لم يتوقع أشد المتفائلين بالمهاجم الجديد كريستوف بياتيك، أن يصنع الفارق على أرض الملعب مع فريق ميلان. ففي المباراة الأولى في بطولة الكأس، سجل هدفين وقاد ميلان لتخطي عقبة نابولي الصعبة والتأهل إلى الدور نصف النهائي من المسابقة. وبعد أيام قليلة سجل هدفه الشخصي الثالث في مواجهة روما إثر كرة عرضية تابعها على "الطائر" ببراعة والآن تتمنى منه الجماهير التسجيل في لقاء كالياري من أجل البقاء ضمن دائرة المنافسين على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، لكن لماذا هو "شيفشينكو" الجديد؟
"شيفشينكو" الجديد
أعاد بياتيك مع فريق ميلان الإيطالي ذكريات جميلة لجماهير هذا الفريق عندما كان يملك مهاجماً اسمه أندري شيفشينكو، واحدٌ من أخطر مهاجمي العالم وأكثرهم فعالية داخل منطقة الجزاء وخارجها. بياتيك يُشبه بأدائه شيفشينكو كثيراً، خصوصاً في الثلث الأخير من الملعب. هو بمثابة "القناص" الذي لا يرحم مدافعي الخصم ولا حارس مرماه.
يملك بياتيك سرعة في التحرك مع الكرة وبدونها وعندما يتسلمها يتحرك نحو الأمام ويُجبر خصمه على التراجع معه. وفجأة يمكن لبياتيك تغيير اتجاهه وخداع اللاعب الخصم بسهولة فاتحاً المجال له أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التسديد نحو المرمى أو تمرير كرة عرضية إلى زملائه. سيناريو تكرر دائماً مع بياتيك في فريق جنوى وشاهده الجميع مع ميلان في أول مباراتين.
ما كان يُميز شيفشينكو هو التواجد دائماً في المكان المناسب في الهجمة وتسجيل الأهداف بطريقة خاطفة دون سابق إنذار من تسديدات قاتلة. بياتيك سجل في نابولي الهدف الثاني من تسديدة بين مدافعين بعد أن راوغهما داخل منطقة الجزاء على طريقة شيفشينكو أيام العصر الذهبي "للروسونيري".
أما الهدف الذي سجله بياتيك في مرمى روما، وهو هدفه الأول في بطولة الدوري بقميص ميلان، فهو يؤكد حسن تمركز بياتيك ومباغتته الدفاع لتسجيل الهدف. فخلال الكرة العرضية ظهر بياتيك فجأة أمام المدافع قادماً من خلف ظهره وحوّل الكرة نحو الشباك.
شيفشينكو كان يجيد مراوغة اللاعبين حتى لو كان في وجهه مدافعان. شيفشينكو كان قادراً على استغلال المساحات بأفضل طريقة. شيفشينكو كان يستغل الثغرات الصغيرة لتسديد الكرة في المرمى مباشرةً وفي أقصى الزوايا. بياتيك بدأ يُكرر هذا السيناريو مع ميلان لأنه يملك نفس مقومات المهاجم التاريخي "للروسونيري" فهل يقود ميلان نحو الألقاب مثلما كان يفعل النجم الأوكراني ويكون فعلاً "شيفشينكو الجديد"؟