في هذا الشارعِ أشجارُ القيقبِ الضخمة،
المقصوصة بعناية على طول الرصيف
تكاد أغصانُها تلامسُ النوافذَ..
هذا الشارع من نهايته الشمالية يفضي إلى أشجار دُلب عظيمة،
ومخبز الحرفيين وساحةٍ فسيحة..
.. ثم من طرفه الشمالي ينحني قليلاً ليلامس حديقة الِليلا
الحديقةُ التي من نهايتها الأخيرة
تميلُ على المرتفع الخفيف الذي أنشأوا على ضفّته المكتبة الوطنية..
كنت أقول
في هذا الشارع كلما مشيتُ (منذ سنةٍ وأنا أمشي في هذا الشارعِ)
حسبت أني ما زلت في لحظة أن وصلتُ لتوّي إلى هذه المدينة
سعيداً بأني أعيد اكتشاف أن الحياة على هذا الرصيف
في المقاهي حول هذه الساحة، من نهاية حديقة الِليلا،
عند نهاية أشجار الدُلب العظيمة
وعرباتِ الخيولِ في مداخل البيوتِ
(أعرف ثمة كانت عرباتُ الخيولِ يوماً هنا)
والبنتُ التي للتوِ غادرت مخبز الحرفيينَ
سعيدةً برغيفينِ..
بجدائل طويلة وجواربَ زرقاء..
أن كل ذلك، منذ أزمان بعيدة لا أعرفها، كان ما يزال يدورُ بدوني.
■ ■ ■
عِرقُ زَيزفون واحد، وعشرونَ من أزهاره الدقيقةِ الصفراء
شحرور جادة "كازانوفا" كان ما زال يشدو بأغنيته بعد التاسعة ليلاً
الأشجار التي يطير إليها في النهار لا أعرفها
مراتٍ أعيد الإصغاء لأتأكد:
هل يعيد نفس الأغنية..
الزيزفون هنا يسمّونه زيتونة البوهيمي L'olivier de Bohème
... حسبُ عِرقُ زَيزفونٍ واحد
من زيتونة البوهيمي إذن.
■ ■ ■
الذين في المقهى
(ويتأففون من ضعف المراوح)
تحدثوا بيأسٍ وأسى
عن وحيِدينَ
متروكينَ في ضفافٍ حجرية
من شواطئَ حجرية..
... قبل موعد الغداء بقليل
رفعوا إلى أعينهم المناظير
وأداروا الطاولة
بحيث تدفعها ريح الشمال.
* شاعر سوري مقيم في باريس
المقصوصة بعناية على طول الرصيف
تكاد أغصانُها تلامسُ النوافذَ..
هذا الشارع من نهايته الشمالية يفضي إلى أشجار دُلب عظيمة،
ومخبز الحرفيين وساحةٍ فسيحة..
.. ثم من طرفه الشمالي ينحني قليلاً ليلامس حديقة الِليلا
الحديقةُ التي من نهايتها الأخيرة
تميلُ على المرتفع الخفيف الذي أنشأوا على ضفّته المكتبة الوطنية..
كنت أقول
في هذا الشارع كلما مشيتُ (منذ سنةٍ وأنا أمشي في هذا الشارعِ)
حسبت أني ما زلت في لحظة أن وصلتُ لتوّي إلى هذه المدينة
سعيداً بأني أعيد اكتشاف أن الحياة على هذا الرصيف
في المقاهي حول هذه الساحة، من نهاية حديقة الِليلا،
عند نهاية أشجار الدُلب العظيمة
وعرباتِ الخيولِ في مداخل البيوتِ
(أعرف ثمة كانت عرباتُ الخيولِ يوماً هنا)
والبنتُ التي للتوِ غادرت مخبز الحرفيينَ
سعيدةً برغيفينِ..
بجدائل طويلة وجواربَ زرقاء..
أن كل ذلك، منذ أزمان بعيدة لا أعرفها، كان ما يزال يدورُ بدوني.
■ ■ ■
عِرقُ زَيزفون واحد، وعشرونَ من أزهاره الدقيقةِ الصفراء
شحرور جادة "كازانوفا" كان ما زال يشدو بأغنيته بعد التاسعة ليلاً
الأشجار التي يطير إليها في النهار لا أعرفها
مراتٍ أعيد الإصغاء لأتأكد:
هل يعيد نفس الأغنية..
الزيزفون هنا يسمّونه زيتونة البوهيمي L'olivier de Bohème
... حسبُ عِرقُ زَيزفونٍ واحد
من زيتونة البوهيمي إذن.
■ ■ ■
الذين في المقهى
(ويتأففون من ضعف المراوح)
تحدثوا بيأسٍ وأسى
عن وحيِدينَ
متروكينَ في ضفافٍ حجرية
من شواطئَ حجرية..
... قبل موعد الغداء بقليل
رفعوا إلى أعينهم المناظير
وأداروا الطاولة
بحيث تدفعها ريح الشمال.
* شاعر سوري مقيم في باريس