وقال نقيب الصيادلة ورئيس اتحاد نقابات المهن الطبية في اليمن فضل حراب، اليوم الاثنين، إنّ "بعض الصيدليات في اليمن والتي تُدار غالباً من أشخاص غير مؤهلين، تقوم ببيع مسكن الترامادول (Tramadol) من دون وصفة طبية، في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية في الدولة".
وأوضح حرب، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الترامادول مسكن أفيوني قوي ويستخدم في علاج الآلام المتوسطة إلى الشديدة، ويجب ألا يُباع في الصيدليات إلا بموجب وصفة طبية مختومة من الطبيب المعالج وبكميات محددة، لتفادي تبعاته الكارثية، غير أنّه الآن بات متوفراً للجميع ومن دون الحاجة إلى وصفة طبية". وأشار إلى أنّ "بيعه بهذا الشكل سيتسبب في تزايد المدمنين عليه، خاصة في ظل توفر مئات الآلاف من الحقن الوريدية والعلب (10 – 20 كبسولة) في الأسواق اليمنية، والتي دخلت البلاد عن طريق التهريب خلال الفترة الماضية".
وأكد أن "بعض الشباب المدمنين على المخدرات يقومون بشراء الترامادول من الصيدليات ثم يخلطونه بمواد أخرى قصد زيادة مستوى التخدير".
وأوضح حرب أنّ "جميع دول العالم تصنف (ترامادول هيدرو كلوريد tramadol HCL) مادة مخدرة، لأنه يصعب على الأشخاص الذي يستخدمونه التخلي عنه، ومع مرور الوقت يضطرون إلى مضاعفة الجرعة للحصول على راحة أكبر". مطالباً هيئة الأدوية في اليمن بالكشف رسمياً عن الكميات التي يتم استيرادها داخل البلاد، والجهات الأمنية بسرعة ضبط المهربين للحد من انتشاره في أوساط الشباب.
ويؤدي الاستخدام المتواصل لـ"الترامادول" من دون استشارة الطبيب إلى ظهور أعراض جانبية. وقالت المواطنة هند (اسم مستعار)، إنّها عانت كثيراً من آلام في العمود الفقري، ونتيجة لذلك، أدمنت على حقن مسكن "الترامادول".
وأضافت هند، لـ"العربي الجديد": "كنت أشعر بالراحة عندما أحقن بمسكن الترامادول لذلك واظبت عليه يومياً لمدة أربع سنوات، إلى أن بدأت حالتي الصحية بالتدهور، وعلى إثرها زرت الطبيب، وخضعت لجلسات علاج لمدة ستة أشهر إلى أن تحسنت حالتي الصحية".
ويعاني اليمن منذ بدء الحرب، في مارس/ آذار 2015، انفلاتاً أمنياً في معظم مناطق البلاد، ما أدى إلى ازدهار عمليات تهريب الأدوية وغياب الرقابة عليها.