كتابتي خارج هذه القضية تماماً. وكونها كذلك أيضاً يشجّع على المجهود المبذول. أهرب من زمني الشعري، من شروطه المُضحِكة. أهرب حتى من طموحي. أبحث عن كتابة لا تشبهني لكنها تستحق الاهتمام. أليس هكذا يكون الإنسان شاعراً بحق؟
لا يتخلّى الشاعر المصري، في مجموعته الجديدة "الوداع في مثلّث صغير"، عن بساطة الأداء واللغة العارية التي وظّفها ببراعة في خمسِ مجموعات سابقة. لكنّ الجديد إيلاؤه الأسئلة الوجودية الكبرى، ودور الشعر في فكّ شِفرتها، اهتماماً خاصّاً.
رغم انتقال "معرض القاهرة الدولي للكتاب" في يوبيله الذهبي إلى "مركز مصر للمَعَارض الدولية" بدايةَ العام، واكتسابه مِن ثَمّ فعّالية لوجستية مع ترتيب ونظامٍ طالما كان يَفتقر إليهما في السابق، لم تختلف 2019 عن 2018 في شيء.
تُذكّر تجربة الشاعر الأسترالي من أصل عربي بـ"شعراء الهجرة الجدد" في أميركا ممّن حوّلوا ثيمة الهجرة إلى عدسة جمالية يتطلّعون عبرها إلى المكان الأول واللغة الأولى. غير أنه لا يُضَفِّر الشخصي بالتاريخي بدافعٍ بلاغي، بل ضمن رؤية أوسع لأحوال العالم.
تستعيد الرواية التي صدرت مؤخراً الحساسية الأدبية للتسعينيات بتشذيرها للوعي الجماعي لصالح الفرد بعيداً عن التاريخ المُصرّح به، وتنحِيَتها للافتراضات القِيَميّة وأنماط الحياة المكرّسة لصالح عدسات متعدّدة الزوايا، ونبرتها التي تُوازِن ما بين المَحكي والشِعري لتنتصر لليومي والمألوف.
لعل أهمّ ما يستوقف القارئ العربي في سيرة لي باي التي يستعيدها الروائي الصيني الأميركي ها جين في كتابه الصادر بالإنكليزية هذا العام بعنوان "الخالد المنفي"، هي تلك التقاطعات الكثيرة بين حياتَي ونصوص الشاعر الصيني والشاعر العربي أبي الطيّب المتنبّي.
خلال عام 2011، عام المواجهات والآمال في ميدان التحرير، أصدر عزت القمحاوي ثلاثة كتب دفعةً واحدة،. كان ضمنها رواية أجيال طويلة بعنوان "بيت الديب"، يمكن القول إنها تتبنّى موقفاً تحرُّرياً من تاريخ مصر الحديث، حتى احتلال العراق سنة 2003.
منذ 2010، يعيش ياسر عبد اللطيف (مواليد 1969) - الذي صدر آخِر كتبه وأطول دواوينه الشِعرية "قصائد العُطلة الطويلة" عن "الكتب خان" في القاهرة مؤخّراً - في مدينة إدمنتون، عاصمة مقاطعة ألبيرتا الكندية، أو كما يُسمّيها هو "سيبيريا الغرب".
تحوم الشاعرة الإيطالية، في مجموعتها الشعرية "كتيّب العبور"، حول ثيمة السفر، ليس بوصفه مُجرّد انتقال من مكان إلى آخر، أو من حالة نفسية أخرى، بل بوصفه مواجهة شُجاعة وبالغة التعقيد مع المساحة الفارغة التي يعبرها الإنسان دائماً في اتصاله بالآخر.
بدا فوز رواية "ميلكمان" لـ آنا بيرنز بالبوكر الأخيرة انتصاراً للكتابة على ثقافة استهلاكية هيمنت على الأدب. فكأنها جاءت لتكسر تفضيلات الجوائز بما فيها من صعود أسماء لا تشفع لها إلا أرقام مبيعات كُتُب تُحقّقها حملات تسويقية سابقة على كتابتها.