<div>رئيسة جمعية لبنانية ومدربة مهارات حياتية وكاتبة مبتدئة مواليد 1987.. حاصلة على إجازة في علم النفس التربوي من كلية الآداب بالجامعة اللبنانية، وطالبة إجازة في اختصاص اللغة العربية وآدابها في نفس الجامعة.</div>
تنتظرك المهام هنا وهناك، تواريخ التقديم النهائية تترصد لك يوماً بعد يوم.. لا تكاد تأخذ نفساً بسيطاً لتبدأ المواعيد الختامية بالظهور كالكائنات المحاربة في لعبة إلكترونية تقذفك بالأعداء تصاعدياً بلا رحمة..
كان الجميع يبكون في المنزل فيما هو يصرخ بغضب، حاملاً كسرات من الخبز منادياً إيّانا لنأكل. هنيهاتٍ قليلة. اختفت الأصوات، اقتربتُ من الباب الخشبيّ الوحيد الباقي في غرفنا، فقد باع أبي كلّ الأثاث ثمّ الأبواب فيما عدا هذا الباب القديم. لم نأكل منذ أيام..
لم أستطع منع نفسي ذلك اليوم من البكاء تأثرا بهذا الصبي الذي طالما أحببت.. (أحمد) مثال للتلميذ المهذب والمجتهد.. طفل مميز، حاد الذكاء ليس مغرورا، حساس، ذو أخلاق نبيلة رغم صغر سنه، فهو يساعد أصدقاءه، ويهتم بكل شيء في الصف..
كنت أرغب وبشدة بأن أحمّل فيديو عن الحالات الخاصة بـ"واتساب" اليوم، إذ انتظرت هذه اللحظة منذ أن أرسلته أختي لي، وهو فيديو يُظهر فتاة ترقص بفرح عارمٍ لأنها انتهت للتّو من فترة الامتحانات..
أمّا عن هذا اليوم.. فسأسميه "يوم الوضوح" .. يبدو أن الألم النفسي سبب لوضوح الأشياء في حياتنا، فكما تُظهر الشدائد معادن الناس، تظهر الشدائد خبايانا أيضاً..
اليوم الأول.. ليس هناك يوم أول في حياة الشخص سوى اليوم الذي يولد فيه، أو ربما يوجد، ولكن على الصعيد المعنوي. وأنا اليوم أعلن ولادة هذه المدوّنات الخاصة بي بعنوان "يوميات مواطنة لبنانية تحب الكتابة"..