يقود نجوم كرة القدم العالمية تمرداً غير مسبوق على أنديتهم، في ظل رغبتهم في تغيير الأجواء وخوض تحديات أكثر إثارة. وظهر اسم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ليهزّ سوق الانتقالات الصيفية، وسبقه عدد من النجوم الآخرين، مثل البولندي روبيرت ليفاندوفسكي.
ونشرت صحيفة أس الإسبانية، السبت، تقريراً يجمع أشهر لاعبي كرة القدم على مرّ التاريخ، الذين رفضوا التجديد مع فرقهم، وكل منهم لديه سببه الخاص وطريقته من أجل دفع فريقه إلى منحه فرصة الرحيل.
وعبّر البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن إصراره الكبير لبلوغ هدفه، وحمل ألوان نادي برشلونة، ولا يزال يقف في وجه الضغوطات التي يفرضها بايرن ميونخ ومجلس إدارته، فيما طالب بمنحه فرصة الخروج دون مشاكل نظير وفائه لعدة سنوات، والإضافة القوية مع "البافاري".
وفي عام 2002، تمرد البرازيلي رونالدو نزاريو على إنتر ميلانو عقب 4 سنوات من الوفاء، وقرر الغياب عن التدريبات لتحقيق حلمه باللعب في ريال مدريد، لينتظر اللاعب وناديه الجديد إلى غاية اليوم الأخير من فترة "الميركاتو" موعداً لحسم الصفقة.
وقوبل طلب الأرجنتيني، سيرخيو أغويرو بالرحيل عن نادي أتلتيكو مدريد في 2011 برفض شديد، بما أنه كان ضمن القائمة المسجلة لخوض مباريات الدوري الأوروبي، وحفزته العروض التي تلقاها على التمرد، وذلك بعدم حضور التدريبات ومقاطعتها.
ووصل عرض الأحلام إلى الكرواتي لوكا مودريتش في 2012 من ريال مدريد، إذ اتخذ قرار مقاطعة الجولة الأميركية لناديه توتنهام هوتسبيرز، كوسيلة تحدٍّ، الغاية منها فسح المجال أمامه للمغادرة، لكن النادي اللندني عاقبه بغرامة قدرها 100 ألف يورو.
وسار غاريث بيل على نهج زميله السابق مع "السبيرز" مباشرة بعد عرض ريال مدريد المقدر بقيمة 93 مليون يورو، لكن توتنهام رفضه وفتح المجال للويلزي لكي يفجر غضبه ويتمرد بمقاطعة المباريات التحضيرية لموسم 2013.
واقتنع عثمان ديمبيلي بعرض نادي برشلونة عام 2017، وأصرّ على مغادرة بوروسيا دورتموند، فاختفى مباشرة عن الأنظار، ولم يظهر في التدريبات، محتجاً بقرار منعه من الانتقال صوب الدوري الإسباني، لتتم الصفقة عقب مسلسل طويل.
وخاض الأوروغواياني لويس سواريز حرباً حقيقية ضد إدارة ليفربول من أجل الرحيل صوب برشلونة في 2013، فكانوا له بالمرصاد، وأجلوا أحلامه إلى موسم آخر، ليضع شرط التأهل إلى دوري أبطال أوروبا مقابل البقاء، لكنهم فشلوا ورفضوا تلبية رغبته، ليلجأ إلى التمرد كسبيل وحيد لبلوغ هدفه.
وإن نجح عديد اللاعبين في مغادرة أنديتهم بالضغط والتمرد، فإن البعض الآخر خضع وامتثل للعقوبات، في صورة الفرنسي فرانك ريبيري بمقولته الشهيرة: "ريال مدريد أو لا شيء"، لكن إصرار فريقه كان أقوى، واضطر إلى البقاء عقب الاتفاق على تفاصيل جديدة.
وانتهى المطاف بالإنكليزي واين روني بالرحيل عن مانشستر يونايتد وخروج مشرف كأسطورة طال بقاؤها 13 عاماً، واستمرت التجربة بفضل رفض فريقه تمرده في أكثر من مرة، فيما حاولت أندية استغلال الوضع عبر ضمه، مثل الغريم تشلسي.
وشهدت فترة الانتقالات الصيفية الماضية مسلسلاً بطله المهاجم هاري كين ومانشستر سيتي، حيث أصرّ الأخير على إنهاء صفقته ودفعه إلى الضغط على "السبيرز"، ومع مرور الوقت تراجعت الرغبة وسط تمسك النادي اللندني بخدمات نجمه الذي تقبّل مصيره في آخر المطاف.