المقاومة الفلسطينية التي قالوا إنها اخترقت الجدار وأزالت "السياج الفاصل"، هي في الحقيقة لم تزل سياجًا فاصلًا لا تملكه، ولم تستول على أرضٍ لا تملكها، بل هي تستعيد أرضها وتاريخيها المسروق، هي تعود نحو موطنها الأصلي، نحو ديارها، نحو التراب الذي لها.
يُعيد فوز يون فوسه إلى الجائزة بعضًا من بريقها الذي فقدته في السنوات السابقة، لا سيما بعد منحها إلى المغني بوب ديلان عام 2016. لا يمكن إنكار أنّ كتابته مهمة وجادة، لكن أن "يمنح صوتاً لما لا يمكن قوله"، فهذه مقولة تحتاج إلى قليل من إعادة النظر.
لا بدَّ من أن أستحضر الكرمل الفسيح وحيفا، مدينتي الصغيرة المحتلة البائسة التي ترافقني أينما ذهبت، حيث يكون فيها شكل الأشجار مائلًا وآيلًا للسقوط. أشجارٌ تكاد أن تنهار. أشجار شبه خضراء ومائلة. أشجار تفوح منها التباريح، أشجارٌ تتلذّذ بالتنكّر.
طرح رواية "نوستالجيا" للكاتب الروماني ميرتشا كارتاريسكو، مسألة الحواجز والأزمات التي تتشكّل بين المجموعات الإثنية، والتباينات الثقافية بينها، وتعرض لنا رومانيا من عدّة مناظير، خصوصًا بعد انهيار الشيوعية فيها.
كان الكاتب الصربي، الذي رحل عن عالمنا مؤخّراً، من أبرز الكتّاب الذين تناولوا تاريخ بلاده بعد انهيار يوغوسلافيا. كما نشرَ خلال مسيرته الأدبية أكثر من ثلاثين كتاباً أغلبها روايات ومجموعات قصصية، وعدة كتب مقالات، إضافة إلى ترجماته من الإنكليزية.
يُنظر إلى كتابة كونديرا على أنها كتابة فلسفية وجريئة بالدرجة الأولى؛ فهي تناقش أفكارًا عن التحرّر والأخلاق والخلود والجشع البشري، كما أنّها تستحضر بوضوح بيئة تشيكوسلوفاكيا ما بعد الحربَين العالميتَين الأولى والثانية، والشيوعية، والحكم الشمولي.
يُعيد كتاب "رسائل وِليَم غاديس"، الصادر حديثاً عن "نيويورك ريفيو بوكس"، التذكير بواحد من أبرز كتّاب الولايات المتحدة الأميركية في القرن العشرين، وأكثرهم خصوصية، والذي شُبّهت روايته "الاعترافات" بـ"عوليس" لجيمس جويس، من حيث تعقيدها وصعوبة قراءتها.
لقد بلعَنا الوطنُ قبل أن نبتلعه، لقد مزّقْنا صورته فوق مدينةٍ تُدعى حيفا، بينما يسحبنا الجنود من الدار؛ تلك الدار التي نذكرها كلّنا كما نذكر ناديا الفاعور وهي تطبخ الحمّص وعيناها تحدّقان في نار، وأنا أفتح لها كربونات الصودا كي تقذف بها نحو الحمّص.
أُمّي... أخبرتُكِ في رسالة سابقة، بأنّني لا أستطيع أن أتخرّج من جامعة يلدز التقنية، وأنّني أطمح إلى أن أكونَ كاتباً كبيراً مثل ويليام غاديس أو توماس بنشون أو حتى هنري ميللر، لكنّك يا أُمّي لا تصدّقين أدب ما بعد الحداثة.