وقال المقدم في قيادة عمليات نينوى، خالد الشمري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القطعات العراقية وقوات البشمركة تحقق تقدماً مستمرّاً في محاور القتال كافة نحو الموصل"، مبيّناً أنّه "في كل يوم يمضي يشتدّ فيه الخناق أكثر على (داعش) داخل الموصل، الأمر الذي دفعه للبحث عن حلول بديلة لإخراج نفسه من هذا المأزق".
وأشار إلى أنّ "التنظيم لجأ إلى فتح جبهات بعيدة عن الموصل لتخفيف الخناق عنها، ومنها جبهة كركوك وجبهة الرطبة"، مؤكّداً أنّ "هذه المحاولات قد تتسبب باتساع الرقعة الجغرافية التي يتحرّك ضمنها التنظيم، لكنّها لن تؤثّر على معركة الموصل بقدر تأثيرها على المحافظات التي فتحت بها الجبهات".
ورجّح أنّ "يفتح التظيم جبهة أخرى في محافظة صلاح الدين"، داعياً لـ"اتخاذ الإجراءات الاحترازية التحصينية في تلك المحافظات"، فيما حذّر عضو اللجنة الأمنيّة في مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات، من "خطورة جبهات داعش الجديدة ومنها جبهة الرطبة".
واعتبر بركات، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "لجوء التنظيم لفتح جبهات جديدة في الأنبار وغيرها هو خطة لإضعاف جبهة الموصل"، موضحاً أنّ "الخلل الحكومي وعدم وضع الخطط واتخاذ الإجراءات الكافية لتحصين هذه المناطق، منح داعش فرصة التقدّم بها".
وأضاف أنّ "الحكومة لم تقدّم تعزيزات عسكرية كافية لتحصين المناطق التي يسعى التنظيم للسيطرة عليها، ومنها الرطبة، كما أنّها لم تتجاوب مع مطالباتنا ومناشداتنا لإعداد وتجهيز أبناء المناطق لحمايتها، الأمر الذي دفع داعش للتقدم نحوها".
ولفت بركات إلى أنّ "تنظيم داعش حقق خرقاً كبيراً في الرطبة، وعلى الحكومة والقادة الأمنيين تحمل مسؤولياتهم تجاه ذلك"، مؤكّداً أنّ "سيطرة التنظيم على مناطق في الرطبة يشكّل خطراً على مناطق المحافظة الأخرى"، داعياً الحكومة والقادة الأمنيين إلى "التحرّك السريع لردّ داعش وإعادة السيطرة على البلدة، قبل أنّ يتحصّن داخلها التنظيم ليتحرّك من خلالها إلى مناطق أخرى".
في المقابل، استغل تنظيم "الدولة الإسلامية" ضعف الإجراءات العسكرية في بلدة الرطبة (غربي الأنبار) ليهاجمها ويستعيد السيطرة على أغلب مناطقها.