لكن عُمَر، وهو بطل الفيلم الذي حمل اسمه عنواناً، قلب المعادلة وهو يطلق النار على ضابط المخابرات الإسرائيلي، الذي جنده للعمل مخبرا للاحتلال، في حركة غير متوقعة كما كانت بالضبط عملية القدس التي نفذها شاب من نفس عمره.
كان هذا في الستينيات والسبعينيات. أما اليوم فلم يعد العرب ينتظرون دلائل لا حقيقية ولا وهمية من العدو، فقد رهنوا حاضرهم ومستقبلهم، بعد أن أنكروا ماضيهم، بمبادرات دولية وإقليمية على أمل أن تستسلم إسرائيل أمام ضعفنا وهواننا وسلمية مبادراتنا.
لقد حاول سكان المخيمات استغلال وجود كاميرا من "الأراضي المحررة" لإيصال أصواتهم وصورهم إلى أهاليهم هناك، عبر تحايا وكلمات تهنئة وأخبار بجديد العائلات وغيرها، في مشاهد مؤثرة تكشف مدى بساطة الانتظارات الشعبية التي تتحول في الوضع الفلسطيني إلى انتظارات مستحيلة.
هم أطفال فلسطينيون من الناصرة، في مشهد من فيلم "الزمن الباقي" المنتج سنة 2009 للمخرج إيليا سليمان، فرض عليهم وجودهم داخل ما يسمى بالخط الأخضر التغني باستقلال "بلادهم" في ذات يوم نكبة بلادهم، لا ذنب لهم، فما هم إلا ضحايا.
كنا نسكن في حارة قديمة في منزل كبير وجميل.. عند خروجنا من المنزل كان هناك زقاق ضيّق، من جهة اليمين يفضي لباب توما، ومن الجهة الأخرى كنا نذهب حتى نهاية الشارع باتجاه مقهى اسمه النوفرة.
في فيلم (الليل الطويل - 2009) للمخرج حاتم علي، يكون خبر الإفراج عن سجناء سياسيين، بعد سنوات من الاعتقال في سجون النظام، مناسبة لتصفية الحسابات بين أفراد العائلات الذين توزّعت ولاءاتهم وتفرّقت في ظل منظومة مجتمعية لا تهتم بأمر "الغائب".
انتقلنا من زمن كان يجتمع فيه أهل القرى بالريف السوري، على جهاز راديو ينقل عبر أثيره أغاني الحب، إلى زمن تتنافس فيه القنوات الإذاعية والتلفزيونية على الخصوص على نقل مآسي الحروب الأهلية التي تفتك بكثير من مناطق الجغرافيا العربية.
في فيلم (فبراير الأسود)، قراءة "فنتازية" لواقع المواطنة في البلدان المستبدة وللغربة داخل الوطن. لكن الواقع صار أكثر فنتازية من الخيال. فما كان أحد يتخيّل أن السؤال الذي يطرحه الفيلم في نهايته قد تحقّق جوابه شهورًا قليلة بعد عرضه.
مع توالي يوميات الحراك ضاقت الدائرة على مهندسي القبضة الأمنية، كما ظهروا في فيلم "الشتا لي فات"، فجنحوا إلى الصمت المطبق في الاجتماعات التي تحوّلت إلى غرف أضيق وعلى طاولات أصغر.
ولأنه إعلام "حرب" على المواطن، لم يكن أمامه من خيار، سوى استضافة لواءات الشرطة الحانقين على "شوية عيال ولاد كلب وزبالة، عيال ما تربتش، بتوع النت والوساخة والمسخرة والكلام الفاضي"، "هو إيه اللي حاصل في البلد؟".