كتربوية، أرى في أحداث الدمار والحرب والموت والبنادق بالتلفاز أحداثاً دامية علينا أن نرحم أطفالنا منها، خاصة من هم تحت سن المراهقة، فتلك المشاهد تعلق بالصورة الذهنية في عقل الطفل وتسبب للنفس الألم والخوف وتثير القلق. فالأطفال بعمر المدرسة ينمو الخيال لديهم بصورة كبيرة، وتلك المشاهد تزيد خيالاتهم وأوهامهم بصورة سلبية، وهذا لن يحدث لمن في سن المراهقة حيث يبرز لديهم نمو التجرد الفكري والربط بين الأشياء.
ولحماية أطفالنا تحت الـ12 عاماً من تلك المشاهدات، علينا فقط وضع أسس لما يشاهدونه مع ما يناسب أعمارهم في التلفاز وتنظيم ساعات المشاهدة، وبذلك تكون نشرات الأخبار خاصة بالكبار فقط.
المشاهد الدامية
وفي حالة تعرّض الأطفال للمشاهدات الدامية في الأخبار، علينا معاجة الأمر بصورة تربوية. فأول شيء يلتفت إليه الطفل بعد تلك المشاهدة عيون الكبار حوله، وهنا يجب ألا نعطي للأمر أهمية كبيرة، كما علينا امتصاص ألم الابن وغلق التلفاز.
ويجب التوجه إليه بعد ذلك وإشعاره بالأمان ومساعدته على طرح تساؤلاته حول ما شاهده، فهو يحمل بعد تلك المشاهدة الحقيقية العشرات من التساؤلات، ثم الإجابة عن تلك التساؤلات بتروٍ وحكمة، وأن تكون الإجابة قصيرة وغير مفصّلة، فالإجابات المفصلة تثير خيال الطفل وتجعله يكون دراما حياتية.
بعد ذلك، على الوالدين مساعدة الطفل على المضي بالحياة الاعتيادية، مع ملاحظته جيدا، سواء على مستوى أفكاره أو سلوكياته اليومية، فربما يعاني الطفل بعد المشاهدة من عدة أعراض، وملاحظة تلك الأعراض مبكرا تساعد الوالدين على تقديم المساعدة النفسية اللازمة للطفل وقت الحاجة.
الأعراض النفسية
تتلخص الأعراض النفسية والسلوكية التي تسببها مشاهدة الأحداث الدامية بالتلفاز في ما يلي:
- خلل بالسلوكيات اليومية للطفل، فقد يفقد القدرة على النوم أو العكس فيظل نائما لساعات.
- فقدان الشهية ونقصان الوزن، وتبدو على ملامح وجهه آثار الخوف والحزن أو خيبة الأمل، الرغبة في عدم الخروج من المنزل، والقلق من خروج الوالدين للعمل.
- الشرود الذهني وتدني التحصيل الدراسي.
- الكوابيس الليلية التي يصحبها الصراخ والخوف.
- حدوث بعض مشكلات التحكّم بالذات كالتبوّل اللاإردي أو كثرة النسيان أو التأتأه أو البكم الاختياري.
- استخدام السلوك العصبي أو العنيف في ردات الفعل الفجائية مع الآخرين.
- رسم بعض الرسومات المشيرة لتلك الأحداث، وهذا عرض إيجابي تستخدمه نفس الطفل للتطهير الانفعالي الذي تحتاجه الروح بعد صدمة المشاهدة.
اقرأ أيضا:"قمر"... الفتاة التي انتصرت على الحرب
قدم المساعدة
أما عن كيفية مساعدة أطفالنا في حالة التعرض لصدمة المشاهدة وظهور تلك الأعراض بالفعل:
يجب معرفة أن تلك الأعراض رسالة تبثها نفسية الطفل لينتبه الوالدان والكبار، مفادها أن الطفل في أزمة ويحتاج للمساعدة.
- في الأعراض الصعبة، كالبكم الاختياري والخلل الواضح في السلوكيات اليومية، فالطفل هنا يحتاج للمساعدة النفسية المهنية، يجب على الوالدين عرضه على متخصص نفسي ومتابعته نفسيا.
- أما باقي الأعراض، فهي تحتاج من الوالدين عدة سلوكيات، منها:
* تقبّل أي سلوك للطفل وعدم استهجانه أو الاستهزاء به أو التقليل من شأنه.
* معالجة تلك الأعراض بهدوء بعيدا عن الصراخ والغضب والتهديد أو المعايرة.
* على الوالدين رفع مستوى وعيهم العلمي عن تلك الحالة، لأن المعرفة والفهم أول سبل مساعدة الطفل للحد من الآثار السلبية للمشاهدة.
* الإصغاء وحسن الاستماع من أهم وسائل دعم الطفل، أي استمع إليه، ليس للصوت فقط، بل يجب أن يفهم الطفل أنني أقدّر مدى ألمه وخوفه، ويعرف أنني بجانبه، من خلال حسن الاستماع وتقدير ما يقوله، وهنا نحقق له الأمان، وهو سبب أغلب الأعراض السلبية.
* تشجيع الطفل على ممارسة مهاراته الحياتية اليومية بصورة طبيعية دون قلق.
* تشجيع الطفل على التعبير عن أعراضه وتفسيرها بالرسم، فنتيح له أدوات الرسم والورق، وبعد الرسم نستمع منه لرأيه في ما رسم ونطلب منه أن يروي قصة ما رسم، ونقدم له الدعم الآني دون مغالاة فهي تجربة نفسية جيدة ليكون أقوى بعدها.
* تطوير مهارات الطفل وتشجيعه على الاهتمام بممارسة رياضة معينة أو هواية معينة.
* أخيرا مناقشة الطفل بما يدور في عقله من أفكار، فقد يتيه بنا أطفالنا. ولكن هذا أمر خارج عن إرادتهم وهو رد فعل فكري ناتج عن الصدمة. كما أن تقبّل أفكارهم والتحاور معهم بحقائق بلا أكاذيب سيجعلهم يتخطون الأزمة بأمان.
ونؤكد في النهاية على أن الطفل يحتاج للتقبّل ودعم الوالدين في تفسير الأمور حسب سن الطفل واستيعابه النفسي.
اقرأ أيضا:كيفية مساعدة الطفل اللاجئ.. نفسياً
المشاهد الدامية
وفي حالة تعرّض الأطفال للمشاهدات الدامية في الأخبار، علينا معاجة الأمر بصورة تربوية. فأول شيء يلتفت إليه الطفل بعد تلك المشاهدة عيون الكبار حوله، وهنا يجب ألا نعطي للأمر أهمية كبيرة، كما علينا امتصاص ألم الابن وغلق التلفاز.
ويجب التوجه إليه بعد ذلك وإشعاره بالأمان ومساعدته على طرح تساؤلاته حول ما شاهده، فهو يحمل بعد تلك المشاهدة الحقيقية العشرات من التساؤلات، ثم الإجابة عن تلك التساؤلات بتروٍ وحكمة، وأن تكون الإجابة قصيرة وغير مفصّلة، فالإجابات المفصلة تثير خيال الطفل وتجعله يكون دراما حياتية.
بعد ذلك، على الوالدين مساعدة الطفل على المضي بالحياة الاعتيادية، مع ملاحظته جيدا، سواء على مستوى أفكاره أو سلوكياته اليومية، فربما يعاني الطفل بعد المشاهدة من عدة أعراض، وملاحظة تلك الأعراض مبكرا تساعد الوالدين على تقديم المساعدة النفسية اللازمة للطفل وقت الحاجة.
الأعراض النفسية
تتلخص الأعراض النفسية والسلوكية التي تسببها مشاهدة الأحداث الدامية بالتلفاز في ما يلي:
- خلل بالسلوكيات اليومية للطفل، فقد يفقد القدرة على النوم أو العكس فيظل نائما لساعات.
- فقدان الشهية ونقصان الوزن، وتبدو على ملامح وجهه آثار الخوف والحزن أو خيبة الأمل، الرغبة في عدم الخروج من المنزل، والقلق من خروج الوالدين للعمل.
- الشرود الذهني وتدني التحصيل الدراسي.
- الكوابيس الليلية التي يصحبها الصراخ والخوف.
- حدوث بعض مشكلات التحكّم بالذات كالتبوّل اللاإردي أو كثرة النسيان أو التأتأه أو البكم الاختياري.
- استخدام السلوك العصبي أو العنيف في ردات الفعل الفجائية مع الآخرين.
- رسم بعض الرسومات المشيرة لتلك الأحداث، وهذا عرض إيجابي تستخدمه نفس الطفل للتطهير الانفعالي الذي تحتاجه الروح بعد صدمة المشاهدة.
اقرأ أيضا:"قمر"... الفتاة التي انتصرت على الحرب
قدم المساعدة
أما عن كيفية مساعدة أطفالنا في حالة التعرض لصدمة المشاهدة وظهور تلك الأعراض بالفعل:
يجب معرفة أن تلك الأعراض رسالة تبثها نفسية الطفل لينتبه الوالدان والكبار، مفادها أن الطفل في أزمة ويحتاج للمساعدة.
- في الأعراض الصعبة، كالبكم الاختياري والخلل الواضح في السلوكيات اليومية، فالطفل هنا يحتاج للمساعدة النفسية المهنية، يجب على الوالدين عرضه على متخصص نفسي ومتابعته نفسيا.
- أما باقي الأعراض، فهي تحتاج من الوالدين عدة سلوكيات، منها:
* تقبّل أي سلوك للطفل وعدم استهجانه أو الاستهزاء به أو التقليل من شأنه.
* معالجة تلك الأعراض بهدوء بعيدا عن الصراخ والغضب والتهديد أو المعايرة.
* على الوالدين رفع مستوى وعيهم العلمي عن تلك الحالة، لأن المعرفة والفهم أول سبل مساعدة الطفل للحد من الآثار السلبية للمشاهدة.
* الإصغاء وحسن الاستماع من أهم وسائل دعم الطفل، أي استمع إليه، ليس للصوت فقط، بل يجب أن يفهم الطفل أنني أقدّر مدى ألمه وخوفه، ويعرف أنني بجانبه، من خلال حسن الاستماع وتقدير ما يقوله، وهنا نحقق له الأمان، وهو سبب أغلب الأعراض السلبية.
* تشجيع الطفل على ممارسة مهاراته الحياتية اليومية بصورة طبيعية دون قلق.
* تشجيع الطفل على التعبير عن أعراضه وتفسيرها بالرسم، فنتيح له أدوات الرسم والورق، وبعد الرسم نستمع منه لرأيه في ما رسم ونطلب منه أن يروي قصة ما رسم، ونقدم له الدعم الآني دون مغالاة فهي تجربة نفسية جيدة ليكون أقوى بعدها.
* تطوير مهارات الطفل وتشجيعه على الاهتمام بممارسة رياضة معينة أو هواية معينة.
* أخيرا مناقشة الطفل بما يدور في عقله من أفكار، فقد يتيه بنا أطفالنا. ولكن هذا أمر خارج عن إرادتهم وهو رد فعل فكري ناتج عن الصدمة. كما أن تقبّل أفكارهم والتحاور معهم بحقائق بلا أكاذيب سيجعلهم يتخطون الأزمة بأمان.
ونؤكد في النهاية على أن الطفل يحتاج للتقبّل ودعم الوالدين في تفسير الأمور حسب سن الطفل واستيعابه النفسي.
اقرأ أيضا:كيفية مساعدة الطفل اللاجئ.. نفسياً