لم يكن الانقلاب في 25 أكتوبر الأولَ في تاريخ بلد أدمن عسكره الانقلابات. لكنّه الأخطر، فهو الذي اختلف رأساه فتحاربا في سودان هشّ يقف على حافة الجحيم فدفعاه إليها
الخطّة "ب" بالنسبة لقائد قوا الدعم السريع، حميدتي، والتي تنفذها في الأرض منذ تكوينها، تعني التخلّي عن محاولة التنظير لحربه والعودة إلى الخطاب العشائري التدميري.
لا تحمل ذاكرة السلطة العسكرية إلا تجربة حصر الحرب الأهلية في الأطراف البعيدة عن الخرطوم التي تسير أمورها بشكل طبيعي، فيما تعاني الأقاليم من الحروب والمجاعات.
هذا زمن الشرّ. في هذا الزمن، يمكن أن يُصبِح كلّ شيء سلاحاً، ويمكن أن يُستخدم ضدّك أيّ شيء. هذا ما قالته إسرائيل للجميع حين فجّرت أجهزة اتصالات في لبنان.
إدانة أيّ انتهاك يرتكبه جيش السودان تعني الخيانة، وإدانة انتهاكات "الدعم السريع" تعني العنصرية والانتماء للحركة الإسلامية. لا أحد يقبل إدانةَ ما يفعله.
ما زالت شاحنات الإمدادات تواجه خطر الاعتداء عليها إذا لم تتوقّف الحرب في السودان، علما أنّه كان يمكن إنقاذ الذين ماتوا جوعاً لو دخلت القوافل المحجوزة سابقا.