"بلومبيرغ" تفضح ترامب: ثروته الصافية 3 مليارات دولار وديونه 550 مليوناً

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
12 يونيو 2019
5A653A8F-42C4-4F56-97B2-FFDEA007C653
+ الخط -
رغم السعي الدؤوب للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إحاطة أوضاعه المالية بالغموض والمبالغة بشأنها، فضح تقرير نشرته شبكة "بلومبيرغ" يوم الأربعاء، الأرقام الحقيقية لثروته التي قالت إنها نمت 5% إلى 3 مليارات دولار، بينما بلغت ديونه 550 مليوناً.

الشبكة عزت نمو ثروة ترامب عام 2018 إلى قفزة في قيمة صفقة بناء للمكاتب كان هو نفسه قد رفع دعوى قضائية ضدها.

وتعكس زيادة ثروة ترامب عامَين من الانخفاض، وتُعيد ثروته الصافية إلى مستويات عام 2016، وفقاً للأرقام التي جمعها مؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات من المقرضين وسجلات العقارات وإيداعات الأوراق المالية وبيانات السوق والإفصاح المالي في 16 مايو/أيار.




ويأتي هذا النمو رغم الانتكاسات التي لحقت بشركته العائلية، بما في ذلك إلغاء سلسلتين جديدتين من الفنادق وتقليل الأعمال في منتجع "مارالاغو" Mar-a-Lago في فلوريدا و7 ملاعب للغولف.

اعتماده قوي على صديقه ستيفن روث

تُظهر القيمة الصافية لثروة ترامب المتعاظمة مدى اعتمادها على ستيفن روث، صديقه الذي يقود شركة "فورنادو رياليتي تراست" Vornado Realty Trust.



في السياق، تجدر الإشارة إلى أن رُبع ثروة ترامب يتشكّل من حصة 30% يمتلكها في اثنين من ممتلكات "فورنادو"، هما:

- الأول، 1290 Avenue of the Americas، وهو برج مساحته 2.1 مليون قدم مربع في وسط مانهاتن.

- الثاني، 555 California St.، وهو مجمّع مكاتب مساحته 1.8 مليون قدم مربع يعرف باسم "مركز بنك أوف أميركا" Bank of America Center في الحي المالي في سان فرانسيسكو.

وشراكته مع "فورنادو" التي تمتلك 70% المتبقية في هذين العقارين، نتجت من سلسلة معاملات عقارية كان ترامب قد لجأ إلى القضاء لحظرها.

تفصيل "بلومبيرغ" لثروة ترامب وديونه لعام 2018 مقارنة بعام 2017 


لقد أثبت قبول ترامب بالصفقة أنها كانت مربحة. فخلال العام الماضي، ارتفعت حصة ترامب في الشركتين إلى 765 مليون دولار، بزيادة 33% عن العام السابق، بفضل انخفاض معدلات رسملة المكاتب وزيادة صافي الدخل.

كما أن انخفاض معدلات الرسملة في جميع أنحاء العالم، والتي تتبع أسعار العقارات مقابل صافي الدخل التي تنتجها، يمكن أن يشير إلى زيادة الطلب وارتفاع التقييمات.

إن حصة ترامب في مباني "فورنادو" تحجب القيمة الإجمالية لملاعب الغولف والمنتجعات لتصبح أكبر مصدر للثروة. فقد هبطت قيمة ملاعب الغولف والأندية 19% إلى 525 مليون دولار مع نتيجة تراجع الطلب في هذا القطاع.



إفصاحات ترامب المالية ليست أرقاماً نهائية

إن إفصاحات الرئيس المالية، التي توفر الإيرادات وقيمة الأصول في نطاقات واسعة وليست أرقاماً نهائية، تقدّم لمحة عن ثروته الشخصية.

فهو يدير ثروته من خلال عشرات الشركات التي تشكل مجتمعة "منظمة ترامب" Trump Organization. وقبل أن يتولى منصبه رئيساً للولايات المتحدة، وضع مقتنياته في أمانة قابلة للإلغاء لصالحه الحصري، وهي تخضع لإشراف ولديه البالغين وأمين مكتبة ترامب المخضرم ألين فايسلبرغ.

"بلومبيرغ" أشارت إلى أن المتحدثة باسم الشركة، أماندا ميلر، وكبير محاميها، آلان غارتن، لم يتجاوبا مع طلبها الحصول على تعليق منهما، كما لم يرد عليها المكتب الصحافي للبيت الأبيض.

وتغيّرت قليلاً قيمة "فندق ترامب إنترناشونال" Trump International Hotel في واشنطن، والذي أصبح مكان استراحة للجمهوريين وطالبي الخدمات المفضّلين. فقد زادت إيراداته 1% إلى 41 مليون دولار، وفقاً للإفصاح المالي للرئيس. لكن قيمة الفندق نفسه انخفضت 5% إلى 95 مليون دولار بسبب تراجع مضاعِفات العقارات المماثلة.

لكن مع ذلك، واصلت مباني ترامب المكتبية حصد المكاسب. إذ تبلغ قيمة "برج ترامب" Trump Tower، الذي شهد انخفاضاً في طلب الوحدات السكنية والمكاتب التابعة له في "فيفش أفينيو" Fifth Avenue، تصل قيمته الآن إلى 445 مليون دولار، بزيادة 27% عن العام الماضي.

وإضافة إلى انخفاض معدلات الرسملة، فقد حقق "برج ترامب" صافي دخل تشغيلي أعلى سنة 2018 مقارنة بعام 2017، وهو يقع في إحدى أكثر شرائح الأراضي قيمة في نيويورك. كما أنه محمّي من تراجع في قيمة الشقق لأن آخرين هم من يملكونها الآن.


كذلك، ارتفعت قيمة برج مكاتب ترامب "فورتي وول ستريت" 40Wall St في الحي المالي في مانهاتن، بنسبة 13% إلى 480 مليون دولار بفضل تحسّن وضع السوق.

وكانت مباني المكاتب بين أكبر المستفيدين من زيادة أسعار الأصول التي أعقبت انتخاب ترامب عام 2016. فقد عزّزت سنوات من التمويل السهل وقلة المعروض، قيمة المباني في المدن المرغوبة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

وتُقدّر قيمة مباني ترامب المكتبية، بما في ذلك حصصه في مباني "فورنادو"، بنحو 340 مليون دولار، وفقاً لتقديرات عام 2018.

مكاسب تعوّض انخفاضات استثمارية

لقد عوّضت هذه المكاسب انخفاضات في أجزاء أخرى من محفظة ترامب الاستثمارية. فإضافة إلى ملاعب الغولف الخاصة به، انخفضت قيمة مُستأجَر ترامب في شارع 6E.57th St. في مانهاتن، الذي كان يضم متجراً لشركة "نايكتاون" Niketown سابقاً، بنسبة 9% إلى 420 مليون دولار، بعدما شهدت العقارات التجارية في هذه المنطقة معدلات رسملة أعلى بسبب تنامي تفضيل المستهلكين التسوّق عبر المواقع الإلكترونية في شبكة الإنترنت.

كما أن مبنى ترامب السكني الفاخر في "502 بارك أفينيو" 502 Park Ave، حيث عاش مدير مواعيده المخضرم، مايكل كوهين، قبل أن يبدأ الشهر الماضي قضاء عقوبة سجن مدتها 3 سنوات، تبلغ قيمته الآن 140 مليون دولار، بانخفاض 13% عن العام السابق، بعدما كان على مالكي الوحدات السكنية في المبنى تقديم خصومات كبيرة للمشترين المحتملين.



ديون ترامب

يدين الرئيس دونالد ترامب للمقرضين بما لا يقل عن 550 مليون دولار، وفقاً لإفصاحاته وسجلات الممتلكات وبيانات الرهن العقاري التجارية.

إن هذا المبلغ ثابت تقريباً قياساً برقم العام السابق، بعد الأخذ في الاعتبار مدفوعات القروض المقدّرة ورهناً جديداً لمنزل في فلوريدا اشتراه من أخته، قاضية الاستئناف الفيدرالية المتقاعدة، ماريان ترامب باري.



ومن ديون ترامب قروض من مصرف "دويتشه بنك" Deutsche Bank AG الألماني، مقره فرانكفورت، بحوالى 300 مليون دولار، نتيجة اقتراضه أموالاً لفندقه في واشنطن وبرج في شيكاغو ومنتجع فلوريدا للغولف "دورال" Doral، كما يُستفاد من الإفصاحات المالية وسجلات الممتلكات.

وثمة قرض جديد بقيمة 11 مليون دولار من "كورال غابلز" Coral Gables، وهو مصرف متخصّص يتخذ فلوريدا مقراً، بسعر فائدة نسبته 4.5% ويستحق عام 2048.

ترامب فاقد الأهلية في قائمة "بلومبيرغ" لأغنى الأغنياء

إن ثروة ترامب البالغة 3 مليارات دولار لا تؤهله لقائمة "بلومبيرغ" لأغنى 500 شخص في العالم، والتي تتخذ رقم 4 مليارات دولار منطلقاً للانضمام إليها. وقد قفزت الثروة الجماعية لهذه المجموعة 12% إلى 5.39 تريليونات دولار هذا العام، وفقاً لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات.

لكن غالباً ما تكون تقديرات ترامب نفسه لصافي ثروته أعلى من التقييمات المستقلة، فضلاً عن كونها مطاطة. فعندما أعلن ترامب ترشّحه للرئاسة الأميركية عام 2015، قالت الماكينة الانتخابية لحملته إن ثروته كانت تناهز 8.7 مليارات دولار.

لكن "بلومبيرغ" أجرت في ذلك العام تقييماً حدّد ثروته بنحو 2.9 مليار دولار، وهو ما دفعه إلى رفض التقييم واعتبره "غبياً"، ثم قال بعد ذلك إن ثروته تتجاوز 10 مليارات دولار.

وينطلق تقييم ترامب الخاص لصافي ثروته ممّا يُسمّيه قيمة علامته التجارية التي قال إنها تصل إلى 4 مليارات دولار، وفقاً للبيانات المالية غير المدققة التي أعدها لشركاء الأعمال المحتملين.

ويمكن أن تكون القيمة الصافية لثروة ترامب أعلى من تلك المقدّرة إذا كان يمتلك أصولًا أو تلقّى مدفوعات غير معروفة للجمهور، أو إذا كان يبيع عقارات بقيمة أعلى من متوسّط السعر السائد في ​​السوق.

شكوك في غموض يكتنف استثمارات "منتهِك الدستور"

لكن ثروته قد تكون أقل أيضاً إذا كانت لديه ديون أو شركاء لم يكشف عنهم علناً، أو إذا كانت بعض الشركات التي لا تتوافر معلومات مالية كاملة عنها أقل ربحية من التقديرات المعتمدة.



إن قرار ترامب الإبقاء على عمله (البزنس) أثناء توليه منصبه الرئاسي العام، ينتهك عقوداً من التقاليد، ودفع باتجاه دعاوى قضائية رُفعت ضدّه تزعم أنه ينتهك دستور الولايات المتحدة من خلال بيع الخدمات إلى حكومات في انتهاك للبنود الخاصة بالرواتب والمكافآت.

وهذا ما دعا منتقديه إلى اتهامه بالتربّح من منصب الرئاسة، وهي تهمة رفضها في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، عندما أخبر قناة "فوكس نيوز" بأن منصبه الرئاسي كلّفه مليارات الدولارات.

ذات صلة

الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
الصورة
بانون وترامب في البيت الأبيض، 31 يناير 2017 (تشيب سوموديفيا/Getty)

سياسة

يستعين المرشح الجمهوري للرئاسيات الأميركية دونالد ترامب بفريق من المساعدين، من شديدي الولاء له، فضلاً عن اعتماده على آخرين رغم خروجهم من الدائرة الضيقة.
المساهمون