عام 2013 عرضت قناة "بي بي سي عربية" فيلماً وثائقياً دعائياً قد يكون الأول من نوعه، تحت عنوان "شاشة للرئيس"، وكان بكل بساطة تسويقاً لقناة الإخبارية السورية.
فقد دخلت "بي بي سي" مكاتب القناة المتهمة من قبل المعارضة السورية بالتحريض على القتل، والتي اتخذ مجلس الجامعة العربية قراراً بمنع بثها باعتبارها تمارس دوراً سلبياً في الأحداث الواقعة في سورية، وأجرت لقاءات مع مدير الإخبارية والعاملين فيها، وأظهرت تفاصيل الحياة اليومية لبعض العاملين في القناة، بل ورافقتهم إلى بيوتهم. وقد جعل هذا الفيلم الوثائقي الكثير من السوريين يعيدون ضبط أجهزة التحكّم عندهم، وربما يزيلون القناة "العريقة" من قائمة القنوات المفضّلة، وتم تصنيفها على أنها قناة تنحاز للنظام.
فقد دخلت "بي بي سي" مكاتب القناة المتهمة من قبل المعارضة السورية بالتحريض على القتل، والتي اتخذ مجلس الجامعة العربية قراراً بمنع بثها باعتبارها تمارس دوراً سلبياً في الأحداث الواقعة في سورية، وأجرت لقاءات مع مدير الإخبارية والعاملين فيها، وأظهرت تفاصيل الحياة اليومية لبعض العاملين في القناة، بل ورافقتهم إلى بيوتهم. وقد جعل هذا الفيلم الوثائقي الكثير من السوريين يعيدون ضبط أجهزة التحكّم عندهم، وربما يزيلون القناة "العريقة" من قائمة القنوات المفضّلة، وتم تصنيفها على أنها قناة تنحاز للنظام.
في العودة إلى الوراء، وعقب اندلاع أحداث الثورة السورية شتاء العام 2011، بدأ النظام حربه المباشرة مع وسائل الإعلام العربية والعالمية، فأغلق مكاتب معظم القنوات، وسلّط الكثير من مؤيديه للتظاهر والاعتداء على قنوات بعينها لمنعها من العمل في سورية، لكن "بي بي
سي" نجت من هذه الحملة، وظلّ مكتبها مفتوحاً بكامل طاقمه، ومراسلها عساف عبود يعمل بكامل حريته، ويؤدي عمله على أكمل وجه، أو كما هو مطلوب تماماً.
واستطاعت القناة البريطانية، التي تتلقّى تمويلها كاملاً من دافعي الضرائب البريطانيين كي تضمن بقاءها على الحياد، أن تجري العديد من اللقاءات من خلال مكتبها في دمشق مع مسؤولين سوريين وبعض الشخصيات المعارضة التي يرضى عنها النظام طبعاً، دون أن تتعرّض لأيّ نوع من أنواع المضايقة أو التضييق. ولعلّ المتابع لنشرات الأخبار عبر شاشتها يستطيع أن يلاحظ تجنّبها بشكل واضح إظهار تقدم قوات الجيش الحر، وتركيزها كلياً على تصوير الثورة وكأنها حركة تمرد مسلحة.
والقناة تستعين بوجهة نظر النظام في مجمل تعليقاتها وتحليلاتها، بل إنها تميل في الكثير من الأحيان إلى تصديق رواية النظام، دون أن تكلّف نفسها عناء الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى، ما يضع "حيادها" في خانة الانحياز.
ولعلّ استعادة التقرير الذي قام مراسل القناة بإعداده في مدينة القصير، عقب أسبوعين تقريباً من دخول قوات النظام إليها، يقدم دليلاً على أن "بي بي سي" تلجأ إلى عرض وجهة نظر النظام كما هي... ولو أغفلنا شارة القناة البريطانية وعرضنا ذلك التقرير وتقارير أخرى سواه
في التلفزيون الحكومي السوري لما اختلف الأمر كثيراً.
أخيراً عرضت القناة تقريراً لافتاً عن إحياء طقوس عاشوراء في دمشق. التقرير يبدأ بمقدمة تؤكد أن هذه الطقوس والشعائر كانت تتم طيلة السنوات الماضية بالطريقة نفسها، ويستطرد واصفاً الحالة الوجدانية، والزائرين الذين جاؤوا من مختلف الأقطار العربية والخليجية، ولعلّ السؤال الذي قد يخطر على البال هنا، لماذا لم تقم "بي بي سي" بإعداد تقرير عن هذه المناسبة أو الاحتفالية قبل سنوات خمس مثلاً؟
التقرير أثار استياء مناصري الثورة السورية الذين ينفون كلياً أن تكون هذه "الاحتفالية" هي احتفالية دينية، بل يؤكدون أن ما يحدث هو احتلال تقوده إيران، ويريد تحويل عاصمة الأمويين إلى جزء من ولاية الفقيه الإيرانية.
واستطاعت القناة البريطانية، التي تتلقّى تمويلها كاملاً من دافعي الضرائب البريطانيين كي تضمن بقاءها على الحياد، أن تجري العديد من اللقاءات من خلال مكتبها في دمشق مع مسؤولين سوريين وبعض الشخصيات المعارضة التي يرضى عنها النظام طبعاً، دون أن تتعرّض لأيّ نوع من أنواع المضايقة أو التضييق. ولعلّ المتابع لنشرات الأخبار عبر شاشتها يستطيع أن يلاحظ تجنّبها بشكل واضح إظهار تقدم قوات الجيش الحر، وتركيزها كلياً على تصوير الثورة وكأنها حركة تمرد مسلحة.
والقناة تستعين بوجهة نظر النظام في مجمل تعليقاتها وتحليلاتها، بل إنها تميل في الكثير من الأحيان إلى تصديق رواية النظام، دون أن تكلّف نفسها عناء الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى، ما يضع "حيادها" في خانة الانحياز.
ولعلّ استعادة التقرير الذي قام مراسل القناة بإعداده في مدينة القصير، عقب أسبوعين تقريباً من دخول قوات النظام إليها، يقدم دليلاً على أن "بي بي سي" تلجأ إلى عرض وجهة نظر النظام كما هي... ولو أغفلنا شارة القناة البريطانية وعرضنا ذلك التقرير وتقارير أخرى سواه
أخيراً عرضت القناة تقريراً لافتاً عن إحياء طقوس عاشوراء في دمشق. التقرير يبدأ بمقدمة تؤكد أن هذه الطقوس والشعائر كانت تتم طيلة السنوات الماضية بالطريقة نفسها، ويستطرد واصفاً الحالة الوجدانية، والزائرين الذين جاؤوا من مختلف الأقطار العربية والخليجية، ولعلّ السؤال الذي قد يخطر على البال هنا، لماذا لم تقم "بي بي سي" بإعداد تقرير عن هذه المناسبة أو الاحتفالية قبل سنوات خمس مثلاً؟
التقرير أثار استياء مناصري الثورة السورية الذين ينفون كلياً أن تكون هذه "الاحتفالية" هي احتفالية دينية، بل يؤكدون أن ما يحدث هو احتلال تقوده إيران، ويريد تحويل عاصمة الأمويين إلى جزء من ولاية الفقيه الإيرانية.