"من يعرفُ النكبة؟". يرفعُ أطفالٌ في إحدى مدارس محافظة جنين سباباتهم للإجابة، قبلَ أن يلوذوا بالصمت، كأنهم نسوا كل شيء. لا يعرفُ الأطفالُ الفلسطينيون، الذين تتراوح أعمارهم ما بين ست وثماني سنوات، كثيراً عن النكبة. منهم إبراهيم حسين (سبع سنوات) من مخيم بلاطة في نابلس. يقول لـ "العربي الجديد": "لا أعرف النكبة، لكن فلسطين تعني العالم. والمخيم أيضاً. وحق العودة يعني أن نعيش في أرض جدي وستي".
على الفور، يتدخل ابن عمه محمد إياد، الذي يكبره بسنة واحدة فقط. يحكي أن فلسطين "دولة عربية احتلّها جيش إسرائيل وحرق أرضها وفجّر بيوتها فمات نصف الفلسطينيين".
أحمد فخر الدين (8 سنوات) من قرية عجة، في جنين، يقول إن "النكبة تعني الصهاينة الذين أخذوا بلادنا". يعرف معظم الأطفال الذين التقتهم "العربي الجديد" جدار الفصل العنصري. يقولون إنه "شيء عالٍ يعيش المستوطنون بداخله"، فيما يقول أيهم سبيتان، من قرية النصارية في غور الأردن إن "الصهاينة بنوا الجدار لأنهم خايفين نقصفهم بالطيارات اللّي معنا. شاهدت الجيش في السهل، بدهم يقصفوا غزة وإحنا بدنا نقصفهم".
بدوره، يقولُ جودت زهران (8 سنوات) من قرية عجة، في جنين: "لا أعرف النكبة. أما حق العودة، فيعني أن الناس في المخيمات لازم يرجعوا على فلسطين. وإسرائيل تعني جيش. لذلك طردونا من أرضنا". أطفال لم يتجاوزوا السادسة من عمرهم يحكون الكثير. "فلسطين محتلة، يجب أن نعود إلى حيفا وعكا ويافا. بنوا الجدار كي لا ندخل إلى فلسطين، سرقوا بلدنا من زمان".
في مخيم جنين، يحفظ الأطفال الأكبر سناً، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 14 عاماً، تاريخهم عن ظهر قلب. يقول الطفل اللاجئ، صامد أبو السباع (12 عاماً)، وهو من سكان مخيم جنين: "أعرفُ أن النكبة حصلت عندما أخذ الصهاينة أرضنا بقوة السلاح، وحق العودة يعني أن نرجع إلى بيوتنا التي طردونا منها". يضيف: "فلسطين هي كل شيء في حياتي"، فيما يقول كريم خليل (8 سنوات) من مخيم بلاطة: "إحنا في نكبة، ولما تخلص النكبة رح أرجع أنا وأبوي وأمي وأخوي على قريتنا سلمة، التي تبعد 21 كيلومتراً عن البحر". يتابع: "عمري ما شفت البحر. إسرائيل أخذت البحر، وطردت جدي من أرضه. إذا عدنا، ربما نجد أرضنا ونعيش فيها ونطرد الصهاينة ونروح على البحر".
"أجو الصهاينة وأخذوا كل إشي. أخذوا أراضينا وتهجموا علينا". هذا ما تقوله الطفلة رهف أبو سرور (8 سنوات)، وهي من سكان مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين (شمال بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة)، لدى سؤالها عما تعرفه عن النكبة.
كل ما تريده رهف اليوم هو العودة إلى قريتها، بيت نتيف، قضاء مدينة الخليل، التي هجرت عائلتها منها. تصمت قليلاً قبل أن تضيف: "ما كانوا يخلّونا نرجع على بلادنا". نسألها عن السبب، فتقول إن رشق الحجارة والمواجهات، التي تندلع بالقرب من جدار الفصل العنصري الذي يحاصر فيه الاحتلال مخيمها، قد تكون سبباً وراء عدم العودة إلى الديار.
تتابع أبو سرور: "فلسطين مثل أمي، وأنا بحبها كتير كتير". تُكمل حديثها وهي تحاول أن تتذكّر بعضاً مما أخبرها إياه جدها ووالدها ومدرستها. تقول إنها "تخشى السير وحدها بمحاذاة جدار الفصل بسبب رصاص الاحتلال. هناكَ دائماً جنود بطخّوا الأطفال، ويصير ضرب حجار وغاز".
في المخيم نفسه، تعيش سديل دبس (8 سنوات) وعائلتها التي هجرت أيضاً من قرية بيت نتيف، قضاء الخليل. لا تعرف شيئاً عن النكبة. تقول: "حكالي أبوي عن النكبة إنو الصهاينة عيّشونا بمخيم. حكالي عن الجدار والحواجز والمستوطنين والاعتقالات وسرقة الأراضي". تحلمُ أن تتحرّر فلسطين. توضح أنها لا ترغب في تحقيق غيره في الوقت الحالي. حين تتحرر فلسطين، ستلتقي بعمّتها التي تعيش في قطاع غزة.
يامن حرباوي (ست سنوات) أراد الحديث أيضاً. يقول: "أخدوا بلادنا وطردونا. أريد أن أكبر لأدافع عن فلسطين. ما بخاف منهم، وما بخاف من الجدار، وبدي أدافع عنها وأرجّعها". أما آية مسالمة (10 سنوات)، التي تعيش في بلدة بيت جالا (شمال بيت لحم إلى جوار مخيم عايدة)، فتبدو أكثر معرفة عن النكبة. تقول إن "النكبة مصطلح يتداوله الناس مع كل ذكرى". الطفلة التي لطالما بحثت عن النكبة عبر الإنترنت، توضح لـ "العربي الجديد" أنه "ما في إشي جديد في ذكرى النكبة. احتلّوا الضفة وبنوا الجدار ووضعوا الحواجز وغيّروا أسماء القرى، واليوم بغيروها في الخليل والقدس". تضيف: "نسي الجميع فلسطين. لكن مهما صار مش رح أطلع من فلسطين، ورح أضلّ أقاوم".
إقرأ أيضاً: لاجئان يرويان نكبة 1948 كما شهداها
على الفور، يتدخل ابن عمه محمد إياد، الذي يكبره بسنة واحدة فقط. يحكي أن فلسطين "دولة عربية احتلّها جيش إسرائيل وحرق أرضها وفجّر بيوتها فمات نصف الفلسطينيين".
أحمد فخر الدين (8 سنوات) من قرية عجة، في جنين، يقول إن "النكبة تعني الصهاينة الذين أخذوا بلادنا". يعرف معظم الأطفال الذين التقتهم "العربي الجديد" جدار الفصل العنصري. يقولون إنه "شيء عالٍ يعيش المستوطنون بداخله"، فيما يقول أيهم سبيتان، من قرية النصارية في غور الأردن إن "الصهاينة بنوا الجدار لأنهم خايفين نقصفهم بالطيارات اللّي معنا. شاهدت الجيش في السهل، بدهم يقصفوا غزة وإحنا بدنا نقصفهم".
بدوره، يقولُ جودت زهران (8 سنوات) من قرية عجة، في جنين: "لا أعرف النكبة. أما حق العودة، فيعني أن الناس في المخيمات لازم يرجعوا على فلسطين. وإسرائيل تعني جيش. لذلك طردونا من أرضنا". أطفال لم يتجاوزوا السادسة من عمرهم يحكون الكثير. "فلسطين محتلة، يجب أن نعود إلى حيفا وعكا ويافا. بنوا الجدار كي لا ندخل إلى فلسطين، سرقوا بلدنا من زمان".
في مخيم جنين، يحفظ الأطفال الأكبر سناً، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 14 عاماً، تاريخهم عن ظهر قلب. يقول الطفل اللاجئ، صامد أبو السباع (12 عاماً)، وهو من سكان مخيم جنين: "أعرفُ أن النكبة حصلت عندما أخذ الصهاينة أرضنا بقوة السلاح، وحق العودة يعني أن نرجع إلى بيوتنا التي طردونا منها". يضيف: "فلسطين هي كل شيء في حياتي"، فيما يقول كريم خليل (8 سنوات) من مخيم بلاطة: "إحنا في نكبة، ولما تخلص النكبة رح أرجع أنا وأبوي وأمي وأخوي على قريتنا سلمة، التي تبعد 21 كيلومتراً عن البحر". يتابع: "عمري ما شفت البحر. إسرائيل أخذت البحر، وطردت جدي من أرضه. إذا عدنا، ربما نجد أرضنا ونعيش فيها ونطرد الصهاينة ونروح على البحر".
"أجو الصهاينة وأخذوا كل إشي. أخذوا أراضينا وتهجموا علينا". هذا ما تقوله الطفلة رهف أبو سرور (8 سنوات)، وهي من سكان مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين (شمال بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة)، لدى سؤالها عما تعرفه عن النكبة.
كل ما تريده رهف اليوم هو العودة إلى قريتها، بيت نتيف، قضاء مدينة الخليل، التي هجرت عائلتها منها. تصمت قليلاً قبل أن تضيف: "ما كانوا يخلّونا نرجع على بلادنا". نسألها عن السبب، فتقول إن رشق الحجارة والمواجهات، التي تندلع بالقرب من جدار الفصل العنصري الذي يحاصر فيه الاحتلال مخيمها، قد تكون سبباً وراء عدم العودة إلى الديار.
تتابع أبو سرور: "فلسطين مثل أمي، وأنا بحبها كتير كتير". تُكمل حديثها وهي تحاول أن تتذكّر بعضاً مما أخبرها إياه جدها ووالدها ومدرستها. تقول إنها "تخشى السير وحدها بمحاذاة جدار الفصل بسبب رصاص الاحتلال. هناكَ دائماً جنود بطخّوا الأطفال، ويصير ضرب حجار وغاز".
في المخيم نفسه، تعيش سديل دبس (8 سنوات) وعائلتها التي هجرت أيضاً من قرية بيت نتيف، قضاء الخليل. لا تعرف شيئاً عن النكبة. تقول: "حكالي أبوي عن النكبة إنو الصهاينة عيّشونا بمخيم. حكالي عن الجدار والحواجز والمستوطنين والاعتقالات وسرقة الأراضي". تحلمُ أن تتحرّر فلسطين. توضح أنها لا ترغب في تحقيق غيره في الوقت الحالي. حين تتحرر فلسطين، ستلتقي بعمّتها التي تعيش في قطاع غزة.
يامن حرباوي (ست سنوات) أراد الحديث أيضاً. يقول: "أخدوا بلادنا وطردونا. أريد أن أكبر لأدافع عن فلسطين. ما بخاف منهم، وما بخاف من الجدار، وبدي أدافع عنها وأرجّعها". أما آية مسالمة (10 سنوات)، التي تعيش في بلدة بيت جالا (شمال بيت لحم إلى جوار مخيم عايدة)، فتبدو أكثر معرفة عن النكبة. تقول إن "النكبة مصطلح يتداوله الناس مع كل ذكرى". الطفلة التي لطالما بحثت عن النكبة عبر الإنترنت، توضح لـ "العربي الجديد" أنه "ما في إشي جديد في ذكرى النكبة. احتلّوا الضفة وبنوا الجدار ووضعوا الحواجز وغيّروا أسماء القرى، واليوم بغيروها في الخليل والقدس". تضيف: "نسي الجميع فلسطين. لكن مهما صار مش رح أطلع من فلسطين، ورح أضلّ أقاوم".
إقرأ أيضاً: لاجئان يرويان نكبة 1948 كما شهداها