استمع إلى الملخص
- **رحلة النجاح والتحديات:** تولى ميكالي تدريب المنتخب في 2022، ونجح في تصدر مجموعته والفوز على باراغواي في ربع النهائي، رغم عدم وجود أسماء كبيرة، مما ساهم في تطوير مستوى اللاعبين تكتيكياً.
- **تحديات الإعداد وسيرة ذاتية مميزة:** واجه ميكالي تحديات في الإعداد وضم لاعبين فوق السن، لكنه استدعى زيزو والنني، وسبق له الفوز بميدالية ذهبية مع البرازيل في أولمبياد ريو 2016.
لم يكن أحد يتخيل أن ينجح البرازيلي روجيرو ميكالي مدرب منتخب مصر الأولمبي لكرة القدم، في التحول بين يوم وليلة إلى معشوق الجماهير المصرية، بعد تحقيقه إنجازاً تاريخياً دام انتظاره 60 عاماً كاملة بتأهل مصر إلى نصف نهائي أولمبياد باريس 2024 للمرة الثالثة في تاريخها بعد نسختي أمستردام 1928 وطوكيو 1964، لتضمن مع المغرب ميدالية عربية أولمبية، وكان آخر إنجاز عربي حصول المنتخب العراقي على المركز الرابع في دورة أثينا 2004.
وأصبح مدرب منتخب مصر، رجل الساعة في الكرة المصرية، بعدما كسر لعنة ربع النهائي، وحقق ما لم يحققه من سبقوه الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الأولمبي في دورات سابقة، وقاد الفريق لإنجازه بعد الفوز على باراغواي (5-4) بركلات الترجيح من نقطة الجزاء في الدور ربع النهائي عقب التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة، ليواجه المنتخب الفرنسي (صاحب الأرض وبطل ذهبية لوس أنجليس 1984) في المربع الذهبي لمنافسات باريس 2024.
ودشن روجيرو ميكالي في باريس، إنجازاً يُحسب له وهو تصدر مجموعته في الدور الأول، حينما قاد منتخب مصر للحصول على سبع نقاط في أول ثلاث مباريات حقق خلالها الفوز مرتين، والتعادل مرة، ثم تخطى عقبة باراغواي في ربع النهائي. وكتب المدرب البرازيلي قصة نجاحه في منتخب مصر خلال عامين فقط حيث تولى المهمة في مثل هذا الشهر من عام 2022، بعقد يمتد لعامين كان ينص في بدايته على استمراره حال تأهله إلى الأولمبياد، وهو الهدف المنشود الذي حققه، عندما بلغ نهائي كأس أمم أفريقيا (تحت 23 عاماً) قبل خسارته أمام المغرب، وحل وصيفاً في البطولة القارية التي قدم خلالها أداء تكتيكياً قوياً.
وحقق ميكالي إنجازه من دون أسماء كبيرة في تشكيلته عدا عدد محدود فقط يشارك مع ناديه في بطولة الدوري المصري، فيما الغالبية بدلاء مثل حسام عبد المجيد وإبراهيم عادل ومحمد شحاتة وأسامه فيصل وأحمد نبيل كوكا وأحمد عيد ومحمود صابر وحمزة علاء، الذين تطور مستواهم كثيراً، خاصة على الصعيد التكتيكي تحت قيادته.
وتعامل المدرب البرازيلي مع الظروف الصعبة، حيث عانى قبل بداية الأولمبياد من ضعف برنامج الإعداد، ورفض كل طلباته بشأن اختيار لاعبين فوق السن لدعم تشكيلته، بدأها بمحاولة ضم الثنائي الكبير محمد صلاح ومحمود حسن تريزيغيه نجمي ليفربول الإنكليزي وطرابزون سبورت التركي.
ثم فشل محاولات ضم مصطفى محمد هداف نانت الفرنسي، وتبع ذلك اعتذار الأندية المصرية عن ترك لاعبيها الكبار، مثل محمد الشناوي ومحمد عبد المنعم وإمام عاشور ثلاثي الأهلي، ليستدعي في نهاية المطاف أحمد مصطفى زيزو نجم الزمالك، والذي وافق ناديه على تركه يشارك بالأولمبياد ومحمد النني الذي لم يكن مرتبطاً بنادٍ بعد انتهاء عقده في أرسنال الإنكليزي. والمثير أن النني يعتبر من أبرز اكتشافات المدرب ميكالي وقدم مستوى طيباً للغاية في الأولمبياد حتى الآن.
ويملك روجيرو ميكالي سيرة ذاتية قوية لكونه مدربا تخصص في العمل على صعيد منتخبات الشباب والأولمبي، وعمل من قبل مديراً فنياً لمنتخب البرازيل، وفاز معه بالميدالية الذهبية في ريو دي جانيرو 2016، وهي أول ميدالية أولمبية ذهبية للبرازيل، كما نال مع منتخب البرازيل تحت 20 عاماً، وصافة كأس العالم للشباب عام 2015، وعرف عنه قدرته على اكتشاف المواهب الشابة، وهم الآن يطالبون بتصعيده إلى المنتخب الأول بعد أن كانوا ينادون بإقالته.