الكيان الصهيوني، بكل قدراته العسكرية، ونزعته العدوانية التدميرية، فشل ويفشل في عزل المقاومة عن حاضنتها الأصيلة، المتمثلة بالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزّة
الهدف السياسي الذي أعلنت عنه القيادة الصهيونية، تحديدا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو الإجهاز على حركة حماس تماما، وقال إنه لا مكان لا في غزّة بعد الحرب. ولكن، كما يشاهد العالم، ما زالت "حماس" وحلفاؤها من الفصائل المسلحة تقاتل بكل شجاعة على الأرض.
ألغت ثورة 14 تموز في العراق سياسة الانحياز نحو الغرب والأحلاف العسكرية التي تبنّاها النظام الملكي، وأدّت إلى إضعاف العراق، لأن الدول الغربية لم تزوِّد العراق بالسلاح، حيث كشفت أن العراق لم يكن يملك حتى شبكة رادار، بالرغم من أنه عضو في حلف بغداد.
الموجة الثالثة من ثورة تشرين العراقية آتية لا ريب فيها، وبقوة أشد وزخم أكبر ومشاركة أوسع قد تتعدى مئات الألوف. وما التظاهرات في الاحتفالية الرمزية في ساحة التحرير ببغداد، والساحات الأخرى في مدن العراق، سوى تمارين تسبق اليوم الموعود.
الجديد في الانتخابات المقبلة تمرد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على حلفاء الأمس من الاحزاب الطائفية، وسعيه إلى الفوز في الانتخابات بأغلبية تمكنه من تشكيل حكومة صدرية، يحقق من خلالها أوهامه بقيادة "البيت الشيعي" وقيادة العراق دفعة واحدة،
لن تكون الانتخابات المقبلة في العراق سوى نسخة أكثر ابتذالا للانتخابات التي سبقت. وإذا تمخضت عن تغيرات أو إصلاحات محدودة، فإما لذرّ الرماد في العيون، أو لغايات في نفس المحتل، فقانونها وضعه الحاكم الأميركي المدني للعراق، بول بريمر، ولا يزال معمولا به.
بدلا من أن يفي زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، بوعده، ويأتي برأس الثورة معلقا على رمحه، أتت الثورة برأسه، ورأس جماعته ومحازبيه ومليشياته، ففقد بذلك أمل الفوز بمنصب رئيس الوزراء، أو تشكيل ما كان قد وصفها حكومة صدرية أبوية.
بدأت ثورة العراقيين قبل عام عفوية، ثم تطوّرت مطالبها من خدمية إلى سياسية، لتنتهي إلى ثورة منظمة وذات أهداف وطنية، ذات مضامين سياسية جوهرية، مثل المطالبة بإسقاط العملية السياسية برمتها، واستعادة الوطن المنهوب من مغتصبيه.
أثبتت الثورة العراقية قوتها وصمودها وكسبت تأييد شعوب العالم واحترامها الكبير، لتمسكها بأهدافها السياسية، وفي مقدمتها استعادة الوطن المنهوب، وهو أمر لم يجر التراجع عنها، أو المساومة عليها، أو القبول بأنصاف الحلول التي طرحت للتعمية عليه.
منذ عودته من واشنطن، وتوقيع اتفاقيات فيها، لم ينفكّ رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، عن الحديث عن الانتخابات النيابية المبكرة، وعن استعدادات حكومته لإنجاحها، إلى درجة أصبحت كلمة الانتخابات الخاتمة لكل حديث يدلي به، أو لقاء يحضره.