لم يكن من المنطقي أن نكتب ما نشاء أو نرسم خططاً عن مستقبلنا بطموح لا حدّ لأبعاده، كانت الأحلام مؤطرة بتفاصيل معينة، لا.. بل كانت مؤطرة بألفاظ محددة ولم يكن يخرج أيّ منا عن هذه الألفاظ..
هل من هيكل يمثل الثورة في سورية؟ بالطبع ليس هناك أي فصيل أو هيكل، سياسياً كان أو عسكرياً، يمكن أن يعتبر ممثلاً حقيقياً للثورة التي خرج من أجلها أبناء هذا البلد المتعب.
هم يحبون الكلاب كثيراً، وهي ثقافة أوروبية شهدتها في هولندا وناقشت كثيرين فيها، خاصة بعد أن سمعت أحدهم ينادي كلبه: "هيا.. لقد مللت من جرك علينا أن نسرع نحو المنزل لكي نتناول العشاء يا عزيزي"!
ليست فقط نزعة عنصرية، هي أيضاً باتت "فشة خلق" لكل مواطن في بلاد الجوار، لم يجد شيئاً أرخص من ضيفه السوري ليفرغ على رأسه جام غضبه، ويلقي عليه كل أنواع السباب والعذاب.
قريباً، ستكون القصة أكبر من مجرد رواية، ستكون أكثر كتاب إلهاماً لمجتمع متصدع يبحث عن مخرج، وستكون دستوراً ليعبر به الشباب نحو طموحهم، وسيكون نهضة لانحدار النخبة النائمة والتي باتت متعمقة في مجالها فقط.
على المثقف العربي أن يتحضر لغربلة المفاهيم، وتنسيق الأطراف، لا أقصد الأطراف كاليد والأرجل، بل أطراف النزاع! ولا أحسده على هذا فهو في ضائقة تشبه إلى حد ما فك طلاسم حجر رشيد الهيروغليفية.
فلنعد للكتابة، وهي التي في كل صباح تناديني، لتسألني عما حدث البارحة، فأخبرها أن لا جديد قد حدث، بعض الملل ومسحة بسيطة من الأمل، وأناشدها ألا تسألني كيف اجتمع الاثنان.
المقالة، حسناً، هي بضع كلمات عليًّ أن أشرح فيها موضوعاً ما بطريقة علمية، وأستحضر بعض المقولات المتعلقة بهذا الموضوع، ويجب أيضاً أن أكون موضوعياً وألا أخرج عن سياق الشرح الذي يلتف حول رقبته.. رقبة الموضوع أقصد.