لم نرَ النور/ ولم نتعلّم الطّيران رغم سُرعة الألم المذهلة/ وذكرياتنا خفيفة الوزن/ واحتكاك أجنحتنا الصغيرة بيد العالم الضّخمة/ التي، لفرط دهشتنا، لم تُمسِك بنا.
هي رواية المراهَقة المثقلة بميراث العنف الاستعماري، وبالحرب الأهلية وبالأصولية المنكوبة، وبالذكورية المرعوبة من الأنوثة والساعية إلى قمعها وتدجينها وإسكاتها.
لا أستطيع أن أكتب عن الحرب/ الحرب لا تقرأ/ ولا يعنيها الشعر/ والشرّ يشتهي لغة ميتة/ لكن أستطيع أن أكتب عن الحرّية التي تمشي بعينَين مفزوعتين باحثةً عن أشلائها.
الحقيقة أنّه لا توجد أدلّةٌ كافيةٌ على موتك/لأنه لا توجد أدلّة كافيّة على حياتِك/تقول إن كلامي يرعبُك؟/وإن صَمَمي هو الدّليل على موتِك؟/تقول إنّك ميّتٌ /لكن قلبَك حيّ وصوتَك حيّ وموتَك حيّ؟/وإنّك بريء؟/ولا شيء غير الحبّ والحرب/يمكنه أن يكسِرَ قلبَك؟
في انتظارِ الحَرب المستمِرّة منذ أكثر من مئة عام، أُكَدِّسُ الهواءَ في رئتيّ والبُكاءَ في عُروقي. في انتظارِ الحَرب المستمِرّة منذ أكثر من مئة عام، أختارُ كتباً للقراءة، إذ تؤلمني فكرَةُ الموت دون أن أسمَعَ الحياةَ تقولُ كَلِمَتَها الأخيرة.
من المُستَحسَ، لو كان الأمرُ بيَدِكَ، أن تنسى كلَّ ما تعرِفُه عن النِّسيان/ اخترْ وضعيّةً صحّيةً ملائمةً لقلبِك عند العزْف/ لا تنظرْ إلى أصابعك: قد يبهِرُكَ سوءُ التّفاهِمِ بين العَتمَةِ والنُّجوم.
أسمع صوتَه الآن وهو يشحذُ منقارَه على مِسَنِّ الغروب/الغروب ذاته الذي باغت النورس بطعنةٍ في ذيله الطويل وهو في طريقه إلى سمائِه المائيّة /فأوى إلى السُّفن المهجورة في خليج حيفا/ أنا أيضاً أذهبُ أحياناً إلى هُناك لألتقي بالفتى الذي كنتُه.
أرسم بيتاً للريح وصندوقاً خشبيّاً لألعابِها وأجنحتِها المستعملة/ودمعاً رقراقاً لكي ترى جيّداً في العتمة، ولكي تتعرّف على وجه من تحبّ/ أنت أيضاً ترسم؟/ أنا لا أرسم، أنا أكتب الشّعر فقط/ لماذا تكتب الشِّعر؟/ لأُضيّع بيتي، ولأرى جيّداً في العتمة.