تتعدّد المبادرات التي تسعى إلى تقديم محتوى ثقافي أو فني رقمي بعد وقف جميع المراكز والهيئات المعنية بالثقافة حول العالم فعالياتها، ما يشكّل تحدياً بالنظر إلى عدم إيلاء العديد منها اهتماماً بمنصّاتها الإلكترونية قبل حلول جائجة كورونا.
"جيجل عبر التاريخ" عنوان المعرض الافتراضي الذي أُطلق منذ أيام، ويتضمّن صوراً فوتوغرافية تعكس تاريخ المدينة التي تقع شمال شرق الجزائر العاصمة، وآثارها وشخصياتها وأماكنها العمومية، كما تقدّم صورة حول عاداتها وتقاليدها من حفلات وأعراس وأطباق طعام وطرق تحضيرها.
المعرض الذي تنظّمه "جمعية جيجل العتيقة"، يأخذ طابعاً تفاعلياً من خلال منح الفرصة لزوّاره لنشر وثائق وأرشيف صور المدينة التي بحوزتهم أو لأي شيء يرمز إليها والسماح بمشاركتها في صفحتها على "فيسبوك".
من بين المعروضات، صور "الكشافة الإسلامية الجزائرية" ومنها صورة لأول فوج لها تأسّس في جيجل سنة 1936 بقيادة شابوني الطيب المدعو براهم، والتي تزامنت مع إنشاء أفواج في مدن جزائرية أخرى قدّمت حينها مجموعة من الأنشطة التربوية والدينية والإصلاحية.
كما يشتمل المعرض على صور للفرق الرياضية مثل "النادي الرياضي الجيجلي" الذي تأسّس العام 1911، و"فريق الإقبال الرياضي الجيجلي" الذي تأسس في 1921، إلى جانب فريق "الشباب الرياضي الجيجلي" الذي أنشئ في 1936.
وركّزت بعض الصور الفوتوغرافية على الفرق الموسيقية التي ظهرت في المدينة، ويعود العديد منها إلى العهد العثماني، ومنها الفرق الأندلسية بقيادة كامل مشطر (الكندي)، وفرق الغايطة أو الزرنة، ومن أعضائها الموسيقين محمد خلاف وحسين عزون، والعديد من صالات السينما فيها.
كما شمل المعرض أهمّ البنايات والساحات العمومية والأماكن، مثل المنار الكبير "رأس العافية"، ومقرّ البلدية والسوق المغطى، والمدينة العتيقة "إجلجيلي"، والمستشفى العسكري، والمدينة الأثرية في حي "الرابطة".
وفي حديث صحافي سابق، أشار جمال الدين حاجي، رئيس الجمعية، إلى أنه يتم كلّ يوم نشر موضوع مدعّم ما بين أربع إلى ثماني صور قديمة يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين 1856 إلى 1980، جزء منها كان بحوزة الجمعية، وآخر تم استخراجه بعد عدّة بحوث من الإنترنت، وجزء ثالث ساهمت به مجموعة من المواطنين الذين شاركوا أرشيفهم الشخصي، في موضوعات متعدّدة كالثقافة والسياحة والرياضة والصناعة والصيد البحري وغيرها.