"هدنة" حي الوعر تفضح نظام الأسد

حمص

وائل عبد الحميد

avata
وائل عبد الحميد
15 أكتوبر 2014
C40FAC0C-83B8-48D6-9533-830C37758E66
+ الخط -

يتعرض حي الوعر، غرب مدينة حمص، الذي يُعدّ آخر معاقل الثورة السورية في المدينة، لقصف يومي غير مسبوق من قوات النظام، بقذائف الهاون والدبابات وصواريخ أرض ــ أرض. وعلى الرغم من استهداف الحي المحاصر سابقاً، لكنّ حجم الاستهداف لم يكن بهذه الكثافة والنوعية. خلال اليومين الماضيين، حصد القصف حياة العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، وخلف دماراً هائلاً في العديد من أرجاء الحي، الذي يقطنه أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة، معظمهم من النازحين.

وكانت لجان التفاوض من الحي والنظام، قد اتفقت الشهر الماضي، على هدنة غير مشروطة، طويلة الأمد، كحل سياسي ينصّ على وقف إطلاق نار يخضع له الطرفان، لكنّ الفروع الأمنيّة، على لسان رؤسائها، اعتبرت الهدنة حبراً على ورق. وأكّدت سعيها إلى حلّ عسكري، يعتمد مبدأ القوة "لليّ ذراع" المعارضة في الحي، وإرضاخها على قبول شروط النظام، ومنها تسليم السلاح كاملاً، ومن ثم الخروج من الحي إلى الريف الشمالي، في محاولة إعادة السيناريو الذي حدث منذ قرابة خمسة أشهر في حمص القديمة.

بين القبول والرفض
يضع العدوان اليومي، سكان الحي من مدنيين وعسكريين، بين خيارين أحلاهما مرّ، إمّا قبول الشروط المفروضة من الأجهزة الأمنية، ما يُعتبر استسلاماً تاماً من الناحية العسكريّة، ويترتّب عليه تسليم رقاب آلاف المدنيين المطلوبين وغير المطلوبين "لسكاكين" الجهات الأمنيّة والمليشيات التابعة لـ"حزب الله" اللبناني، في القرى المجاورة للحي؛ وإما الرفض، ما يعني تحديّاً أكثر جدّية للنظام، من شأنه أن يفضي إلى المزيد من القصف العنيف وتعريض أرواحهم لخطر أكبر، وتعريض الحي للدمار بشكل أوسع.

ويقول أحد قادة الكتائب المسلحة في الحي، ويدعى أبو أنور، لـ"العربي الجديد": "نحن في موقف صعب جداً، فالخروج من الحي يعني الهروب والاستسلام وانتهاء الثورة في مدينة حمص، باعتبار أنّ هذا الحي هو آخر معقل للثورة في المدينة، ونخشى في حال خروجنا أن يقوم النظام ومليشياته باستباحة الأعراض والممتلكات واعتقال الكثير من السكان". ويعني خيار البقاء في الحي، وفق المصدر ذاته، "المزيد من القتل والدمار، فالقرار يحتاج إلى حسابات كثيرة أهمها مصلحة المدنيين". ويضيف: "سنفعل ما بوسعنا للوصول إلى حلّ سياسي يؤدي إلى هدنة تحقن دماء المدنيين، عن طريق الاتصال بكبار الشخصيات التي تشجع هذا الحل في دمشق، على أمل أن يقوموا بإقناع أو الضغط على الجهات الأمنيّة لإيقاف حملتها الشرسة".

وتلقي أحداث الحي المحاصر بظلالها على سكان الأحياء الموالية في مدينة حمص، الذين يتابعون التصعيد العسكري على حي الوعر بقلق شديد، فالخوف ينتابهم من أمرين، الأول ردة فعل الكتائب المعارضة الموجودة في الريف الشمالي، التي من المحتمل أن تقصف التجمّعات العسكريّة في الأحياء الموالية، كما حدث في مناسبات عدّة سابقة، الأمر الذي قابله سكان هذه الأحياء بتظاهرات، مطالبين بوقف القصف على حي الوعر، واستجابت لهم الجهات الأمنية.
أمّا الأمر الثاني، فهو خلق المزيد من التفجيرات التي يقوم بها النظام في الأحياء الموالية، وإقناع البعض أنّها من فعل مسلّحين تسللوا إلى أحيائهم من حي الوعر، وبذلك يزداد تأجيج الصراع الطائفي والعسكري، ما يدفع البعض من أبناء هذه الأحياء إلى الالتحاق بصفوف النظام في الحملة القائمة على حي الوعر.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
المساهمون