ظهر الخوارج وبين المسلمين علي بن أبي طالب حي يرزق، ولم يكن المسلمون يشكون من فقر ولا ضعف عسكري، ولكن ضياع الحق واستئثار أصحاب المصالح ولي عنق النص لصالح من يملك القوة، أفرز الخوارج وظل يفرزهم حتى يومنا هذا.
عزيزي الثائر: كل عام وأنت بخير، لمناسبة شهر رمضان المعظّم. وهو ما يمنحك ويمنحني ويمنحنا جميعاً فرصاً استثنائية للفوز بجنة السماء، بعدما حال الطغاة والفَسَدة، مؤقتاً، بيننا وبين صنع سعادتنا على الأرض. فلا تهدر هذه الفرصة..
قوام الجهاز الإداري في الدولة المصرية ستة ملايين موظف، كانوا دوماً طوق نجاة للأنظمة المتعاقبة، وأمام النظام القديم/ الحديث، الذي يتشكل حالياً، انتخابات برلمانية، ثم محلية، وبالتالي، لا مجال لاستفزازهم بموضوع محاربة الفساد.
ما تبقى من عمر عبد الفتاح السيسي لن يكفي، ليقوم بزيارات اعتذار لمن أجرم في حقهم، وكل ورود الدنيا ستنفد، قبل أن يقدمها للمصريين، لزوم التصوير التلفزيوني كاعتذار شكلي منه لهم، عما لاقوه من ظلم وعنت في سنة من حكمه.
شهدت المشاهد الأخيرة للدوبلير الرئاسي، عدلي منصور، في فيلم الفترة الانتقالية، نشاطاً وحماساً كبيريْن، فأصدر، بدلاً من النجم السيسي، عشرات القوانين، لكي يتحمل وزرها، عوضاً عن البطل، إلى درجة إصداره ثمانية قوانين في ساعة واحدة في يوم واحد.
يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت هزلية كثيرة للمصريين وللمنطقة، وكل ما علينا أن نوفر مناخاً آمنا لعبد الفتاح السيسي، لكي ينفذ خططه الطموحة، فكل يوم يمر هو يوم عليه.
يبدو المشهد عبثياً في مصر التي كانت ترسل بعثاتٍ تعليميةً وطبيةً لمساعدة الأشقاء، في زمنٍ ليس بعيداً، وباتت في عهد جنرالات البيزنس تخطط لإرسال حملات قرصنة. وصارت إسرائيل حليفاً والجزائر عدواً محتملاً.
ماركيز سيكون فخوراً بأنه، بفنه وأدبه، سيبقى حياً بين الناس؛ وبوتفليقة، بقراره أن يحكم الجزائر من فوق كرسي متحرك، وبجلطة دماغية تؤثر عليه، أمات ما تبقى لدى الجزائريين من أمل في امكانية زوال آثار الانقلاب، وحكم المجلس العسكري.
هناك عزلة بين قطاعات واسعة من الإسلاميين والناس، قوامها نحن وهم، نحن (إسلامية)، بما تمثّله من قيم نبيلة، وهم (الناس العاديون، كما يطلقون على الآخرين، أحياناً كثيرة)، بكل ما يمثلونه من مشكلات وانحرافات، من وجهة نظر الإسلاميين.