بات المشهد السياسي العراقي مفتوحاً على احتمالات كثيرة غير واضحة إلى الآن، بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر، وهي الخطوة التي يتوقع أن تزيد من تعقيد المشهد، لا سيما مع إغلاق الصدر أبوابه أمام أي مفاوضات.
يُحصي سياسيون ومراقبون للشأن العراقي، 11 مبادرة تقدمت بها أطراف سياسية مختلفة لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية والمضي بالاستحقاقات الدستورية خلال الأشهر الماضية، أخفقت جميعها في التقريب بين معسكري الأزمة الرئيسيين: "التيار الصدري" وتحالف "الإطا
بدأت إيران تحركاً جديداً في العراق من أجل تفكيك تحالف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وحلفائه، لدفعه إلى القبول بالجلوس للتفاوض مع الإطار التنسيقي حول تشكيل الحكومة.
من المفترض أن تنتج الجلسة البرلمانية العراقية، المقررة اليوم الأربعاء، رئيساً للجمهورية، لكن مع استمرار غياب التوافق، فإن فقدان النصاب قد يحضر اليوم. وبدأ الإيرانيون حراكاً لإنهاء الأزمة عبر محاولة خلق توافق بين التيار الصدري والإطار التنسيقي.
يشير تشكيل تحالف "إنقاذ وطن" في العراق، من قبل التحالف الثلاثي بين التيار الصدري وتحالف "السيادة" والحزب "الديمقراطي الكردستاني"، والذي يمتلك اليوم أغلبية في البرلمان، إلى إخفاق إيران بفرض حلفائها ولا سيما في الإطار التنسيقي على المشهد.
بعد أكثر من أسبوع على القصف الإيراني لأربيل، لم تقدّم طهران أي معطيات تدعم رواياتها بأنها استهدفت مقرات لـ"الموساد" في المدينة، فيما تكشف التحقيقات العراقية أن الصواريخ سقطت على مواقع مدنية لا وجود لنشاط أجنبي فيها.
وصل في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين إلى العاصمة العراقية بغداد، قياديان في "الحرس الثوري" الإيراني بعد يومين من القصف الصاروخي الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل شمالي العراق.
تستمر الجهود السياسية في العراق لمحاولة إثناء مقتدى الصدر عن رفضه مشاركة نوري المالكي في الحكومة الجديدة، لكن أحدث المبادرات التي جرت أمس والتي تترافق مع ضغوط تمارسها إيران، لا يبدو أنها قادرة على تأمين مشاركة جميع حلفاء طهران في الحكومة.
ألقى اغتيال قاسم سليماني بثقله على واقع السياسة الإيرانية في العراق، وأفرز غياب بديل عنه يتمتع بمقدراته، إثر تغلغله في الحياة السياسية العراقية لأعوام طويلة، تبعات على المشهد في هذا البلد، سواء بالنسبة لطهران أو لمناوئيها.
يعتبر التوجه للاستنجاد بإيران، الخيار الأقرب الذي قد يلجأ إليه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لتهدئة التوتر المتصاعد بينه وبين فصائل مسلحة في "الحشد الشعبي"، وهو توتر لا يستبعد أن تكون طهران محركه الأول.