث الموسم الماضي، حين اشترط الاتحاد البرازيلي مبلغ مليون دولار مقابل خوض مباراة ودية ضد منتخب "أسود الأطلس" في الملعب طنجة، وأحياناً تتطلب منتخبات عالمية مبالغ ضخمة حتى تواجه الأقل منها مستوى ومردودية، طالما أن استفادتها رياضياً تكون أقل، عكس الطرف الآخر الذي قد يحقق قفزة نوعية في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم في حال الفوز على المنتخب الأفضل تصنيفاً.
ويجد عدد من المنتخبات الأقل إنجازاً وحضوراً قارياً ودولياً صعوبة بالغة في تنظيم مباريات ودية ضد منتخبات عالمية، إما بسبب مطالبها المالية وإما لكثرة الطلبات عليها من منتخبات أخرى تكون في مستواها نفسه وحضورها الوازن عالمياً، وفي حالة المغرب، فإن تصنيفه أفضل من منتخبي أنغولا وموريتانيا في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وبات شبه مؤكد أن يُجري الركراكي بعض التعديلات في قائمة منتخب المغرب خلال مباراتي أنغولا وموريتانيا، وذلك سعياً منه لمنح الفرصة للاعبين جدد والوقوف على مؤهلاتهم الفنية والبدنية، مقابل استبعاد أسماء أخرى لم تقدم الإضافة المطلوبة لمنتخب المغرب في بطولة كأس أفريقيا 2023.
والجدير بالذكر أنّ الركراكي لمّح مؤخراً إلى احتمال استبعاد بعض الأسماء عن ودّيتي أنغولا وموريتانيا، إما لتراجع مستواهم الفني وعدم تقديمهم المنتظر منهم في نسخة كأس أمم أفريقيا الأخيرة، أو بسبب معاناة بعضهم من إصابات متفاوتة الخطورة وعدم استعادة عافيتهم الفنية والبدنية.