مع كل صباح، وقبل الذهاب إلى المدرسة، لا تنسى "فاطمة" أن تؤكد على طفلتها ذات الست سنوات ألا تستخدم حمام المدرسة مطلقاً، وإذا اضطرت لذلك فعليها اصطحاب صديقاتها معها كحراس لها عند باب الحمام.
الخوف لا يتملك "فاطمة" وحدها، بل يسري بداخل الأمهات لحين انتهاء الدوام المدرسي، خاصة مع انتشار ظاهرة التحرش في حمامات المدارس على مستوى الدول العربية، وإن افتقرنا لإحصائيات دقيقة في هذا الأمر نتيجة تستر المدارس على النسب الحقيقية ورفضها الإفصاح عنها للمختصين، إلا أنه وبحسب دراسات اجتماعية فإن طفلا من كل 4 أطفال يتعرض للاعتداء الجنسي بشكل عام، وفي السعودية خلصت دراسة خرجت من كلية التربية جامعة الملك سعود إلى أن 49.23% ممن هم في سن 14 تعرضوا للتحرش الجنسي.
أشكال التحرش
ويتخذ التحرش في حمامات المدارس أشكالا عديدة، فالمدرسة في الغالب تضم مستويات أعمار متفاوتة وكثيرا ما يستغل الطرف الأكبر سنا وحجما ضعف الطرف الأصغر ويرابط أمام حمامات الصغار لانتهاز فرصة التحرش بهم ومضايقتهم، ففي إحدى المدارس التجريبية بمصر، تعرض تلميذان للتحرش والاغتصاب من قبل طالبين بالمرحلة الإعدادية داخل حمامات المدرسة بالإضافة لقيام الطلاب المتهمين بتصوير واقعة الاعتداء الجنسي على التلاميذ لإجبارهم على تكرار الفعل وعدم البوح به للمدرسين أو لأولياء أمورهم، بحسب جريدة الوطن المصرية.
وتؤكد المعلمة "شيماء.ع": أن المشكلة تكمن في إهمال تعليم الطفل السلوكيات الإيجابية في المنزل وضعف الرقابة التي تسمح للطفل بأن يرى مقاطع جنسية وربما أفلاما كاملة تقع أمامه وهو يلعب بجهاز التابلت الخاص به وانتشار المشاهد الجنسية في الألعاب الإلكترونية ومن ثم يحاول تطبيقها مع زملائه، إضافة إلى نقص التوعية والإرشاد التربوي في المدرسة، وتحكي عن حالات التحرش التي تملأ المدارس بين تلاميذ الصفوف الأولى والفضول في اكتشاف بعضهم.
وتضيف: في الحمامات يتابعون عورات بعضهم البعض عن قصد، وعندما تكرر سلوك أحد التلاميذ المشين هذا في تتبع زملائه، تم استدعاء والديه، وكانت الصاعقة برفض الوالدين تصديق مثل هذا السلوك على طفلهم، انتشر الموضوع في المدرسة وتلقت الإدارة التعليمية بالمنطقة بعض الشكاوي، فما كان من مديرة المدرسة إلا محاولة التكتم حفاظا على سمعة المدرسة وحذرت المدرسين من النشر باعتبارها أسرارا مدرسية.
تتابع: إيمانا بدوري التربوي، توجهت إلى حجرة الوسائط لتخصيص وقت للأطفال لتوعيتهم بأفلام كرتون عن التحرش، فما كان من المسؤولة إلا الرفض واعتبرت ذلك تجاوزا مني.
مدرسون متهمون
التحرش في أحيان أخرى يصدر من المدرسين والعمال غير الأسوياء في المدرسة، ففي دبي –بحسب جريدة البيان الإماراتية- تعرض العديد من الأطفال في إحدى المدارس الابتدائية لاعتداء جنسي من جانب عامل نظافة آسيوي، وكان يقوم بفتح أبواب الحمامات عليهم مستخدما عملة معدنية ليلامس أماكن عفتهم وهتك عرضهم بالإكراه، وفي السعودية تعرض تلميذ بالمرحلة الابتدائية لمحاولة التحرش الجنسي من قبل عامل نظافة بالمدرسة، وفقا لما جاء في جريدة "سبق".
اقرأ أيضا:كيف اكتشف تعرض أطفالي للتحرش؟
أما في مصر فقد تم حبس معلم تحرش بفتاة مكفوفة بالصف السادس الابتدائي داخل حمام المدرسة -استنادا إلى ما نشرته جريدة النهار-، وتروي طفلة مصرية أخرى تفاصيل اغتصاب مدرس لها في برنامج العاشرة مساء: "حبات من الرمل دخلت عيني، والمدرس قال ادخلي اغسلي وشك، ودخل ورائي الحمام، وقلعني الجزمة البوت والشراب بالعافية، وقلعني البنطلون كمان" وأضافت: "قعدت أصوت ومحدش أنقذني".
وبحسب توصيات التقرير الأخير لمبادرة "شفت تحرش"، فقد طالب التقرير وزير التربية والتعليم المصري بإحالة كافة المعلمين ومديري المدارس المتورطين في وقائع تحرش إلى النيابة العامة ضمانا لردع كل معلم يقدم على انتهاك الأجساد، وفي الإمارات كشفت دراسة قامت بها هند ربحي أن 5% من طالبات المدارس الخاصة بالدولة تعرضن للتحرش من قبل عاملين بالمدرسة، وفي دراسة أخرى لها أظهرت أن 10% من الطلبة تعرضوا للتحرش من قبل الطلاب الأكبر منهم سنا.
مثل هذه الحوادث تصيب أولياء الأمور بالرعب، تقول علياء، أم لطفلتين: من أكثر الأشياء التي تخيفني موضوع الاعتداءات على الأطفال من أناس شاذين، ودائما ما أنصح بناتي بألا يقترب منهن أحد أو يلمسهن، ولا يدخل أحد معهن الحمام أيا كان، كما أنصحهن ألا يتركن تجمع فصلهن، ولو ضايقهن شخص ما يصرخن بصوت عال ويسرعن بتبليغ مدرسة الفصل أو مشرفة الدور.
وترد "نجلاء" أم لولدين، أخاف على أولادي وأنصحهم دائما ألا يسمحوا لأحد بالاطلاع على عوراتهم في دورات المياه، وعندما أخبرني ابني بوجود زميل في فصله يطلب تقبيل زملائه من فمهم ويصدر منه سلوك غريب تجاه الأولاد، منعت ابني من الكلام معه أو الجلوس بالقرب منه حتى لا يتأثر بسلوكه غير السوي.
"البويات" والتحرش
تتضخم مشكلة التحرش في المجتمع الخليجي والأردن وتتفاقم مع انتشار ظاهرة "البويات" أو الفتيات المسترجلات، فقد ناقش برنامج "ياهلا" على قناة روتانا خليجية في أكثر من حلقة قضية انجذاب البويات لفتيات في صفهن الدراسي وإقامة علاقات جنسية معهن، مما جعل هناك مطالبات بمنع دخولهن مدارس وجامعات سعودية بحسب ما جاء في مقال الدكتور حاتم الغامدي في صحيفة الشرق.
وفي الكويت طالبت الشيخة لطيفة الفهد رئيسة اتحاد الجمعيات النسائية، بفصل "البويات" من مدارسهن، مشيرة إلى أنهن بتن يمثلن 10% من طالبات مرحلة الإعدادي والثانوي، وكانت الإمارات قد اعترفت رسميا بهذه الظاهرة منذ 2009 عندما أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية إطلاق مبادرة تستهدف البويات بعد انتشارها بشكل لافت حملت عنوان "عفوا إني فتاة".
وفي الأردن، وبعد انتشار ظاهرة "الزعرانة" أي الشبيحة والبلطجية وقيامهم باحتلال ساحات مدارس البنات، قامت مديرة إحدى المدارس بمنع البنات من دخول الحمامات حيث إن "الزعرانة" يحتلون المراحيض ويتربصون بهن هناك ولا يتوانون من ترك كتابات خادشة للحياء ورسومات فاضحة، بحسب جريدة الرأي الأردنية.
اقرأ أيضا:اختيار المدارس.. السهل الممتنع في خطوات
رأس النعامة
تعلق نهى رفعت، الأخصائية النفسية بإحدى المدارس على هذا الموضوع فتقول: وضعنا خطة في بداية العام لتنفيذها، وكان من ضمن هذه الخطة إعداد سلسلة ندوات تحمل عنوان "لا للتحرش" وتقوم على عرض مجموعة من الصور والرسومات للأطفال توضح أنواع التحرش وأساليب المتحرش، ونشر صور للتصرفات "العيب" وما يقابلها من سلوك صحيح، وكانت المفاجأة عندما رفضت المديرة هذا الجزء من الخطة حتى لا نفتح أعين الأطفال، على حد تعبيرها.
تواصل: نحن دائما نتبع سياسة النعامة في غرس رأسها في الرمال، فعدم تثقيف الأطفال يجعلهم عرضة للاعتداءات الجنسية، ولم يعد التحرش قصة بطلاها الولد والبنت، بل تنتشر حالات التحرش بين ولدين أو بنتين، وتقع أمامنا الكثير من الحالات، وعندما نطلب استدعاء ولي الأمر أو عقد جلسات مع الطفل يرفض مدير المدرسة ويطلب التكتم على الموضوع حفاظا على سمعة المدرسة، ففي المدارس الحكومية ينظرون إلى بعضهم بأنهم "أهالي" وجيران منطقة واحدة، وفي المدارس الخاصة يسعى المسؤولون لتلميع صورة المدرسة وعدم نشر أي أخبار قد تسيء لسمعة المدرسة أو تضر بمصروفاتها المرتفعة.
اقرأ أيضا:احمِ طفلك من مشاهد الموت والدمار.. في خطوات
وتتابع: هناك بعض الحالات يتم فضحها رغما عن إدارة المدرسة، وهنا يخضع التلميذ لعقاب لا يتناسب مع الجرم الذي فعله، عقاب تحدده لائحة الضبط المدرسي التي وضعتها الوزارة وأعلى عقوبة بها الفصل 15 يوما وإذا تكرر نفس الخطأ يتم تحويل ملفه إلى مدرسة أخرى، وبالتالي فإن العقاب دائما ما يخلو من تقويم سلوك الطفل بشكل تربوي، ودون بذل جهد لاستئصال المشكلة.
نصائح للحماية
وتقدم الأخصائية النفسية مجموعة من النصائح لتدريب الطفل على مواجهة التحرش منها:
- تعليم الطفل أن جسده ملك له وحده.
- بث الثقة في نفس الطفل، ونصحه بعدم الانصياع لأساليب المتحرش مثل عرض المال أو الهدايا والحلويات.
- تعريف الطفل بحجرة المدير وحجرة الأخصائية النفسية والتوجه إليها حال وجود أي شكوى.
- تزويد الطفل بأساليب بسيطة للدفاع عن نفسه وأهمها الصراخ إذا اقترب منه شخص بشكل مريب.
وتتمنى رفعت أن تقوم المدرسة والوزارة بدورها المطلوب في مواجهة التحرش مثل تشديد الإشراف في الأدوار والحمامات، وعقد جلسات حوار مع الأطفال وتوعيتهم جنسيا حسب المرحلة العمرية، ووضع قوانين رادعة للحد من التحرش، ورصد حالات التحرش بمصداقية وتوثيقها ودراستها.
اقرأ أيضا:12 آلية لحماية المدارس ضد الهجمات المسلحة
الخوف لا يتملك "فاطمة" وحدها، بل يسري بداخل الأمهات لحين انتهاء الدوام المدرسي، خاصة مع انتشار ظاهرة التحرش في حمامات المدارس على مستوى الدول العربية، وإن افتقرنا لإحصائيات دقيقة في هذا الأمر نتيجة تستر المدارس على النسب الحقيقية ورفضها الإفصاح عنها للمختصين، إلا أنه وبحسب دراسات اجتماعية فإن طفلا من كل 4 أطفال يتعرض للاعتداء الجنسي بشكل عام، وفي السعودية خلصت دراسة خرجت من كلية التربية جامعة الملك سعود إلى أن 49.23% ممن هم في سن 14 تعرضوا للتحرش الجنسي.
أشكال التحرش
ويتخذ التحرش في حمامات المدارس أشكالا عديدة، فالمدرسة في الغالب تضم مستويات أعمار متفاوتة وكثيرا ما يستغل الطرف الأكبر سنا وحجما ضعف الطرف الأصغر ويرابط أمام حمامات الصغار لانتهاز فرصة التحرش بهم ومضايقتهم، ففي إحدى المدارس التجريبية بمصر، تعرض تلميذان للتحرش والاغتصاب من قبل طالبين بالمرحلة الإعدادية داخل حمامات المدرسة بالإضافة لقيام الطلاب المتهمين بتصوير واقعة الاعتداء الجنسي على التلاميذ لإجبارهم على تكرار الفعل وعدم البوح به للمدرسين أو لأولياء أمورهم، بحسب جريدة الوطن المصرية.
وتؤكد المعلمة "شيماء.ع": أن المشكلة تكمن في إهمال تعليم الطفل السلوكيات الإيجابية في المنزل وضعف الرقابة التي تسمح للطفل بأن يرى مقاطع جنسية وربما أفلاما كاملة تقع أمامه وهو يلعب بجهاز التابلت الخاص به وانتشار المشاهد الجنسية في الألعاب الإلكترونية ومن ثم يحاول تطبيقها مع زملائه، إضافة إلى نقص التوعية والإرشاد التربوي في المدرسة، وتحكي عن حالات التحرش التي تملأ المدارس بين تلاميذ الصفوف الأولى والفضول في اكتشاف بعضهم.
وتضيف: في الحمامات يتابعون عورات بعضهم البعض عن قصد، وعندما تكرر سلوك أحد التلاميذ المشين هذا في تتبع زملائه، تم استدعاء والديه، وكانت الصاعقة برفض الوالدين تصديق مثل هذا السلوك على طفلهم، انتشر الموضوع في المدرسة وتلقت الإدارة التعليمية بالمنطقة بعض الشكاوي، فما كان من مديرة المدرسة إلا محاولة التكتم حفاظا على سمعة المدرسة وحذرت المدرسين من النشر باعتبارها أسرارا مدرسية.
تتابع: إيمانا بدوري التربوي، توجهت إلى حجرة الوسائط لتخصيص وقت للأطفال لتوعيتهم بأفلام كرتون عن التحرش، فما كان من المسؤولة إلا الرفض واعتبرت ذلك تجاوزا مني.
مدرسون متهمون
التحرش في أحيان أخرى يصدر من المدرسين والعمال غير الأسوياء في المدرسة، ففي دبي –بحسب جريدة البيان الإماراتية- تعرض العديد من الأطفال في إحدى المدارس الابتدائية لاعتداء جنسي من جانب عامل نظافة آسيوي، وكان يقوم بفتح أبواب الحمامات عليهم مستخدما عملة معدنية ليلامس أماكن عفتهم وهتك عرضهم بالإكراه، وفي السعودية تعرض تلميذ بالمرحلة الابتدائية لمحاولة التحرش الجنسي من قبل عامل نظافة بالمدرسة، وفقا لما جاء في جريدة "سبق".
اقرأ أيضا:كيف اكتشف تعرض أطفالي للتحرش؟
أما في مصر فقد تم حبس معلم تحرش بفتاة مكفوفة بالصف السادس الابتدائي داخل حمام المدرسة -استنادا إلى ما نشرته جريدة النهار-، وتروي طفلة مصرية أخرى تفاصيل اغتصاب مدرس لها في برنامج العاشرة مساء: "حبات من الرمل دخلت عيني، والمدرس قال ادخلي اغسلي وشك، ودخل ورائي الحمام، وقلعني الجزمة البوت والشراب بالعافية، وقلعني البنطلون كمان" وأضافت: "قعدت أصوت ومحدش أنقذني".
وبحسب توصيات التقرير الأخير لمبادرة "شفت تحرش"، فقد طالب التقرير وزير التربية والتعليم المصري بإحالة كافة المعلمين ومديري المدارس المتورطين في وقائع تحرش إلى النيابة العامة ضمانا لردع كل معلم يقدم على انتهاك الأجساد، وفي الإمارات كشفت دراسة قامت بها هند ربحي أن 5% من طالبات المدارس الخاصة بالدولة تعرضن للتحرش من قبل عاملين بالمدرسة، وفي دراسة أخرى لها أظهرت أن 10% من الطلبة تعرضوا للتحرش من قبل الطلاب الأكبر منهم سنا.
مثل هذه الحوادث تصيب أولياء الأمور بالرعب، تقول علياء، أم لطفلتين: من أكثر الأشياء التي تخيفني موضوع الاعتداءات على الأطفال من أناس شاذين، ودائما ما أنصح بناتي بألا يقترب منهن أحد أو يلمسهن، ولا يدخل أحد معهن الحمام أيا كان، كما أنصحهن ألا يتركن تجمع فصلهن، ولو ضايقهن شخص ما يصرخن بصوت عال ويسرعن بتبليغ مدرسة الفصل أو مشرفة الدور.
وترد "نجلاء" أم لولدين، أخاف على أولادي وأنصحهم دائما ألا يسمحوا لأحد بالاطلاع على عوراتهم في دورات المياه، وعندما أخبرني ابني بوجود زميل في فصله يطلب تقبيل زملائه من فمهم ويصدر منه سلوك غريب تجاه الأولاد، منعت ابني من الكلام معه أو الجلوس بالقرب منه حتى لا يتأثر بسلوكه غير السوي.
"البويات" والتحرش
تتضخم مشكلة التحرش في المجتمع الخليجي والأردن وتتفاقم مع انتشار ظاهرة "البويات" أو الفتيات المسترجلات، فقد ناقش برنامج "ياهلا" على قناة روتانا خليجية في أكثر من حلقة قضية انجذاب البويات لفتيات في صفهن الدراسي وإقامة علاقات جنسية معهن، مما جعل هناك مطالبات بمنع دخولهن مدارس وجامعات سعودية بحسب ما جاء في مقال الدكتور حاتم الغامدي في صحيفة الشرق.
وفي الكويت طالبت الشيخة لطيفة الفهد رئيسة اتحاد الجمعيات النسائية، بفصل "البويات" من مدارسهن، مشيرة إلى أنهن بتن يمثلن 10% من طالبات مرحلة الإعدادي والثانوي، وكانت الإمارات قد اعترفت رسميا بهذه الظاهرة منذ 2009 عندما أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية إطلاق مبادرة تستهدف البويات بعد انتشارها بشكل لافت حملت عنوان "عفوا إني فتاة".
وفي الأردن، وبعد انتشار ظاهرة "الزعرانة" أي الشبيحة والبلطجية وقيامهم باحتلال ساحات مدارس البنات، قامت مديرة إحدى المدارس بمنع البنات من دخول الحمامات حيث إن "الزعرانة" يحتلون المراحيض ويتربصون بهن هناك ولا يتوانون من ترك كتابات خادشة للحياء ورسومات فاضحة، بحسب جريدة الرأي الأردنية.
اقرأ أيضا:اختيار المدارس.. السهل الممتنع في خطوات
رأس النعامة
تعلق نهى رفعت، الأخصائية النفسية بإحدى المدارس على هذا الموضوع فتقول: وضعنا خطة في بداية العام لتنفيذها، وكان من ضمن هذه الخطة إعداد سلسلة ندوات تحمل عنوان "لا للتحرش" وتقوم على عرض مجموعة من الصور والرسومات للأطفال توضح أنواع التحرش وأساليب المتحرش، ونشر صور للتصرفات "العيب" وما يقابلها من سلوك صحيح، وكانت المفاجأة عندما رفضت المديرة هذا الجزء من الخطة حتى لا نفتح أعين الأطفال، على حد تعبيرها.
تواصل: نحن دائما نتبع سياسة النعامة في غرس رأسها في الرمال، فعدم تثقيف الأطفال يجعلهم عرضة للاعتداءات الجنسية، ولم يعد التحرش قصة بطلاها الولد والبنت، بل تنتشر حالات التحرش بين ولدين أو بنتين، وتقع أمامنا الكثير من الحالات، وعندما نطلب استدعاء ولي الأمر أو عقد جلسات مع الطفل يرفض مدير المدرسة ويطلب التكتم على الموضوع حفاظا على سمعة المدرسة، ففي المدارس الحكومية ينظرون إلى بعضهم بأنهم "أهالي" وجيران منطقة واحدة، وفي المدارس الخاصة يسعى المسؤولون لتلميع صورة المدرسة وعدم نشر أي أخبار قد تسيء لسمعة المدرسة أو تضر بمصروفاتها المرتفعة.
اقرأ أيضا:احمِ طفلك من مشاهد الموت والدمار.. في خطوات
وتتابع: هناك بعض الحالات يتم فضحها رغما عن إدارة المدرسة، وهنا يخضع التلميذ لعقاب لا يتناسب مع الجرم الذي فعله، عقاب تحدده لائحة الضبط المدرسي التي وضعتها الوزارة وأعلى عقوبة بها الفصل 15 يوما وإذا تكرر نفس الخطأ يتم تحويل ملفه إلى مدرسة أخرى، وبالتالي فإن العقاب دائما ما يخلو من تقويم سلوك الطفل بشكل تربوي، ودون بذل جهد لاستئصال المشكلة.
نصائح للحماية
وتقدم الأخصائية النفسية مجموعة من النصائح لتدريب الطفل على مواجهة التحرش منها:
- تعليم الطفل أن جسده ملك له وحده.
- بث الثقة في نفس الطفل، ونصحه بعدم الانصياع لأساليب المتحرش مثل عرض المال أو الهدايا والحلويات.
- تعريف الطفل بحجرة المدير وحجرة الأخصائية النفسية والتوجه إليها حال وجود أي شكوى.
- تزويد الطفل بأساليب بسيطة للدفاع عن نفسه وأهمها الصراخ إذا اقترب منه شخص بشكل مريب.
وتتمنى رفعت أن تقوم المدرسة والوزارة بدورها المطلوب في مواجهة التحرش مثل تشديد الإشراف في الأدوار والحمامات، وعقد جلسات حوار مع الأطفال وتوعيتهم جنسيا حسب المرحلة العمرية، ووضع قوانين رادعة للحد من التحرش، ورصد حالات التحرش بمصداقية وتوثيقها ودراستها.
اقرأ أيضا:12 آلية لحماية المدارس ضد الهجمات المسلحة