كان أحد أبرز معالم السنة المسرحية في تونس عام 2016 استضافة المخرج الألماني من أصل إيطالي روبيرتو تشولي الذي عرض عمله المشترك مع ماتياس فلاكه "كلاونس 2 ونصف" (إنتاج مسرح "تياتر أن دير رور"، 2014).
يعود تشولي هذا العام مجدّداً إلى تونس ضمن فعاليات "أسبوع اليوم العالمي للمسرح" الذي تنظمه مؤسسة "المسرح الوطني التونسي"، حيث يعرض عمله الجديد "بهلوانات في العاصفة" بداية من السابعة من مساء اليوم في قاعة "الفن الرابع" في العاصمة التونسية.
العملان يبدوان كتنويع على الرؤية ذاتها، غير أن الفارق الزمني بين العرضين في تونس يرافقه أيضاً تغيّر عميق نلحظه في العمل الجديد. فبالرغم من أن الشخصيات الرئيسية مجموعة بهلوانات، العنصر الرئيسي في كل أعمال تشولي، فإنه يفتح على عوالم مختلفة تماماً مقارنة بـ "كلاونس 2 ونصف" ذي النبرة الفلسفية التأملية، بينما يأتي العمل الجديد بنفس الشخصيات لتطّل على حركة الحياة الواقعية وتتفحّص واقع البشرية اليوم.
يطرح العمل تناقضاً تعيشه أوروبا في السنوات الأخيرة: كيف يمكننا التفاعل مع مسألة الهجرة أي حضور الآخر في أوروبا من جهة، ومن أخرى مع صعود اليمين المتطرف، بمعنى وجود شق من المجتمعات الأوروبية يرفض بحدّة هذا الحضور؟ معضلة يعالجها تشولي من خلال عناصر مسرحه المعروفة في عودة منه إلى الطرح السياسي.
في حين يغيب شريك تشولي في العمل السابق ماتياس فلاكه كمخرج ثانٍ، فإنه يظل المشرف الأول على الجانب الموسيقي، والذي يجعل منه خليطاً بين أصوات الحياة العادية وموسيقى الغرفة.