جامعة الدول العربية

مع اقتراب انعقاد القمة العربية في الجزائر لم تعد الأنظمة تتنافس على تمثيل القومية العربية، ولم يعد أحد يعبأ بالجماهير، ولا الجماهير تعتقد أنها معنية بهذا الفلكلور السياسي، طالما لا أحد يتحدث عن تحرير فلسطين وعن دعم المقاومة أو توحيد الموقف من أي قضية

يضمحل دور جامعة الدول العربية التي تعكس الواقع العربي الذي بات يضيق بوجود مؤسسة قومية جامعة، حتى لو كانت مشلولة، وهذا ما يفسر غياب الاهتمام الرسمي العربي بالقمة العربية التي تنعقد قريبا في الجزائر، والتي بالكاد يأتي أحد على ذكرها.

لم تعد القمم العربية تثير اهتماماً كثيراً، سواء داخل المنطقة العربية أو خارجها، إلى درجة أنّ انعقادها أو تأجيلها لم يعد ذا موضوع، وأصبح السؤال يطرح بشأن مدى الجدوى من استمرار انعقادها في ظل استمرار التمزّق العربي وانهيار النظام الرسمي العربي القديم.

بعد انقضاء أكثر من أسبوع على صدوره، لا يحسن استرجاع أيٍّ من فقرات البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري العربي الذي أوصي بعدم صرف الوقت الثمين للاطلاع على حيثياته. "لا تحفل بسردية نص هذا البيان يا أخا العرب"، ولا تشغل البال بما لا يقدّم أو يؤخّر.

هل تضيف الإدانة دفعا إضافيّا إلى قذيفة الهاون المنطلقة من غزة، أم تمنع غارة همجية صهيونية على غزّة؟ مؤكّد أنّها لا تفعل. إن شئنا الدقة، هي تضيف إلى "المبتدأ" زخمًا جديدًا بجعل العدوان أبشع إيذاء؛ لأن إسرائيل تزداد طمأنينة، بمثل هذا الركام من الإدانات

عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا "تشاوريا" في فندق الحبتور في بلدة سن الفيل في لبنان، السبت الماضي، حرص أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على الإيضاح (لمن بالضبط؟) على القول إن الاجتماع التشاوري لا تصدُر عنه وثائق أو قراراتٌ مكتوبة.