على مدار السنوات الماضية ولأكثر من سبب، جرى منع أفلام عدّة في "مهرجان بيروت الدولي للسينما"، الذي تنطلق فعاليات دورته السابعة عشرة في العاصمة اللبنانية مساء غدٍ الأربعاء، وتتواصل حتى الثاني عشر منه، حيث حظرت أعمال صنّفت تخت خانة التطبيع، وأخرى لأنها انتقدت شخصيات أو أحزاب لبنانية، وثالثة اعتبر مضامينها مسيئة للأديان.
تُفتتح التظاهرة التي تحتفي بمرور 20 عاماً على تأسيسها، بفيلم "لا كورديلّيرا" (2017) لـ سانتياغو ميتر من الأرجنتين، الذي تدور أحداثه حول تداخل الشؤون الشخصية للرئيس الأرجنتيني هرنان بلانكو مع قراراته السياسية مسلطاً الضوء على الفساد الذي يستشري في البلاد.
اختيار الأعمال المشاركة "تعكس توجّهاً في المساهمة في كشف حقائق تُعانيها دول وشعوب ومجتمعات، تتشابه بخضوعها لسطوة الفساد، السياسي والمالي والاقتصادي، في عدة بلدان حول العالم"، بحسب المنظّمين.
المهرجان يكرّم السينمائي الإيراني الراحل عباس كياروستامي (1940 2016) من خلال عروض استيعادية لستة من أهم أفلامه. ومن جهة أخرى، ارتأت اللجنة المنظّمة عدم عرض أفلام لبنانية طويلة لضعف الإنتاجات هذا العام، على أن يُعرض فيلمان وثائقيان لبنانيان؛ "فن مش فن" لـ بيتر موسى عن الفن المعاصر، و"ماء على رمل" لـ نتالي عطالله عن اللبنانيين في المهجر.
تقدّم العروض في صالات سينما "متروبوليس أمبير صوفيل" في الأشرفيّة، ومن بين الأفلام المشاركة؛ "صلاة قبل الفجر" (2017) لـ جان ستيفان سوفير، و"رهيب" (2017) لـ ميشال أزانافيسيوس من فرنسا، و"بيت نائب الملك" (2017) لـ غوريندر شادها من بريطانيا، و"اتجاهات" (2017) لـ ستيفان ستيفان كومانداريف من بلغاريا، و"أنا لست زنجيك" (2016) لـ راؤول بيك من هاييتي.
كما يُعرض فيلم "يوم للستات" (2016) لـ كاملة أبو ذكرى من مصر، و"كشتة" (2016) لـ الجوهرة آل ثاني من قطر، و"الجانب الآخر من الأمل" (2017) لـ آكي كوروسماكي من فنلندا، و"لا مكان للدموع" (2017) لـ ريان توفي من تركيا، و"في ظلال البلّوط" (2017) لـ مهدي نور محمدي من إيران.
إلى جانب ذلك، يقدّم فيلم "سينما حائرة: تاريخ السينما اللبنانية" للصحافية اللبنانيّة ديانا مقلّد، ويتضمّن رحلة بصرية عابرة للزمن ما بين السينما اللبنانية في بداياتها والسينما اليوم، من خلال شهادات مخرجين وفنّانين معاصرين لكل الحقبات التي مرت بها السينما اللبنانية.