في الطريق إلى مخيم الزعتري، كان لاجئون سوريون عديدون يعودون من العمل في المزارع القريبة. سألت المسؤول عن البوابة: من هم هؤلاء؟ فقال إنهم لاجئون تم اختيارهم للعمل خارج المخيم.
أجمل الكلمات التي تتحدّث عن "الاعترافات" ما قدّمه الشاعر الفلسطيني، غسّان زقطان، عن علاقته الشعرية بي، في أمسية الاحتفاء في عمّان، وهو شاعرٌ من جيلي في المشهد الشعري، الأردني والفلسطيني.
يدي تتضخم. قدمي تصبح جذع شجرة. لم تكن هذه يدي ولا هذه قدمي. آخرون جاؤوا بسلالم قصيرة وسكنوني. يجتاحني الخارق. جسدي يدعوه في غفلة مني. أفكر أني إن نفضت رأسي ستتفت الكتلة وتتطاير شظايا. ألا يعتقد أولادي أني سوبر هيرو؟
كان لافتاً أن انتفاضات الربيع العربي طلعت مما هو اجتماعي وسياسي واقتصادي وحرياتي، وليس مما هو هوياتي، فما الفرق في سؤال الهوية، بهذا المعنى، بين منتفض الشارع وجندي النظام؟
ثِفال أمي هو، نفسه، ثِفال عمرو بن كلثوم وزهير بن أبي سلمى، هو نفسُه، بلفظه وفعله، ظل يُجرجر أطرافه المهترئة، حتى جاء البلاستيك بأعاجيب غيّرت، في سرعة البرق، أدوات حياةٍ وأسماءها، عاشت قروناً بين الأيدي وعلى الألسن.
مذ كتب محمود درويش: الطريق إلى البيت أجمل من الوصول إليه، صار كتاب وشعراء فلسطينيون وعربٌ كثيرون يركزون على الطريق إلى البيت وينسون البيت. الرحلة مهمة، لكن هدفها يظل الوصول إلى إيثاكا التي قد لا تكون بالجمال الذي خلعناه عليها.
خسر العرب النجمة الهادية، فلسطين، التي كانت تجمعهم وتدلهم على الطريق، ولم يربحوا أنفسهم. حتى بالنسبة للأنظمة، وللذين اعتبروا النجمة عبئاً سياسياً ومادياً، لقد خفت أوزان تلك الأنظمة وفقدت أوراقها، حتى بالمعنى الانتهازي والمصلحي.
تراجيديا حيّة، تحدث أمامنا، في أتمّ صورها. البحر الغضوب، القرابين التي تقدَّم لزيوس في سبيل فتح طريقٍ إلى الأمان. ليس الطعام ولا الشراب، لا الصحة ولا التعليم، فقط الأمان على الأنفس، أو ما تبقى منها بعدما أخذ "بوسيدون" ما أخذ.
لم تسمّ أي شعرية في العالم "الشعر الحر" قصيدة نثر. إنَّه التباس عربي خالص، وسوء فهمٍ لم يجد من يصحّحه، في وقته، على الرغم من المداد الغزير الذي سُفِحَ في الدفاع عن "الشعر الحر"، أو الهجوم عليه.