من بين أنشطة "تيت" معرض "نجمة حمراء على روسيا: ثورة في ثقافة بصرية 1905-1955" الذي يتواصل حتى 18 شباط/ فبراير.
المعرض يضمّ بشكل أساسي أعمالاً اقتناها المصوّر وفنان الغرافيك ديفيد كنغ (1943-2016)، ثم أصبحت الآن من مقتنيات متحف "تيت"، وهي مجموعة تضمّ 250 ألف مادة بصرية جمعها أثناء عمله في السبعينيات في مجلة "ساندي تايمز".
يتيح المعرض مشاهدة ملصقات البروباغندا، والمطبوعات والصور التي التقطها فنانو ثورة أكتوبر وفيها تظهر رقابة الدولة، ومن بين الأعمال المعروضة ملصقات للروسي ديمتري مور (1946)، وهو صاحب الملصق الشهير الذي يدوس فيه جندي روسي على فرد من الجيش البولندي مع نص لتروتسكي، أثناء الحرب السوفييتية البولندية.
كذلك تعرض أعمال لـ إل ليزتسكي (1890-1941) وهو أحد أهم الطليعيين الروس صاحب مقولة "الإبداع الموجّه الهدف"، والذي كان يعتبر الفن وسيلة للتغيير.
يحضر أيضاً الفنان اللاتيفي غوسات كلوتسيس (1895-1938)، وهو من الطليعيين البنيويين، وكان من أبرز من قدموا ملصقات لستالين. كذلك يقدّم "تيت" صوراً من فوتوغرافي الجيش الأحمر يفغيني كالدي (1917-1997)، إلى جانب لوحات وأعمال غرافيك لألكسندر ديينكا (1899-1969)، وأخيراً تعرض ملصقات الغرافيك التي صمّمتها نينا نيكولفينا للثورة (1915-2002).
تسلّط الأعمال الضوء على أثر ثورة أكتوبر، التي لم تجلب الآمال للفقراء فقط بل حوّلت انتباه الفنانين وجلبت ثورة إلى الفن نفسه، وكان الفن يُستخدم من أجل الترويج لأفكار الشيوعية، وقد عبّر عن الفوضى ثم الثورة والحرب الأهلية والنسوية والدكتاتورية والاجتياح النازي، كلّ هذه التفاصيل حوّلت تاريخ الفن إلى مسارات مختلفة ما زالت تأثيراتها قائمة إلى اليوم.
جزء من الأعمال يقدّم تصوّراً عن الأعمال الفنية التي قُدمت بعد رحيل ستالين (1878-1953)، بهدف إظهار الكيفية التي اختلف بها الفن بعد هذا الرحيل.
بعض الصور تعود إلى أيار/ مايو 1929 لرسامين في نفق المترو والشوارع ينجزون ملصقات لعيد العمال. كما يعرض "تيت" الوثيقة التي تحوّلت إلى ملصق كتبه لينين معلناً إسقاط الحكومة المؤقتة برئاسة إلكسندر كيرنسكي.