الزيارة التي جال فيها عبد المهدي مع وفده المكون من 56 وزيرا ومحافظا ومستشارا حكوميا في الصين، واطلع فيها على عدد من الشركات والتقى المسؤولين الصينيين، لم تخل أيضا من جانب سياحي، حيث تجول في عدد من مناطق البلاد، وشركاتها وجسورها العملاقة. وبحسب مرافق لرئيس الحكومة أكد لـ"العربي الجديد"، فإن "الزيارة تطلبت جولات ميدانية في الصين الشعبية، للاطلاع على ما فيها من عمران، وجسور وطرق ومرافق خدمية".
وأكد أنّ "عبد المهدي اطلع على كثير من التفاصيل وتم تسجيل العديد من الملاحظات الفنية خلال تلك الجولات الميدانية"، مبينا أنه "لا يمكن أن تكون زيارة الصين زيارة عادية وتنتهي بيوم واحد، فالعراق يريد أن يستفيد من التجارب الاستثمارية والخدمية لهذه البلاد".
ابتعاد رئيس الحكومة عن المشهد السياسي العراقي لستة أيام في هذه الزيارة، قد يفتح الباب لأزمات سياسية في العراق، وفقا لما رآه سياسيون.
وتوقع نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، حدوث "أزمات سياسية" بعد عودة عبد المهدي من الصين. وقال الأعرجي في تغريدة له "سيكون هناك حراك سياسي ضد الحكومة بعد عودة عبد المهدي، وسيقوده أحد الفريقين التاليين، الأول إذا كانت الزيارة ناجحة وأن هناك إمكانية لجني ثمارها، فسيقود الحراك خصوم عبد المهدي ومنافسيه الذين لا يريدون النجاح لهذه الحكومة".
وأضاف، "الثاني إذا كانت الزيارة فاشلة، فسيقود الحريصون هذا الحراك، وسينضم إليهم المنافسون"، مبينا "عليه فإن الأيام المقبلة ولادة لأزمات سياسية".
Twitter Post
|
في هذه الأثناء، اتفق تيار "الحكمة" المعارض مع ائتلاف "النصر" (الذي يتزعمه حيدر العبادي) على تشكيل لجنة مشتركة لتقييم ومراقبة عمل وزارات حكومة عبد المهدي بعد عقودها مع الصين، وإيقاف التدهور الحكومي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك وكذلك تشريع القوانين التي تخدم المواطنين.
وقال الائتلاف في بيان صحافي، إن "رئيس الائتلاف حيدر العبادي، ترأس اجتماعا مشتركا لنواب كتلتي النصر والحكمة، وجرت مناقشة موسعة للأوضاع العامة في البلد وتقويم العمل البرلماني والحكومي والتنسيق المشترك وتوحيد المواقف بين النصر والحكمة وكذلك مع عدد آخر من النواب الذين أبدوا رغبة كبيرة في العمل المشترك".
وأضاف "تم التأكيد على أن التيارين ضمن نفس التوجه، وعملهم هو من أجل تصويب العمل الحكومي وإيقاف الانحدار والتراجع في أغلب القطاعات، فلا توجد للحكومة خطط اقتصادية أو خدمية أو استثمارية أو تطوير للزراعة أو الصناعة ولا محاربة للفساد وغيرها".
وحذرت الكتلتان من "خطورة استمرار التداعي والتراجع الذي قد يؤدي إلى الانهيار نتيجة الضعف الحكومي الكبير، ويولد إحباطا لدى المواطنين، إذ كانت سابقا هناك خطوات واضحة لبناء الدولة ولكنها تراجعت في هذه الحكومة".
الأكراد من جهتهم، انتقدوا عدم اصطحاب عبد المهدي لمحافظ حلبجة، آزاد توفيق. وقال النائب الكردي هوشيار عبد الله، في بيان اليوم، إنّ "عبد المهدي اصطحب معه محافظي المحافظات العراقية كافة في زيارته إلى الصين، عدا محافظ حلبجة"، معربا عن أمله "ألا يكون ذلك إقصاء متعمدا، وعلى عبد المهدي تصحيح هذا الخطأ مستقبلا".