نصل اليوم إلى ختام دور المجموعات، وتحديداً إلى المجموعة السادسة التي تضمّ منتخبات فرنسا وألمانيا والبرتغال والمجر، التي تبدو الحظوظ كبيرة لتأهل 3 فرق إلى دور الـ16 ببطولة يورو 2020.
في البداية، تلتقي فرنسا منتخب البرتغال في مباراة مهمة لزملاء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد خيبة الأمل التي تعرّض لها "برازيل أوروبا"، عقب الخسارة أمام ألمانيا في الجولة الثانية بنتيجة 4-2.
ويحتاج منتخب البرتغال للتعادل لضمان التأهل كأحد أفضل الثوالث، أما الفوز فقد يعني تأهله في المركز الثاني بحال تعثُّر ألمانيا أمام المجر. الحسابات كثيرة، وخاصة مع وجود مباريات أخرى في ذات اليوم بمجموعة ثانية.
لا يريد منتخب البرتغال دخول دوامة الخسارة من خلال التأهل بثلاث نقاط، وخاصة بحال فوز المجر على ألمانيا، حينها سيجد نفسه في مؤخرة الترتيب وخارج المنافسة.
لم تظهر البرتغال حتى اللحظة بالشكل المطلوب، رغم امتلاكها العديد من اللاعبين المميزين في مختلف الدوريات الأوروبية، وقد تأثرت في المباراة الثانية بشكلٍ واضح من الناحية الدفاعية، ولا سيما جبهة نيلسون سيميدو، الذي كان أبرز خلل في التشكيلة، خاصة بعد غياب جواو كانسيلو عن هذه النسخة بسبب تعرّضه لإصابة بفيروس كورونا.
بدوره لم يقدم العديد من اللاعبين أنفسهم كما تمنت جماهيرهم، شتان ما بين برونو فيرنانديز مانشستر يونايتد ومستواه مع البرتغال، يبدو حتى اللحظة تائهاً وغير قادرٍ على تقديم الإضافة، فيما يستمرّ غياب جواو فيليكس عن التشكيلة، وهو أمرٌ مؤثر بطبيعة الحال.
على المقلب الآخر، ضمنت فرنسا التأهل عقب النتائج التي حصلت في الأيام الماضية، ولا سيما مجموعة الدنمارك التي احتلت المركز الثاني بثلاث نقاط، ما أدى إلى احتلال فنلندا المركز الثالث بـ3 نقاط، وبالتالي حتى لو خسرت كتيبة ديدييه ديشان أمام البرتغال وفازت ألمانيا على المجر، سيبقى رصيدها 4 نقاط، وستبلغ دور الـ16، لكن ذلك لن يكون مرضياً لبطل العالم 2018 الذي رشّحه العديد من المتابعين والنقاد ليكون بطل هذه الدورة.
منتخب فرنسا يريد ردّ الدَّين للبرتغال التي حرمته لقب يورو 2016 على أرضه وبين جماهيره، ويرغب في تعويض المستوى المتوسط الذي ظهر عليه أمام المجر والفوز الصعب على حساب ألمانيا في الجولة الأولى بقدم النيران الصديقة من طريق ماتس هوملز، مدافع المانشافت.
في الحقيقة، لم يظهر كريم بنزيمة نجم ريال مدريد حتى الآن مقدرة على تقديم الإضافة لتشكيلة الديوك، ربما كان يحتاج أكثر للتفاهم مع أنطوان غريزمان وكيليان مبابي، مع العلم أن الجميع ينتظر بول بوغبا، والمستوى الذي قدّمه أمام الماكينات الألمانية في الجولة الأولى.
من الناحية الدفاعية، سيعمل ديشان على تلافي الأخطاء، ولا سيما تلك التي حصلت في المباراتين السابقتين، وتحديداً من قبل المدافع رافائيل فاران.
ويريد منتخب فرنسا الفوز أيضاً كي تكون مباراته في دور الـ16 مقبولة، يريد تجنّب مواجهة قوي، فكلّما تقدّمت في الأدوار، باتت فرصك أكبر للذهاب إلى النهائي، ولن تضطر إلى بذل جهد أكبر وصعب حين تواجه منتخباً كبيراً.
من جانبٍ آخر، تلعب ألمانيا المنتشية بفوزها على البرتغال أمام المجر، التي تريد تفجير مفاجأة بالفوز والتأهل، لكن المهمة لن تكون يسيرة طبعاً، خاصة أنها هذه المرة تفتقد جماهيرها التي ملأت مدرجات ملعب "بوشكاش أرينا" في بودابست، بعدما شكّلت الأخيرة دافعاً كبيراً وعاملاً أساسياً في رفع حماسة اللاعبين، هناك هتفت حناجر 60 ألف متفرج أمام فرنسا، وكان التعادل سيد الموقف في نهاية الأمر.
منتخب ألمانيا في المباراة الأولى أمام فرنسا أوضح للجميع أن لديه ما يقدمه رغم الخسارة. افتقد اللمسة الأخيرة بغياب المهاجم الهداف، لكن لقاء البرتغال كان مغايراً، منتخب يهاجم بقوة، يلعب توماس مولر العائد للمنتخب بعد استبعاده من قبل يواخيم لوف في السابق دوراً مهماً في عملية صناعة اللعب وإرسال تمريرات قاتلة نحو كاي هافريتز، الذي تحدّث عنه الأسطورة لوثار ماتيوس، قائلاً: "يمتلك شيئاً من الفرنسي زين الدين زيدان". تشبيه كبير في الحقيقة يضع على اللاعب عبئاً أكبر للظهور في القمة، لكن تبقى المسألة الأهم الآن، هل سينجح لوف في رحلته الأخيرة مع ألمانيا في التعامل مع مجريات اللقاء بالطريقة المثلى، بعد التبديلات الغريبة التي قام بها أمام البرتغال وكادت تؤدي إلى عودة الأخير، لننتظر الساعة الثامنة بتوقيت غرينيتش.