ترتفع أسهم الجزار، خلال الأيام الثلاثة الأولى، لعيد الأضحى في المغرب، ويحتل المشهد الرئيسي في العيد، في حين تركن مهنته ويصيبها "الجمود" بعد أيام العيد مباشرة، إثر اكتفاء الناس بلحوم أضاحيهم، ما يدفع الجزارين إلى إغلاق محلاتهم في أغلب الأحيان.
وطيلة الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى، خصوصاً، اليوم الثاني، تتوجه أكثر العائلات المغربية إلى محلات الجزارة القريبة من سكناها، لتقطيع لحوم الأضاحي أو فرمها، لأن خدمات الجزار تتميز بالدقة والمهارة، الذي يريح الأسر من عناء تقطيع اللحوم بأيديهم.
ويقول محمد الرايس، وهو جزار سابق، لـ"العربي الجديد"، إن إقبال الأسر على محلات الجزارة في اليوم الثاني من عيد الأضحى خصوصاً، يجد مسوغاته في أن عملية تقطيع لحوم الأضحية، وفصلها عن العظام، وتجزيئها إلى لحوم خاصة بالشواء، وأخرى بالقديد، وغير ذلك تعتبر عملية شاقة ومتعبة، يتكلف الجزار القيام بها.
ويضيف أن "عدداً من العائلات المغربية تقطع لحوم أضاحيها بنفسها، إلا أن التقطيع لا يرقى إلى دقة ومهارة الجزار بطبيعة الحال"، مضيفاً أن ما يميز أداء الجزار في هذه العملية كونه يستعين بآلة التقطيع، والتي تحيل اللحوم والعظام إلى أشكال وأجزاء غاية في الدقة.
ويتابع المتحدث: "إن محلات الجزارة بقدر امتلائها عن آخرها بالزبائن أيام العيد، لا سيما، اليوم الثلاثاء، وهو ثاني أيام العيد، للانشغال بتفريغ الأضحية من دمائها وتجفيفها بعد غسل أحشائها، فإنها تكاد تخلو بعد هذه الأيام، ما يدفع عدداً من الجزارين إلى إغلاق محلاتهم".
ويشرح: "إن هذه المهنة تنتعش كثيراً في أيام التشريق، ويقبل الناس على آلة تقطيع اللحوم، ويحصل الجزار على أرباح معتبرة من عمليات التقطيع، التي تكلف زهاء مائة درهم للخروف الواحد، ولكنه سرعان ما يجد محله فارغاً بعد ذلك، لاكتفاء الناس بلحوم أضاحيهم".
ويقول جزار آخر لـ"العربي الجديد": "إن هذه المهنة الشاقة ينطبق عليها المثل الشعبي الرائج "جزار معشي باللفت""، ويعني أن الجزار على الرغم من أنه يشتغل في تجارة بيع اللحوم، فإنه يضطر أحياناً إلى أن يتخذ اللفت وجبة للعشاء، وهو ما قد يحصل له طيلة أيام عديدة بعد انصرام عيد الأضحى، حيث يضطر كثير من القصابين إلى إغلاق محلاتهم.