شهدت بطولة كأس العالم لكرة اليد على مر التاريخ سيطرة مطلقة للمنتخبات الأوروبية دون سواها، إذ لم يسبق لأي بلد من خارج "القارة العجوز" أن توج باللقب وذلك منذ انطلاق المسابقة عام 1938 في ألمانيا، عندما أقيمت المنافسات بين 4 فرق فقط.
وفي نسخة بطولة عام 2015 التي نظمت في قطر، كسر منتخب "العنابي" القاعدة وأضحى أول فريق غير أوروبي يصل للمباراة النهائية ويتوج بالميدالية الفضية إثر الخسارة بصعوبة أمام فرنسا 25-23، لكن أمر اللقب لم يخرج من خزائن المنتخبات الأوروبية خلال الـ26 نسخة السابقة.
وفازت 12 دولة أوروبية باللقب، تتقدمهم فرنسا بـ6 مناسبات، تليها السويد ورومانيا بـ4 بطولات لكل منهما، وأمام تراجع مستوى عدد من المنتخبات الأوروبية، هل حان الوقت لخروج اللقب من أسوار القارة العجوز؟ ومن هو أقرب فريق لحصد اللقب الـ(27)؟
الدنمارك
من المنطقي أن تكون الدنمارك على رأس المرشحين للفوز بالبطولة بصفتها حاملة لقب النسخة الماضية، لكن المنتخب يمكن تسميته بفريق التناقضات، فإثر تتويجه باللقب الأول في نسخة 2019 انهار الفريق في بطولة أمم أوروبا العام الماضي، واحتل المركز الـ(13)، وهو أسوأ ترتيب له في تاريخ المسابقة.
ورغم أنه يمتلك ترسانة من النجوم، فإن مدرب المنتخب الدنماركي، المخضرم نيكولا جاكوبسن، اعترف بأن فريقه يمر بفترة حرجة، قائلا في تصريحات خص بها الموقع الرسمي للاتحاد الدولي للعبة: "كان عاماً غريباً ولم نتدرب كثيراً، وسيؤثر ذلك بلا شك على جودة المباريات".
فرنسا
رغم مشاركتها المخيبة في بطولة أمم أوروبا، العام الماضي، واحتلالها المركز الـ(14)، بعد الخروج من الدور الأول، لا يمكن استثناء منتخب "الديوك" من دائرة المرشحين للتنافس على اللقب، وبخاصة كونه أكثر المنتخبات تتويجاً ببطولة العالم، عقب نيله اللقب في 6 مناسبات.
ويفتقد "الديوك" لنجم باريس سان جيرمان نيكولا كاراباتتيش، بسبب الإصابة بتمزق في الرباط الصليبي، في المقابل يعول منتخب فرنسا على جيل جديد من اللاعبين مثل نديم ريميلي، ولودوفيك فابريغاس، وميلفين ريتشاردسون.
ألمانيا
فاز نادي كيل الألماني منذ أيام قليلة بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد تغلبه على برشلونة في الدور النهائي، ما يمثل حافزا قويا لمنتخب "المانشافت"، الذي سيبحث جاهداً عن استعادة كأس بطولة العالم الغائب عن خزائنه منذ 14 عاماً.
ويقود منتخب "الماكينات"، منذ العام الماضي، المدير الفني الأيسلندي ألفريد غيسلاسون، الذي قضى 20 عاماً في تدريب أندية الدوري الألماني لكرة اليد، وعلى الأخص فريق كيل، الذي يكوّن النواة الأساسية للمنتخب، ما يعني أن تألق هذا الفريق قد يعود بالنفع على المنتخب في المونديال.
كرواتيا
عرفت بطولة أمم أوروبا الأخيرة وصول كرواتيا إلى المباراة النهائية، ليعلن المنتخب العودة إلى سالف إشعاعه، وبخاصة أنه يمثل أحد أقطاب كرة اليد العالمية، الذي يبحث عن تاجه المفقود منذ نسخة 2003.
واستعادت كرواتيا قبل 3 سنوات مهندس إنجازها الوحيد، المدرب الأسطوري لينو سيرفر، الذي يقود فيلقاً من النجوم المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبيرة.
إسبانيا
دائما ما يكون "الماتادور" مرشحاً لنيل لقب بطولة العالم لكرة اليد، لكن هذه المرة تبدو إسبانيا مرشحة فوق للعادة للتتويج بعدما فازت بالنسختين الماضيتين من بطولة "يورو" سنتي 2018 و2020.
ويضم منتخب إسبانيا في صفوفه 8 لاعبين خاضوا منافسات المربع الذهبي لدوري الأبطال، يتوزعون على أندية برشلونة، وكيل، وباريس سان جيرمان، وفيسبريمن المجري، ما قد يقوي حظوظ الإسبان في المراهنة على لقبهم الثالث بعدما أحرزوه مرتين في 2005 و2013.
النرويج
صحيح أن منتخب النرويج لم يتوج بلقب بطولة العالم على امتداد مشاركاته الـ(15) السابقة، لكنه يعتبر أحد المدارس العريقة في اللعبة، وهو مرشح للوصول بعيدا في نسخة مصر.
ومنتخب النرويج هو وصيف بطل العالم في النسختين الماضيتين، بعدما وصل للدور النهائي سنة 2017، وانهزم ضد منتخب فرنسا، قبل أن يعانده الحظ مجددا في نسخة 2019، وخسر اللقب ضد البلد المنظم الدنمارك.
السويد
يمكن تصنيف منتخب السويد في الخانة الأخيرة للمنتخبات الأوفر حظا لنيل التاج العالمي، بسبب اعتزال أغلب الركائز الأساسية للفريق، واستبدالها بلاعبين شبان، لكنهم يلعبون في فرق أوروبية بارزة.
وفي رصيد السويد 4 ألقاب، كان آخرها خلال نسخة 1999 التي احتضنتها مصر. وقال المدير الفني السويدي غلين سولبرغ، في تصريحات للموقع الرسمي للبطولة: "الفوز باللقب يعد أمرا صعبا، لكننا سنقاتل في كل مباراة ثم سنرى ما الذي سيحدث".
مصر
قد لا يصدق البعض إدراج مصر ضمن قائمة المرشحين للفوز، لكن المختصين في كرة اليد العالمية يرون أن منتخب "الفراعنة" يمكن أن يكون "الحصان الأسود" للبطولة، ليس لأنه البلد المضيف فحسب، بل قياساً بالعصر الذهبي التي تعيشه اللعبة في البلاد.
وتعيش كرة اليد المصرية أحلى فتراتها بعد تتويج المنتخب الأول ببطولة أمم أفريقيا 2020، وفوز منتخب الناشئين ببطولة العالم سنة 2019، واحتلال الشباب المركز الثالث بالمونديال في العام ذاته.