ثمّة جزء لا أذكره، وبعد ذلك أرى عبّوش، في المساء، تجلس على جلد خروف في الفناء الداخلي لمنزلها المؤقّت في ساحة باب حسن. تعزف على مزمار من القصب، يسمّى: "تاوادت"، لحنًا تملؤه البهجة. وهنا أكتشف أنها فنّانة، وأتفاجأ، وتذهلني.
أتذوّق سندويتش "المعقودة"، أسفلَ جامع الحسن الثاني، وعيوني منبهرة بهذه الزرقة، ولا أدري أهي زرقة البحر أم زرقة السماء. ولكن ما الذي يهمّ؟ نشوةٌ كُبرى. نَسيمٌ بَحريّ يداعب وجهي بيده الدافئة إلى دَرجة أنني أغلقت عينيَّ. لم أعد أرى شيئًا. أنا سعيدةٌ.