لم يتوقع الكثيرون أن يصطدم ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونخ الألماني في الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، وعندما جمعتهما القرعة سوياً لم يقتصر الأمر على مواجهة تاريخية كبيرة، بل مواجهة عاطفية بين الأستاذ وتلميذه صانعي مجد العاشرة "الملكي".
يا لها من مواجهة نارية بين أحد أبرز المرشحين للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، مواجهة تاريخية ثأرية للنادي "البافاري" من أجل محو آثار الخسارة في موسم 2013-2014 في الدور نصف النهائي عندما خسر بايرن ميونخ ذهاباً وإياباً بخمسة أهداف نظيفة.
الثأر ليس العامل الوحيد الذي سيكون حاضراً في هذه المباراة، بل العاطفة ستكون أيضاً من العوامل المؤثرة، أنشيلوتي يلتقي زيدان مرة جديدة بعد غياب لسنوات منذ التتويج في عام 2014، ليلتقي الأستاذ وتلميذه اللذان صنعا سوياً اللقب العاشر لريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
عمل الإيطالي كارلو أنشيلوتي والفرنسي زيدان سوياً في ريال مدريد موسم 2013-2014، قدم النادي "الملكي" واحدا من أجمل العروض الكروية، ورغم خسارته لقب الدوري الإسباني وكأس الملك، إلا أنه وصل إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال وتُوج باللقب آنذاك.
ظهر زيدان مع أنشيلوتي في ريال مدريد كالظل الذي لا يفارقه، وبدا أن زيدان "التلميذ" آنذاك يتعلم جيداً كل تفاصيل التكتيك في كرة القدم بأناقة، حتى أن الصحف الإسبانية آنذاك أشادت بهذا الثنائي في عالم التدريب بأنه الأفضل في تاريخ ريال مدريد.
ما ميز حقبة كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد هو الروح القتالية والعمل الجماعي، والأهم وجود روح العائلة في الفريق، وهي العوامل التي ساهمت بنجاح كارلو أنشيلوتي في النادي "الملكي"، لأنه عرف كيف يحتضن اللاعبين بعد رحيل مورينيو ونشر الحب في الفريق.
ما فعله زيدان منذ استلامه ريال مدريد في الموسم الماضي يُشبه كثيراً ما فعله أنشيلوتي "الأستاذ"، حتى أنه لعب بأسلوب تكتيكي مشابه أعاد ريال مدريد من جديد إلى الخارطة العالمية بعد غيابه في موسم 2014-2015، ليقود التلميذ ريال النادي "الملكي" للتويج بلقبه الـ 11 في دوري أبطال أوروبا.
تبدو نسخة ريال مدريد مع الأستاذ والتلميذ متشابهة خصوصاً لناحية الروح القتالية والعمل الجماعي على أرض الملعب، لكن عند المواجهة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، كيف سيقدم أنشيلوتي وزيدان بايرن ميونخ وريال مدريد؟ وفي النهاية من سيفوز الأستاذ أم التلميذ؟