جيمس ماتيس

يرجّح بعضهم أن الجنرال أنتوني زيني الذي عين ميعوثا أميركا بشأن الأزمة الخليجية لم يفشل، وإنما تم إفشاله، فمن يقف وراء هذا الفشل، إن لم تكن الإدارة الأميركية التي أرسلت مبعوثها إلى هذه المنطقة المضطربة، لحل أزمةٍ تبدو سهلة؟

ليس ثمّة وساطة أميركية جدّية في الأزمة الخليجية،وليس مقنعا أن الرئيس دونالد ترامب غير قادر على إجبار دول الحصار على وقف خرقهم القانون الدولي، فقطر ليست معنيةً بعودة الوئام المزيّف، بقدر حرصها على وقف الخروق القانونية التي يجسّدها الحصار.

عدَّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن روسيا وإيران وآخرين "ليسوا سعداء بمغادرة الولايات المتحدة سوريا لأنهم سيضطرون إلى محاربة داعش (بأنفسهم)". تاليا تقدير موقف للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بشأن أسباب ومآلات القرار الذي انقسمت عليه إدارة ترامب.

بدت أميركا دولة تافهة بكل المقاييس: فكيف تتخلى عن مواقع عسكرية في منطقة حسّاسة كلفتها منذ العام 2014 فقط 23 مليار دولار، بالمقارنة مع خسارات بلغت في العراق 570 مليار دولار، وفي أفغانستان 590 مليار دولار؟

وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، دعوة إلى كل القوى المتحفزة لوراثة التركة الأميركية في سورية للتنافس والتناحر، في امتحانٍ عسير، فالروس والإيرانيون والأتراك كانوا متفقين على ضرورة إخراج القوات الأميركية من سورية، أما الآن وقد خرجوا، فماذا هم فاعلون؟

قد نجد صعوبة في الربط بين الخروج الأميركي من سورية وخروج ترامب من البيت الأبيض، غير أن هذا الارتباط الذي يبدو غير مرجح يتسق تماماً مع طريقة ترامب في اتخاذ القرار، وفي سعيه إلى ولاية رئاسية ثانية

يطرح الخروج الأميركي من سورية معادلة جديدة، وإعادة ترتيب المقاعد حول المائدة من دون أن يتغير المدعوون، لكن فقط تتراجع بعض الأدوار وتتقدم أخرى، وذلك كله يجري وكواليس اللجنة الدستورية السورية حامية.