يسعى باريس سان جيرمان بقيادة نجمه كيليان مبابي، هداف الفريق، إلى دعم مركزه في صدارة ترتيب الدوري الفرنسي، عندما يستقبل نادي رين، في قمة الأسبوع الـ23، أمام جماهيره في ملعب "بارك دي برانس"، المعقل التاريخي للباريسي، إذ يطمح الفريق إلى رفع رصيده إلى 56 نقطة، وتبدو فرصه في الانتصار كبيرة، بما أن منافسه يحتل المركز السابع برصيد 34 نقطة ولا يبدو في موقف قوة وقادراً على صنع المفاجأة.
ولا تبدو النتيجة النهائية لهذه المباراة الأهم، بل إن كل الأنظار ستكون موجهة نحو المهاجم كيليان مبابي، الذي سيخوض مباراة مختلفة عن بقية المواجهات السابقة، فرغم أنه من الصعب أن تشهد المواجهة تحطيم أرقام قياسية جديدة أو غيرها من الإنجازات، إلا أنها ستكون الأولى للنجم الفرنسي منذ أن تأكد رحيله عن فريقه في نهاية الموسم.
ورغم أن ريال مدريد لم يعلن رسمياً عن تعاقده مع مبابي، رغم أن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم تتيح له التعاقد مع الهداف الفرنسي، كما أن النادي الفرنسي لم يعلن بدوره عن عدم التوصل إلى اتفاق مع نجمه من أجل تمديد العقد، إضافة إلى أن مبابي نفسه لم يؤكد الخبر، إلا أنه بات مؤكداً أن هذا الموسم هو الأخير للهداف الفرنسي في نادي العاصمة الفرنسية، وأنه سينتقل إلى ريال مدريد، بعد أن حقق الكثير من الإنجازات مع فريق العاصمة.
وستكون مواجهة رين مختلفة بالنسبة إلى مبابي، لأنها الأولى أمام جماهير فريقه منذ التأكيد على حسم موقفه ورحيله عن النادي الفرنسي، وبالتالي، يكون السؤال قائماً بخصوص الاستقبال الذي سيحظى به قائد منتخب فرنسا من قبل الجماهير التي دعمته كثيراً وساندته طوال المواسم الماضية، وكانت تعتبره النجم الأول في الفريق رغم وجود نيمار الذي انضم إلى الباريسي في الموسم نفسه مع مبابي، وكذلك ليونيل ميسي، ولكن مبابي كان النجم الأول في الفريق واللاعب الذي من النادر أن واجه الانتقادات حتى عند مروره بفترة فراغ، حيث أظهر الولاء للفريق، وأظهرت الجماهير تقديرها لكل ما يقوم به، لا سيما أنه كان متحمساً في كل المباريات ولعب دوراً كبيراً في إشعاع الفريق أوروبياً وفرض هيمنة تاريخية على الدوري الفرنسي.
وتعرف جماهير باريس سان جيرمان بقوتها، وهي لا تتردد في مهاجمة اللاعبين، بسبب تراجع المستوى أو غياب الشغف لديها، وتجربة ليونيل ميسي تؤكد هذا الأمر، حيث كانت الجماهير قاسية في تعاملها معه، كما أن نيمار بدوره لم يسلم من جماهير الباريسي، التي هاجمته بسبب تواضع مستواه في بعض الفترات، ولكن أيضا بسبب عدم جديته في العديد من المباريات، ولم يحظ البرازيلي بفرصة وداع الجماهير التي كانت غاضبة منه، في غياب بصمته، رغم أنه كان من بين أكبر النجوم الذين دافعوا عن ألوان الفريق.
ويبدو الموقف أكثر تعقيداً بالنسبة إلى مبابي، لأنه منذ التحاقه بالباريسي في ميركاتو 2017 قادماً من موناكو، أظهر أنه حريص على أن يترك بصمته مع الفريق وكان متحمساً في كل المباريات، وكان لديه شغف كبير بالفريق وتأكد ذلك في معظم المباريات، إذ ساهم في تتويجات الفريق، وهذا الحماس جعله يحطم معظم الأرقام القياسية ويكون هدّاف الفريق التاريخي، كما أن تصريحاته كانت مسؤولة في معظم الوقت، وكان دائماً ما يُعبّر عن امتنانه للفريق بشكل متواصل واعتزازه باللعب في نادي العاصمة.
مبابي وعلاقة مختلفة مع الجماهير
كما أن رفض مبابي الرحيل عن النادي قبل موسمين كان مؤشراً على أنه مدين للنادي بالكثير، واتخذ قراراً شجاعاً بتمديد العقد قبل بداية الميركاتو الصيفي رغم أنه كان قادراً على الرحيل إلى الريال، وهو قرار أسعد جماهير فريقه بشكل كبير للغاية، بما أنه وجّه رسائل قوية تؤكد الارتباط القوي الذي يجمعه بالفريق، وتعلقه بالنادي.
هذه المعطيات قد تشفع للنجم الفرنسي لدى جماهير الفريق، التي قد تحترم قراره، وهذا لا يعني أنها ترحب برحيله بل إنها قد تختار عدم مهاجمته لاعتبارات عديدة، أهمها أن الموسم ما زال متواصلاً، وبالتالي فإن مبابي قد يهدي الفريق المزيد من الألقاب قبل رحيله عن النادي، إضافة إلى أن الجميع كان متأكداً أن هذه اللحظة ستأتي يوما ما، وأن مبابي لن يخوض كل مسيرته في الدوري الفرنسي، وبالتالي فإن الجميع كان جاهزاً لقبول الأمر الواقع.
كما أن إدارة النادي "الباريسي" لم تهاجم لاعبها إلى حدّ الآن، بل إن مواقع فرنسية، مثل "آر.إم.سي"، أكدت أن الفريق قد يقيم حفلاً لوداع نجمه، وهذه التسريبات خفضت من حجم الضغوط المسلطة على اللاعب وكذلك الجماهير، ما قد يجنبه غضبها خلال مواجهة رين، في انتظار نهاية الموسم التي قد تحمل أخباراً سارة وينجح مبابي في إهداء الفريق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى.