حمل الملحق الأسبوعي لصحيفة "الأوبسرفتور" الفرنسية مواضيع متعدّدة، لكنّ ملف العدد عن الحرب السورية بعد الضربات الروسية والجهوزية الأميركية استقطب العدد الأكبر من القرّاء نظرًا للقيمة التي تميّزت بها التحليلات والحوارات، التي قدّمها وزراء وخبراء استراتيجيون لهم باع في قراءة الحروب العسكرية ومساراتها ونتائجها.
في ملف العدد، افتتاحية لفانسان جوفير يقول فيها "ربما سيتذكّر العالم جيدًا بعد حين يوم 30 سبتمبر (أيلول) 2015، الضربات الجوية الروسية على مدينة تلبيسة في حمص ومشهد الطيارين الروس وهم يستعدون للحرب. كلام باراك أوباما أمام الإعلام بعد ثلاثة أيام، الكل يحسّ اليوم أنّ حربًا غير مباشرة تدور منذ سنوات قد تتحوّل قريبا إلى احتكاك مباشر على الأرض السورية. الاثنان يقولان إنّ عدوا مشتركا يجمعهما هو (داعش). لكن متى سينفد صبر المعسكر الغربي أمام الضربات التي يوجّهها بوتين لحلفائه على الأرض؟ التحالف الروسي-الشيعي يقابله تحالف أميركي-سني وفرضية الحرب العالمية الثالثة ضئيلة جدا لكنها غير مستحيلة".
في السياق نفسه، أجرت الصحيفة حوارًا مع الخبير الأمني ورئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في العاصمة البريطانية، لندن، فرانسوا هايسبورغ، الذي قال: "الحرب ليست عالمية. هنالك مفهوم عولمة للحروب المحلية والإقليمية التي تنشب هنا وهناك. الدول الكبرى ليست معنية بحرب كبرى، روسيا لا تهتم للنزاع الصيني-الياباني مثلا، والصين لا تتدخّل في الشرق الأوسط، في أفريقيا الكلمة الأقوى لفرنسا..الطابع المحلي والإقليمي للنزاعات هو الغالب كما حصل في بدايات القرن العشرين في حروب البلقان، روسيا واليابان، فرنسا وألمانيا في المغرب".
أما وزير الدفاع الأسبق، جان بيير شيفينيمان، فقد رأى أنّ الغرب فوّت عليه فرصة تاريخية بعدم التحالف مع بوتين في حربه ضد "داعش"، ورأى أنّ تقصير أمد الحرب مع الحالة الجهادية هو العنصر الرئيسي لضربها في الصميم. وأضاف: "هذه الروسيافوبيا التي تتملّك الغرب غير منطقية وغير مفهومة. روسيا التي يعيش على أراضيها أكثر من عشرين مليون مسلم تدعم نظام الأسد لأنها تعرف جيدا أنّ سقوطه يعني وصول داعش إلى السلطة في دمشق. في سورية لا توجد معارضة معتدلة، الحالة الجهادية هي صاحبة الكلمة الفصل في المعسكر الآخر، وعلى فرنسا أن تختار موقعها الطبيعي المعادي للجهاديين." وختم قائلا: "يقول جان جوريس: لكي تكون مثاليا عليك ان تكون واقعيا بالأول، وعليه لا توجد سياسة جيدة من دون الحقيقة والواقع".
بدوره، علّق فانسان ديبورت، عميد الكلية العسكرية سابقا والمحاضر في "سيانس بو"، على الحالة القائمة في الشرق الأوسط واصفا الوضع بـ"المعقّد الذي قد يزداد سوءا" لكنّه تجاهل إمكانية قيام حرب عالمية ثالثة، مضيفا "أنّ الولايات المتحدة الاميركية في تجربة كوريا وفيتنام لم تتوسّع في معركتها، والتزمت نوعا من الهدنة غير المباشرة مع المعسكر السوفييتي. ما يحدث اليوم هو عرض عضلات عسكرية لتحقيق نفوذ سياسي أكبر في المرحلة القادمة. الطرفان يعلمان أنّ المواجهة المباشرة لن تحدث، وبوتين أصبح قادرا اليوم على إدارة الدبلوماسية الدولية باعتماده على مبدأ السرعة ومفاجأة الأميركيين".
اقرأ أيضاً: سورية تزاحم أوكرانيا في المشهد الإعلامي الروسي
في ملف العدد، افتتاحية لفانسان جوفير يقول فيها "ربما سيتذكّر العالم جيدًا بعد حين يوم 30 سبتمبر (أيلول) 2015، الضربات الجوية الروسية على مدينة تلبيسة في حمص ومشهد الطيارين الروس وهم يستعدون للحرب. كلام باراك أوباما أمام الإعلام بعد ثلاثة أيام، الكل يحسّ اليوم أنّ حربًا غير مباشرة تدور منذ سنوات قد تتحوّل قريبا إلى احتكاك مباشر على الأرض السورية. الاثنان يقولان إنّ عدوا مشتركا يجمعهما هو (داعش). لكن متى سينفد صبر المعسكر الغربي أمام الضربات التي يوجّهها بوتين لحلفائه على الأرض؟ التحالف الروسي-الشيعي يقابله تحالف أميركي-سني وفرضية الحرب العالمية الثالثة ضئيلة جدا لكنها غير مستحيلة".
في السياق نفسه، أجرت الصحيفة حوارًا مع الخبير الأمني ورئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في العاصمة البريطانية، لندن، فرانسوا هايسبورغ، الذي قال: "الحرب ليست عالمية. هنالك مفهوم عولمة للحروب المحلية والإقليمية التي تنشب هنا وهناك. الدول الكبرى ليست معنية بحرب كبرى، روسيا لا تهتم للنزاع الصيني-الياباني مثلا، والصين لا تتدخّل في الشرق الأوسط، في أفريقيا الكلمة الأقوى لفرنسا..الطابع المحلي والإقليمي للنزاعات هو الغالب كما حصل في بدايات القرن العشرين في حروب البلقان، روسيا واليابان، فرنسا وألمانيا في المغرب".
أما وزير الدفاع الأسبق، جان بيير شيفينيمان، فقد رأى أنّ الغرب فوّت عليه فرصة تاريخية بعدم التحالف مع بوتين في حربه ضد "داعش"، ورأى أنّ تقصير أمد الحرب مع الحالة الجهادية هو العنصر الرئيسي لضربها في الصميم. وأضاف: "هذه الروسيافوبيا التي تتملّك الغرب غير منطقية وغير مفهومة. روسيا التي يعيش على أراضيها أكثر من عشرين مليون مسلم تدعم نظام الأسد لأنها تعرف جيدا أنّ سقوطه يعني وصول داعش إلى السلطة في دمشق. في سورية لا توجد معارضة معتدلة، الحالة الجهادية هي صاحبة الكلمة الفصل في المعسكر الآخر، وعلى فرنسا أن تختار موقعها الطبيعي المعادي للجهاديين." وختم قائلا: "يقول جان جوريس: لكي تكون مثاليا عليك ان تكون واقعيا بالأول، وعليه لا توجد سياسة جيدة من دون الحقيقة والواقع".
بدوره، علّق فانسان ديبورت، عميد الكلية العسكرية سابقا والمحاضر في "سيانس بو"، على الحالة القائمة في الشرق الأوسط واصفا الوضع بـ"المعقّد الذي قد يزداد سوءا" لكنّه تجاهل إمكانية قيام حرب عالمية ثالثة، مضيفا "أنّ الولايات المتحدة الاميركية في تجربة كوريا وفيتنام لم تتوسّع في معركتها، والتزمت نوعا من الهدنة غير المباشرة مع المعسكر السوفييتي. ما يحدث اليوم هو عرض عضلات عسكرية لتحقيق نفوذ سياسي أكبر في المرحلة القادمة. الطرفان يعلمان أنّ المواجهة المباشرة لن تحدث، وبوتين أصبح قادرا اليوم على إدارة الدبلوماسية الدولية باعتماده على مبدأ السرعة ومفاجأة الأميركيين".
اقرأ أيضاً: سورية تزاحم أوكرانيا في المشهد الإعلامي الروسي