كاتب فلسطيني، مدير البرامج في شبكة السياسات الفلسطينية، وباحث في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف. عمل باحثاً ومدرّساً في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية والتي حصل منها على الدكتوراه.
يبقى وجود السلطة الفلسطينية أحد أهم منجزات مجتمع المانحين من وجهة نظرهم، وهم حريصون على عدم التفريط بهذا الإنجاز الذي يعفيهم من الشعور المتواصل بالذنب.
يتطلب تجاوز المسار الذي تمليه اتفاقات أوسلو، وعواقبه الوخيمة، انخراطًا جدّيًا في إعادة تفكير جذرية في الإطار المهيمن الراهن للاستيضاح حول الفائدة المؤسسية التي تُحققها السلطة الفلسطينية ودورها في النضال من أجل تقرير المصير.
ينبغي للفلسطينيين أن ينظروا إلى كلّ المساعدات الغربية المبهمة بعين الشك العميق، نظراً إلى سجل الغرب الطويل في تفضيل مصالح إسرائيل المتصوّرة على حساب الفلسطينيين. هنا مطالعة حول الغموض الذي يحيط بالمساعدات المقدّمة للفلسطينيين وأسبابه.
توّسع الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض المحتلة، على الرغم من استثمار الاتحاد الأوربي ملاييين الدولارات، ما جعل فكرة الدولة الفلسطينية أكثر قليلاً من مجرّد خرافة، الأمر الذي يطرح أسئلة كثيرة عن حقيقة الدور الأوربي والغربي في هذا الأمر.
ينبغي للقيادات السياسية التقليدية الفلسطينية أن تتعلم من شعبها، فقد قدَّم هذا الشعبُ الثائر في شوارع كل فلسطين لقيادته، مرّة أخرى، درسًا مهمًا: توقفوا عن نهج/ نموذج الإرضاء الدولي لإقناع الجهات الخارجية بأنكم تستحقون الحقوق.
ينصّ "بيان الكرامة والأمل" بوضوح على أن انتفاضة الفلسطينيين طويلة، وهي بالأساس انتفاضة وعي، "تنفض قذارة الخنوع والانهزامية. وتربي أجيالاً شجاعة على مبدأ فلسطين الواحدة. وتُعادي كل من يعمّق ويكرّس التقسيم، من نخب اجتماعية وسياسية".
ملّ الشعب الفلسطيني الشعارات الفارغة والقيادات المهترئة والبرامج الهزيلة، وقرّر أن يتصدى للأمر بنفسه في ظلّ عجز المنظومة الرسمية والقيادة التقليدية عن فعل ذلك. لكنّ حلقات الاشتباك هذه لا يمكنها الاستمرار والاستدامة، من دون مدعّمات مؤسساتية وشعبية.
قد تُسفِر الانتخابات الفلسطينية المزعومة عن "ديمقراطية صورية"، لا تغير هياكل القمع والاستبداد والتشرذم المتجذّرة، إذ إن مثلث "المعاقبة، والرفض، والفعل" يمكن أن يستثمر "اللحظة الديمقراطية" الراهنة من أجل الانخراط في عملية تغييرية.
الاحتفال ببهارج "الديمقراطية" يختلف كثيرًا عن الاحتفاء "بالديمقراطية الحقّة"، فهو كالاحتفال "ببهارج الدولة" في غياب الدولة والسيادة، وهي ممارسةٌ اعتادتها القيادةُ السياسية الفلسطينية، والخشية أن تنقلها إلى ميدان الانتخابات.
تمر السلطة الفلسطينية بوضع مالي مُزرٍ، لذا تَعدُّ تدفقَ المساعدات الأميركية بمنزلة الهواء الذي يُبقيها حية، وستكون مستعدّة للتعايش مع الشروط المقترنة بها، غير أن هذا ليس خبرًا جيدًا بالنسبة إلى سعي الفلسطينيين من أجل تقرير المصير والحرية والكرامة.