استمع إلى الملخص
- وصل عدد الإصابات إلى 25 إصابة لـ 17 لاعبًا، مما أثر على تشكيلة الفريق وأدى إلى انتقادات لأساليب بينتوس، حيث يعتبرها البعض قديمة وغير مناسبة، مع اتهامه بعدم تحمل المسؤولية.
- رغم ترقية بينتوس وعلاقته القوية مع الرئيس، تستمر الانتقادات لأساليبه الفردية، بينما يرد بأن جدول المباريات المزدحم هو السبب، مما يثير الحديث عن إعادة هيكلة إدارية وفنية.
يبرز اسم المدرب الإيطالي أنطونيو بينتوس، المسؤول عن التحضير البدني للاعبي ريال مدريد، في قلب أزمة داخلية تهدد استقرار الفريق، كإحدى النقاط المثيرة للجدل، إذ يشهد النادي الملكي، الذي حقق نجاحات لافتة في المواسم الماضية، بدءاً من التتويج بدوري أبطال أوروبا ومروراً بلقب الدوري الإسباني، بداية موسم كارثية على مختلف الأصعدة، بما في ذلك تراجع الأداء، والإصابات المتكررة، والتوترات الداخلية بين اللاعبين والجهاز الفني.
وكشفت صحيفة ذا أتلتيك البريطانية، أمس الجمعة، أنه منذ انطلاق الموسم، يعاني ريال مدريد إصابات متكررة ومؤثرة في صفوف لاعبيه، إذ وصل عدد الإصابات إلى 25 إصابة لـ 17 لاعباً مختلفاً، مع وجود تسعة لاعبين حالياً في قائمة الغيابات، من أبرزهم: تيبو كورتوا وداني كارفاخال وإيدير ميليتاو وديفيد ألابا ورودريغو، لذلك تستمر الإصابات في التأثير على تشكيلة الفريق بشكل ملحوظ، وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة حول الطريقة التي يدير بها الفريق التحضير البدني، والتي أصبحت الآن في دائرة الانتقاد، بعد سنوات من الإشادة.
وأصبح بينتوس، الذي عُرف بتقديمه تحضيراً بدنياً قوياً، وكان سبباً رئيساً في نجاحات ريال مدريد، خلال الأعوام الماضية، اليوم أحد الأسماء المثيرة للجدل، إثر التوترات المتزايدة في فريق كارلو أنشيلوتي، بسبب طرق مدرب اللياقة، التي وصفها بعض اللاعبين بأنها قديمة وغير مناسبة لاحتياجات اللاعبين المعاصرة. وتتنوع الانتقادات في الفريق بين اللاعبين، إذ يبدو أن العديد منهم، بمن في ذلك رودريغو، يشعرون بالاستياء من الطريقة التي يُدير بها بينتوس الجوانب البدنية. وقد أفادت المصادر بأن هناك شعوراً متزايداً بعدم كفاءة عمله في فترات التعافي، إذ يُتهم بعدم تحمّل المسؤولية كاملة عن الإصابات وتجاهله بعض المشكلات المتعلقة بالاستشفاء.
ورغم أن بينتوس كان قد حصل على ترقية، ليصبح "رئيس الأداء البدني" هذا الصيف، مستفيداً من عقد أفضل وعلاقة قوية مع الرئيس فلورنتينو بيريز، فإن هذه العوامل لا تمنع لاعبين كثيرين من التعبير عن استيائهم من أساليبه. ومن المثير للاهتمام أن ريال مدريد يحتل المركز التاسع عشر بين 20 فريقاً في الدوري الإسباني، من حيث المسافة المقطوعة في كل مباراة، وهو ما يثير تساؤلات حول مستوى الجهد البدني المبذول. فعلى الرغم من هيمنة الفريق على الكرة في معظم المباريات، فإن بعض أعضاء الجهاز الفني يعتبرون أن هناك حاجة لزيادة التركيز على الجري بسرعات عالية، وهو ما يُفترض أن يكون من مهام بينتوس.
ويتهم البعض بينتوس بتقديم تدريبات فردية لا تتناسب مع احتياجات الفريق ككل، إذ يُفضل العمل مع اللاعبين على حدة، وفقاً لتفضيلاتهم الشخصية، بدلاً من تصميم تدريبات جماعية تأخذ في الحسبان تنسيق الأداء الجماعي والقدرة البدنية في المباريات التنافسية. ومن أبرز الحوادث التي أثارت الجدل، صورة تم نشرها لنجمه الفرنسي كيليان مبابي، وهو يتدرب مع بينتوس، خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، ففي الوقت الذي كانت الصورة بمثابة خطوة تسويقية لعرض التزام اللاعب بالتدريب، تشير المصادر إلى أن الجلسة كانت في الواقع خفيفة للغاية، ولم تتضمن جهداً بدنياً حقيقياً، مما جعلها تبدو كأنها مجرد "قصة إعلامية"، أكثر من كونها تدريباً فعلياً.
ومن جانبه، رد بينتوس على الانتقادات قائلاً: "إن الإصابات تعود إلى جدول المباريات المزدحم وعدم توفر فترات كافية للتعافي". وهو يرى أن تتابع المباريات بشكل مكثف هو العامل الرئيس وراء تزايد الإصابات، وليس النقص في أساليبه التدريبية. ومع ذلك، يظل الإحساس بعدم اضطلاعه بمسؤولياته، بخصوص هذا الموضوع، هو السمة التي تميز غالبية الآراء المنتقدة له. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يظل الحديث عن إعادة هيكلة الفريق الإداري والفني في ريال مدريد وارداً.