خرجت جماهير غزة المحاصرة فرحا بإنجاز المنتخب القطري الذي توج بالكأس الآسيوية الأولى في تاريخه، وذلك مع صافرة نهاية مباراة "العنابي" ونظيره المنتخب الياباني في نهائي كأس أسيا، وعاشت أجواء الفرحة أيضا على إثر التأهل للنهائي الأول لها.
وبدأت جماهير من غزة تستعد منذ صباح اليوم الجمعة لتشجيع المنتخب القطري في نهائي كأس آسيا، في مجمع الشاليهات غرب مدينة غزة، بعد أن أعلن عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة في غزة عبد السلام هنية أمس، المشاركة لمؤازرة المنتخب القطري لكرة القدم، والتجمع في مجمع الشاليهات بالقرب من شاطئ بحر غزة، بحضور جماهير وشخصيات اعتبارية من غزة وشخصيات رياضية.
ومع صافرة البداية، بدأ الغزيون وأطفالهم يهتفون للمنتخب القطري بحضور الأعلام في المكان ورسم الأعلام القطرية على وجوه الاطفال، حتى جاءت لحظة الفرح الأولى بالهدف الأول لهداف المنتخب القطري المعز علي في الدقيقة 12، وزاد حماسهم أكثر مع الهدف الثاني في الدقيقة 27 لعبد العزيز عبد الله، فانطلقت الهتافات.
وشعرت الجماهير الغزية ببعض القلق بعد دخول المنتخب الياباني الشوط الثاني بقوة الهجوم، خاصة بعد تسجيلهم الهدف الأول في الدقيقة 69، لكن هذه اللحظات القلقة لم تطل، فسجلت قطر في الدقيقة 83 هدف التأمين الثالث للاعب أكرم عفيف، وانتهت المباراة، وخرجت جماهير غزة ترفع الأعلام في الشوارع فرحاً بالانتصار القطري.
ويقول عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة في غزة عبد السلام هنية: "على إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، دمر الاحتلال الإسرائيلي العديد من المنشآت الرياضية والملاعب في غزة، وكانت قطر أول دولة في العالم دعمت القطاع الرياضي، والمنشآت الرياضية وأعادت إعمارها بملايين الدولارات، وهو سبب تجمعنا اليوم في مجمع الشاليهات لنشجع من وقف مع رياضتنا الفلسطينية".
وتعتبر قطر أكثر الدول التي دعمت القطاع الرياضي في غزة على مدار 12 عاماً من الحصار الإسرائيلي كما يشير هنية، ودعمته في عام 2012 لإطلاق شبكة أمواج الإعلامية الرياضية، تتكون من إذاعة مسموعة وتلفزيون وموقع إخباري رياضي في غزة، وتعتبر النافذة الإعلامية الرياضية للغزيين.
ويشير هنية إلى أن غزة تحب كل الدول العربية ولا تعرف السياسة في الرياضة، وأنه يتمنى أن نشاهد خليجاً عربياً موحداً، لكن اليوم نخرج لنشجع قطر، وهذا واجب على كل فلسطيني في ظل اعتبار الشعب القطري أكثر الشعوب وقوفاً معه.
من جهته شارك أحمد بشار وإخوته الأربعة الأجواء الحماسية في غزة، ويقول للعربي الجديد: "نحن نحتفل بمنتخب عربي مسلم يحب فلسطين ويحب غزة، وعلى مدار 95 دقيقة ونحن قلوبنا معه، وأنا أعلم أن بعض البلدان الخليجية لن تفرح لفوز قطر، لكنني أقول لهم فاز اليوم منتخب عربي أجدر لكم أن تفرحوا له بدلاً من النظر للخلافات السياسية معه، كرة القدم تهدي الحب للجميع، اتركوا السياسة لأهلها".
ويشير الإعلامي الرياضي إيهاب أبو الخير، إلى أن فرحة الغزيين لا تقتصر على أسباب الدعم القطري لقطاع غزة فقط، فسبق أن شجعت جماهير غزة المنتخب المصري في بطولة أمم أفريقيا عام 2017، وفي كأس العالم العام الماضي 2018، والمنتخب الجزائري في كأس العالم عام 2014.
ويقول أبو الخير للعربي الجديد:" الغزيون يحبون الرياضة وينظرون لها كمهرب من الهموم والسياسة والظروف الاقتصادية الصعبة، جاؤا اليوم لشيئين، أن هذا منتخب عربي ويلعب باسم الأمة العربية ونريد أن نشاركهم السعادة، والشيء الثاني أننا نحب قطر ونحن مع كل من يدعمنا، وهذا من منطلق إنساني".