عمر سمير

عجزت مصر الرسمية إذاً عن نعي هؤلاء الأبطال، بل كان الصوت الأعلى إعلامياً للنقد الحادّ لرجالات المقاومة، الذين قضوا، ولنهج المقاومة بعد أكثر من عام على الحرب

مرّ عامٌ على الحرب الدائرة على حدود مصر الشرقية، ولا تزال مصر في دائرة التنديد والإدانة، كما لو أنّها في منطقة أخرى من العالم لا بمواجهة عدو أمنها القومي.

وما بين أزمات سياسية واقتصادية وبيئية تبقى مصر ومزارعوها وزراعتها في قلب الخطر، الذي يقتضي تفكيراً جماعياً في الحلول.

الصفقة التي طرحت في القاهرة بشأن غزّة معرّضة للخطر، خصوصا بشأن فيلادلفيا، حيث يميل المقترح الأميركي لمصلحة نتنياهو ممّا أوصل المفاوضات إلى طريق مسدود.

النظام المصري رغم بعض التطوّرات الدستورية لا يزال بعيداً البعد كلّه عن اللامركزية والحوكمة، وعن الحكم المحلّي، ناهيك عن الحكم الرشيد.

عندما فشلت الدولة المصرية في توفير نقل عام للمصريين، استعانت بعدّة شركات نقل جماعي، أسعارها أغلى بكثير من القدرة الشرائية لغالبية المصريين.

الرقم الرسمي لمتوسّط ساعات العمل الأسبوعية في مصر، وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، هو 55 ساعة في الإسبوع. مع ذلك هناك من يقول إنّ المصريين لا يعملون!

استشهد اثنان من عناصر الجيش المصري في اشتباكات ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، على الحدود مع فلسطين المحتلّة دون أن ترد السلطات المصرية، أو تفكر بالردّ حتى.

لا أحبّ المنافسة وأحبّ أن ألعب بمفردي، وأن أكون أنا اللاعب الوحيد"، هذا ما قاله الملياردير المصري، سميح ساويرس، كاشفا بذلك عن "تفكير" الرأسمالية المصرية.

لا يبدو أمام الباحثين إلا ‏‎النظام القوي والدولة الضعيفة نظريةً مفسّرةً للقَبْلَنة، فرغم قوّة النظام ازدادت الدولة ضعفاً. العائلة والقبيلة هي المنقذ من الفقر.