وشكَّل خروج منتخب محاربي الصحراء من الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم صدمة كبيرة لدى الأوساط الرياضية في الوطن العربي، على اعتبار أن المنتخب الجزائري كان مُرشحاً فوق العادة للظفر بلقب البطولة الأفريقية للمرة الثانية في تاريخه، في ظل امتلاكه لنخبة مميزة من أبرز النجوم في ملاعب كرة القدم الأوروبية، في مقدمتهم نجم فريق ليستر سيتي الإنكليزي، رياض محرز، الحائز جائزتي أفضل لاعب في بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم عن موسم 2015-2016، وأفضل لاعب في القارة الأفريقية السوداء خلال العام المنقضي.
1.غياب الروح القتالية
وطرح الخروج المبكر للمنتخب الجزائري من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2017 تساؤلات عديدة حول الأسباب الرئيسية، التي عجّلت بخروج منتخب محاربي الصحراء من البطولة الأفريقية، حيث حمّل البعض اللاعبين المسؤولية المباشرة وراء الإقصاء المبكر للمنتخب، إذ لم يظهر رفاق النجم رياض محرز بتلك الروح القتالية العالية، التي لطالما اشتهروا بها خلال الاستحقاقات الماضية.
وافتقد نجوم منتخب محاربي الصحراء الحماس والإصرار الذي لطالما كان يُميز اللاعب الجزائري في السنوات القليلة الماضية، حيث غابت الروح القتالية، التي كانت تُشكل السلاح الرادع لعناصر المنتخب الجزائري في الأعوام الأخيرة، عن صفوف لاعبي منتخب ثعالب الصحراء في الغابون، وقد تجلى ذلك بشكل واضح من خلال الأداء الفني الضعيف لبعض النجوم، الذين يدافعون باستماتة عن ألوان أنديتهم في أوروبا في وقتٍ لم يُقدموا فيه المستوى المأمول رفقة منتخب بلادهم.
2.انعدام الاستقرار
ولا يتحمل نجوم المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم وحدهم مسؤولية الخروج المبكر من بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث يتحمَّل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، هو الآخر جزءاً كبيراً من مسؤولية إخفاق منتخب محاربي الصحراء في الغابون؛ وذلك بسبب سياسة تغيير المدربين التي يتبعها بشكل مستمر منذ إعادة انتخابه لرئاسة الاتحاد من جديد عام 2009.
ولم تعرف كرة القدم الجزائرية استقراراً على الصعيد الفني منذ انتهاء عقد المدرب البوسني، وحيد حليلوزتش، حيث تعاقب على تدريب الخضر ثلاثة مدربين، بدءاً من الفرنسي كريستيان غوركوف مروراً بالصربي ميلوفان راييفيتش، ووصولا إلى البلجيكي جورج ليكنز، الذي قدّم هو الآخر استقالته بعد خروج المنتخب الجزائري من بطولة كأس الأمم الأفريقية.
3.غياب الجماعية .. وقرارات المدرب العشوائية
وبعيداً عن سوء التخبط الذي ينتهجه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، فقد ساهمت القرارات العشوائية التي اتخذها المدرب البلجيكي، جورج ليكنز، في تدهور مستوى منتخب محاربي الصحراء، حيث استبعد المدرب البالغ من العمر 67 عاماً الثنائي، كارل مجاني وسفيان فيغولي، من التشكيلة التي خاضت منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية، وذلك رغم الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها كلا اللاعبين، باعتبارهما كانا من أعمدة المنتخب الجزائري، الذي تأهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل.
ولم يكتفِ "ليكنز" باستبعاد الثنائي، كارل مجاني وسفيان فيغولي، في بداية البطولة؛ بل أظهر المدرب، الذي تولى مهمة تدريب المنتخب الجزائري في تشرين الأول/أكتوبر 2016 خلفاً للصربي ميلوفان راييفاتش، خلال مجريات البطولة فشلاً ذريعاً في إحداث التوازن داخل الفريق، إذ لم يرقَ أداء لاعبي منتخب محاربي الصحراء على المستوى الجماعي إلى المستوى المطلوب، كما أخفق أيضاً في حل أزمة ضعف خط الدفاع، التي يُعاني منها المنتخب منذ اعتزال مجيد بوقرة وابتعاد رفيق حليش عن مستواه.
4.ضعف التحضير
وبدا جلياً خلال مجريات البطولة أن المنتخب الجزائري يُعاني من مشكلة ضعف التحضير وقصر مدة الإعداد، وعدم خوض مباريات تجريبية كافية قبل انطلاقة البطولة، إذ لم يستعد أبناء المدرب البلجيكي، جورج ليكنز، جيداً للبطولة، واكتفوا بخوض مباراتين وديتين أمام المنتخب الموريتاني المتواضع، الذي لم يكشف عيوب شقيقه الجزائري.
5.غياب الانضباط
وكان لغياب الانضباط دور كبير في خروج المنتخب الجزائري المبكر من بطولة أمم أفريقيا، وقد تجسد ذلك في واقعة المشاجرة، التي نشبت بين مهاجم فريق ليستر سيتي الإنكليزي، إسلام سليماني، وزميله في المنتخب ومدافع فريق سيرفيت السويسري، لياسين كادامورو، خلال الحصة التدريبية التي أجراها منتخب محاربي الصحراء على ملعب مواندا، استعداداً لخوض مباراة تونس.