ذات صباح، عند استيقاظه، لاحظ بقعة صغيرة في وسط الصورة. أترى بسبب الرطوبة؟ لم يعر الأمر الكثير من الانتباه. وبعد مرور ثلاثة أيام، ما كان ذلك الشيء؟ لم يكن بقعة طغت فوق الصورة وإنما برعما يخرج من الأصيص في وسطها.
حين أودعوا لويس أوغوستو بيانكي في زنزانة بدَفعة واحدة تأخّر عدة أيام ليتفطّن أن بإمكانه الذوبان في الهواء، الهروب مثل شهاب من كوّة السقف، واستعادة شكله الجسدي في الجانب الآخر، المشي في الشوارع وعيش حياته المعتادة.
بالقرب من الكتاب المقدّس المفتوح، حيث سطّر باللون الأحمر في صفحة الفقرة التي تشرح كل شيء، وضع الرسائل: لزوجته وللقاضي وللأصدقاء. بعدها شرب السمّ ونام. لم يحدث شيء. بعد ساعة استفاق ونظر إلى القارورة. نعم، كانت قارورة سمّ فعلاً.
يخرج. يعد 15 درجاً. ألم تكن 14؟ كاد يعود ليعدها من جديد لكن لم يعد للأمر أهمية. لم يعد لشيء أهمية. يعبر إلى الرصيف المقابل، وقبل أن يتوجه صوب مديرية الأمن ينظر إلى نافذة غرفة نومه.