أعلن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي تعاقده مع المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوشيتينو، خلفاً للمُقال الألماني توماس توخيل الذي قاد فريق العاصمة الفرنسية عامين، وحقق معه ألقاباً محلية والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبعد توليه المهمة بشكل رسمي، سيكون المدرب السابق لنادي توتنهام هوتسبيرز الإنكليزي أمام العديد من التحديات، أبرزها على الإطلاق كسر نحس الفشل في التتويج بلقب "التشامبيونزليغ"، الذي يبقى حلماً عند جماهير النادي والإدارة يتقدمهم الرئيس ناصر الخليفي.
هوية واضحة للفريق
ورغم أن نتائج باريس سان جيرمان تحسنت في عهد توخيل على المستوى الأوروبي، كما قاد الباريسي للفوز بالعديد من المباريات المهمة في المسابقة، مثل فوزه أمام ليفربول (2/1) ثم ريال مدريد (3/0)، إلا أنه عاش الكثير من التخبط بسبب تغيير منظومة اللعب في كل مرة، خاصة نظير الإصابات التي جعلته يحول البرازيلي ماركينيوس لخط الوسط، وهذا ما سيعمل على تجاوزه مارويسيو بوشيتينو، الذي استطاع مع توتنهام أن يبتكر له منظومة ثابتة تألقت في "البريميرليغ" وكذلك في دوري أبطال أوروبا، رغم أنها منظومة وصفت بالدفاعية من الخبراء والمتابعين باعتبار أنها لم تحصد الألقاب.
مبابي ونيمار... أدوار جديدة
وبما أن الميول الدفاعية هي التي تتسم بها منظومة المدرب، فإن الفني الأرجنتيني سيكون في مهمة شاقة وضرورية لإقناع نجوم مثل كيليان مبابي ونيمار داسيلفا بالعودة إلى الخلف عند فقدان الكرة والقيام بالأدوار الدفاعية، وهذا لم يتقيد به هذا الثنائي كثيراً في عهد توخيل، الذي كان يركز أكثر على اللعب الهجومي، ما جعل فريقه يعاني كثيراً من الأزمات في الخلف، ومنه ستكون لمبابي ونيمار في عهد المدرب الجديد أدوار لم يعتادا عليها، وهي تشبه كثيراً تلك التي يقوم بها حالياً الثنائي هاري كين وهيونغ مين سون مع توتنهام.
صداقة متينة مع نيمار
تحدٍ آخر سيكون أمام ماوريسيو بوشيتينو بعد تسلمه دفة تدريب النادي الفرنسي، وهو محاولة صناعة علاقة متينة مع نيمار المعروف بمزاجه المتقلب، وهو ما جعله عرضة للكثير من الانتقادات، خاصة في المواعيد المهمة، مثل ما حدث في الأيام الأخيرة عندما توجه إلى بلاده البرازيل لقضاء عطلته، لكن وجهت له اتهامات جعلته مهدداً بملاحقة قضائية لإقامته حفلاً في مجمع سكني مع أشخاص يفوق عددهم 100 شخص، في وقت تم منع مثل هذه التجمعات بسبب الأوضاع الصحية، وهذا دليل آخر على أن بوشيتينو على موعد للعمل مع لاعب بعقلية خاصة، وربما سيصادف لأول مرة لاعباً من هذا النوع، رغم النجومية والشعبية التي وصل إليهما قائد "السيليساو".
تفادي سيناريو توخيل مع ليوناردو
ولن يكون نيمار البرازيلي الوحيد الذي سيعمل بوشيتينو على ضبطه في المنظومة التي سيعمل عليها، بل يوجد كذلك المدير الرياضي ليوناردو، الذي وجهت له سابقاً، وفقا لتقرير مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، تهمة اتخاذ الكثير من القرارات من وراء الكواليس، وهذا لم يعجب كثيراً المدرب السابق توماس توخيل، وجعلته يدخل معه في صِدام، خاصة هذا الموسم، ولو أنه وجب التذكير أن بوشيتينو لم يرضخ حتى لقرارات المدير التنفيذي في توتنهام دانيال ليفي في السنوات الخمس التي عملا فيها معاً.
دوري الأبطال الحلم الجميل
وفي حالة نجاح ماوريسيو بوشيتينو في فرض نفسه وعمل المنظومة التي يحبذها، سيكون هذا المدرب أمام الهدف الأبرز والأول للنادي الفرنسي، الذي سيطر على الألقاب المحلية في السنوات الأخيرة مع مختلف المدربين، وبالتأكيد، فإن هذا لم يعد يُشكل طموحاً عند جماهير الفريق وإدارته، بقدر الآمال الكبيرة التي تعلقها على المدرب من أجل تحقيق حلم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، الذي يعد الدور النهائي فيه أقصى ما وصل إليه الباريسي الموسم الماضي، وهو حال بوشيتينو في النسخة التي قبلها حينما قاد توتنهام إلى النهائي وخسر فيه ضد ليفربول.