باحث سوري في قضايا المجتمع المدني وحقوق الإنسان. عضو في المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين ورئيس تحرير موقع "سيريان أبزرفر" ومسؤول تحرير في موقع الأوان.
من الصعب أن نتخيّل كيف يمكن أن تكون حالة الرئيس الأميركي السابق ترامب أسوأ مع رحيل عام 2022. استقبل العام الجديد بـ 23 قضية ضدّه في المحاكم الأميركية، بخلاف تحقيق جاك سميث ولجنة 6 يناير. وهج شعبيته يخبو، وقاعدته الصلبة تتعرّض للحتّ، والقضاءُ يلاحقه.
بضعة أسابيع وتنتهي سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الكونغرس والحكومة، ليصبحون "البطّة العرجاء"، والتي رغم عرجها، تبقى من الناحية القانونية، حرّة في اتخاذ القرارات التي تمارس الصلاحيات المعيارية، ما يجعل العيون مسلّطة على ما يسعى الديمقراطيون لتمريره.
يرى اثنان من كل ثلاثة مسجّلين في الانتخابات النصفية الأميركية أنها أكثر أهميةً بالنسبة لهم من الحملات الانتخابية السابقة، والتي شهدت أعلى نسبة إقبال لها منذ قرن. ومع اقتراب الأسابيع الأخيرة، يتعمّق الانقسام بين الأميركيين على المستوى الوطني.
اعتقدت رئيسة وزراء بريطانيا المستقيلة، ليز تراس، أنها ستطلق العنان لإمكانات البلاد بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن النتيجة جاءت معاكسة لسياستها الاقتصادية، التي فشلت فشلاً ذريعاً، والتي ستكون، على الأرجح، سبباً في انتهاء حياة تراس السياسية.
عقدت ثلّة من السوريين الأميركيين في العاصمة الأميركية، واشنطن، المؤتمر السوري الأميركي للميثاق الوطني، بهدف صياغة ميثاق وطني يضمّ جملة من المبادئ التي ينبغي أن تكون، من وجهة نظرهم، شاملة العيش المشترك في سورية. لكن المؤتمر تعرّض لهجوم قبل عقد مؤتمره!
ما يميّز انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة هذا العام الدور الاستثنائي للرئيس السابق ترامب فيها، بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا أمر لم يلعبه أيّ رئيس سابق في المائة سنة الفائتة، منذ داعبت الرئيس روزفلت فكرةُ الترشح لانتخابات الرئاسة لعام 1920.
على مدى العقود الثلاثة الماضية، أنفق الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في المحاكم وقتاً طويلاً يدافع عن نفسه أطول من السنوات التي أمضاها وهو يحكم البلاد، وبلغ عدد القضايا التي طاولته 4095 دعوى وتحقيقاً قضائياً. ولا تزال جملة منها تحوّم فوق رأسه،
تشْبه أميركا الآن أكثر ما تشبه أميركا ما قبل الحرب الأهلية. في تلك المرحلة، انقسمت أميركا إلى ولايات تؤيد العبودية وأخرى ترفضها، اليوم هي منقسمة مع ولايات تقرّ الإجهاض والحقوق الأخرى للنساء والرجال وأخرى تقيّدها.
أسدلت اليابانية فوساكو شيغينوبو الستارة الأخيرة على الرومنطيقية اليسارية العالمية، بدون تصفيق من المشاهدين وبدون حماس وبدون وعد بعمل قادم. غادرت مؤسِّسة الجيش الأحمر الياباني أواخر شهر مايو بعد أن طوت من السنوات عشرين، مقدّمة اعتذارها عن أفعالها.
لم تكن حادثة قتل فتى أميركي ابيض في بوفالو عشرة سود منعزلة، بل الخوف السائد بين الأميركيين حاليا أن ذلك العنف سيكون النمط السائد في العلاقة بين الأميركيين. ولن يكون تغيير هذا التوجّه المتنامي أو عكسه قريب المنال، لأسباب عدّة.
