تقوم الحكومة العراقية، بمحاصرة المناطق الخارجة عن سيطرتها، وبينها مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ويسكن فيها حوالي مليوني عراقي. هكذا، يعيش هؤلاء في جحيمين، جحيم داعش وجحيم حصار السلطة، لتنتقل مناطقهم إلى مرحلة ما قبل التاريخ، وصولاً لسيطرة اقتصاد بدائي، يستخدمون أدواته في الإنتاج الزراعي وكذا الصناعي، وبترافق هذا الواقع مع ارتفاع في حدة البطالة إلى حوالي 70%، وانتشار حالات الفقر الشديد وانعدام الأمن الغذائي وخصوصاً لدى الأطفال.
وتعتبر محافظة نينوى، شمال العراق، مثالاً على مأساة الحصار، بعدما سيطر عليها تنظيم داعش في 2014. وقال أحمد هادي، وهو أحد سكانها لـ "العربي الجديد"، إن "الإنتاج في المناطق التي يسيطر عليها داعش يقتصر على الزراعة فقط، حيث يحاول المواطنون توفير الخضراوات وتحقيق اكتفاء ذاتي للسوق المحلية كحد أدنى". كما أدى الحصار الذي تفرضه الحكومة العراقية على هذه المناطق إلى انتعاش مهنة "الحطابة" التي اندثرت منذ سنين طويلة، وذلك بسبب غياب المشتقات النفطية.
أكد هادي أن "التجارة باتت تقتصر على عناصر داعش أو من التجار الذين لديهم علاقات وطيدة مع قادة التنظيم، كولاة الولايات وشرعييها ومسؤولي الحسبة فيها"، مبيناً أن "التجارة تقتصر على المواد الغذائية الضرورية كالزيت والرز وغيرها من المواد، التي يتم استيرادها عن طريق تركيا". وأوضح أنه "خلال الشهرين الماضيين بات من الصعب إدخال المواد الغذائية إلى الموصل، لذلك انخفضت التجارة بنسبة 75% تقريباً".
وإزاء ذلك، يعيش المواطنون حياة معدومة وازدادت حالات سرقة المحلات، خصوصاً للمواد الغذائية. وقال المواطن ياسين الجبوري أحد سكان قضاء الشرقاط شمال صلاح الدين، الذي يسيطر عليه داعش، لـ"العربي الجديد"، إن "المواطنين يعيشون حياة قاسية لأنهم معتمدون فقط على الزراعة، حيث يزرعون الحنطة وبعض والخضراوات"، مضيفاً أن "تنظيم داعش يعطي رواتب للموظفين في دوائره بين 8 دولارات و 13.5 دولاراً شهرياً، وهي لا تكفي لخمسة أيام".
وبين أن "قيادات تنظيم داعش تمارس التجارة وتعمد إلى رفع الأسعار، حيث يجلبون الفواكه وبعض المواد الصناعية من دول مجاورة عبر خطوط نقل سرية، وتباع بأسعار مرتفعة"، مشيراً إلى أن "الأهالي باعوا ذهب النساء وسياراتهم وبعض أغراض منازلهم لتوفير لقمة العيش وحليب الأطفال".
ونوه الجبوري أن "بعض المواطنين يقومون بصناعة الحلويات التي كانت تصنع في المنازل في فترة الحصار الدولي بتسعينيات القرن الماضي وتفتقد للسلامة الصحية لبيعها بأسعار زهيدة جداً من أجل توفير لقمة العيش، بالإضافة إلى قيام بعض النساء بممارسة مهنة "الخِبازة" في تنور الطين الذي يعتمد على الخشب مقابل أجر بسيط جداً لا يتجاوز نصف دولار يومياً". وتابع أن "الحدادين في المناطق التي يحتلها داعش قلدوا البضائع مثل (الجولة) التي تستخدم للطبخ والتدفئة في وقت واحد".
ويعيش مجموعة من التجار عبر الاتفاق مع قيادات التنظيم على تهريب البضائع من طرق مختلفة لجلبها للمناطق المحاصرة مقابل مبالغ باهظة الثمن. وقال عضو مجلس محافظة نينوى، حسام العبار، لـ"العربي الجديد"، إن "نينوى مصنفة كمحافظة زراعية وأغلب أهاليها يزاولون حالياً مهنة الزراعة، كما يستخدمون بدائل الطاقة التي تطورت حسب احتياجات الأهالي من خلال بيع الخشب لاستخدامه في الطبخ".
ولفت إلى أن "تجار داعش حالياً يستخرجون النفط الخام من ناحية الكيارة ويرسلونه إلى قرية العذبة التي يوجد فيها ما يقارب 300 محرقة لتكرير النفط الخام وتحويله إلى بنزين ومازوت وزيت ويباع بأسعار غالية جداً"، مضيفاً أن "الإنتاج المحلي متوقف والحركة التجارية ضعيفة لعدم وجود سيولة نقدية لدى الأهالي".
اقرأ أيضاً: النظام السوري يرسّخ فساده: نهب وصفقات وارتهان
وتعتبر محافظة نينوى، شمال العراق، مثالاً على مأساة الحصار، بعدما سيطر عليها تنظيم داعش في 2014. وقال أحمد هادي، وهو أحد سكانها لـ "العربي الجديد"، إن "الإنتاج في المناطق التي يسيطر عليها داعش يقتصر على الزراعة فقط، حيث يحاول المواطنون توفير الخضراوات وتحقيق اكتفاء ذاتي للسوق المحلية كحد أدنى". كما أدى الحصار الذي تفرضه الحكومة العراقية على هذه المناطق إلى انتعاش مهنة "الحطابة" التي اندثرت منذ سنين طويلة، وذلك بسبب غياب المشتقات النفطية.
أكد هادي أن "التجارة باتت تقتصر على عناصر داعش أو من التجار الذين لديهم علاقات وطيدة مع قادة التنظيم، كولاة الولايات وشرعييها ومسؤولي الحسبة فيها"، مبيناً أن "التجارة تقتصر على المواد الغذائية الضرورية كالزيت والرز وغيرها من المواد، التي يتم استيرادها عن طريق تركيا". وأوضح أنه "خلال الشهرين الماضيين بات من الصعب إدخال المواد الغذائية إلى الموصل، لذلك انخفضت التجارة بنسبة 75% تقريباً".
وإزاء ذلك، يعيش المواطنون حياة معدومة وازدادت حالات سرقة المحلات، خصوصاً للمواد الغذائية. وقال المواطن ياسين الجبوري أحد سكان قضاء الشرقاط شمال صلاح الدين، الذي يسيطر عليه داعش، لـ"العربي الجديد"، إن "المواطنين يعيشون حياة قاسية لأنهم معتمدون فقط على الزراعة، حيث يزرعون الحنطة وبعض والخضراوات"، مضيفاً أن "تنظيم داعش يعطي رواتب للموظفين في دوائره بين 8 دولارات و 13.5 دولاراً شهرياً، وهي لا تكفي لخمسة أيام".
وبين أن "قيادات تنظيم داعش تمارس التجارة وتعمد إلى رفع الأسعار، حيث يجلبون الفواكه وبعض المواد الصناعية من دول مجاورة عبر خطوط نقل سرية، وتباع بأسعار مرتفعة"، مشيراً إلى أن "الأهالي باعوا ذهب النساء وسياراتهم وبعض أغراض منازلهم لتوفير لقمة العيش وحليب الأطفال".
ونوه الجبوري أن "بعض المواطنين يقومون بصناعة الحلويات التي كانت تصنع في المنازل في فترة الحصار الدولي بتسعينيات القرن الماضي وتفتقد للسلامة الصحية لبيعها بأسعار زهيدة جداً من أجل توفير لقمة العيش، بالإضافة إلى قيام بعض النساء بممارسة مهنة "الخِبازة" في تنور الطين الذي يعتمد على الخشب مقابل أجر بسيط جداً لا يتجاوز نصف دولار يومياً". وتابع أن "الحدادين في المناطق التي يحتلها داعش قلدوا البضائع مثل (الجولة) التي تستخدم للطبخ والتدفئة في وقت واحد".
ويعيش مجموعة من التجار عبر الاتفاق مع قيادات التنظيم على تهريب البضائع من طرق مختلفة لجلبها للمناطق المحاصرة مقابل مبالغ باهظة الثمن. وقال عضو مجلس محافظة نينوى، حسام العبار، لـ"العربي الجديد"، إن "نينوى مصنفة كمحافظة زراعية وأغلب أهاليها يزاولون حالياً مهنة الزراعة، كما يستخدمون بدائل الطاقة التي تطورت حسب احتياجات الأهالي من خلال بيع الخشب لاستخدامه في الطبخ".
ولفت إلى أن "تجار داعش حالياً يستخرجون النفط الخام من ناحية الكيارة ويرسلونه إلى قرية العذبة التي يوجد فيها ما يقارب 300 محرقة لتكرير النفط الخام وتحويله إلى بنزين ومازوت وزيت ويباع بأسعار غالية جداً"، مضيفاً أن "الإنتاج المحلي متوقف والحركة التجارية ضعيفة لعدم وجود سيولة نقدية لدى الأهالي".
اقرأ أيضاً: النظام السوري يرسّخ فساده: نهب وصفقات وارتهان