يعمل المتطوعون في مقر الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "هوية" في مدينة صيدا جنوبي لبنان على جمع المعلومات من جميع المصادر الممكنة.
ينظم المتطوعون أسماء العائلات الفلسطينية اللاجئة في لبنان، وأرقام الهاتف المتوفرة للتواصل معهم. تشكل تلك الآلية، المرحلة الأولى من عمل الفريق تحضيراً لزيارة ميدانية للعائلات.
تهدف الزيارات الى توثيق أصل العائلات الفلسطينية وإيجاد مرجع شامل لأصول العائلات الفلسطينية المقيمة في الشتات. يشير مدير مشروع "هوية" ياسر قدورة الى نجاح فرق المتطوعين "في بناء 27000 شجرة عائلة للأسر الفلسطينية المقيمة في لبنان وسوريا والأردن حتى اللحظة".
وفي اللحظة المحددة ينطلق الفريق المؤلف من شخصين الى منطقة الفيلات المحاذية لمخيم "المية ومية" للقاء احدى العائلات الفلسطينية اللاجئة من مخيم اليرموك في سوريا، بعد لجوئها الأول "النكبة".
تجذب رائحة الزعتر المزروع في باحة المنزل الحاجة أم محمد الى الخارج. "صوروني تحت الزيتونة، قرب الزعتر". تنعش الرائحة الزكية ذاكرة أم محمد فتتحدث عن قريتها بإسهاب. ينشغل فريق عمل "هوية" في رسم شجرة أوليّة لعائلة أم محمّد، قبل سؤالها عن ذكريات الطفولة في القرية.
يحاول الناشط محمد جمع أكبر عدد ممكن من أسماء الأقرباء والأنسباء لتوثيق الشجرة بإحكام، ويعاونه أبو أحمد في تصوير اللقاء.
لا يقتصر عمل الناشطين على جمع المعلومات، فالتصوير سيعرض كفيلم على موقع حملة "هوية" على الانترنت. كما ينشر المتطوعون صور أم محمد برفقة أحفادها وأي متعلقات قديمة لها بهدف ربط الأطفال بانتمائهم الأصليّ في فلسطين.
تشمّ حفيدة أم محمد "ليان" وردة بنفسجية في الباحة الخارجية للمنزل. تشير أم محمد بفخر الى ان أحفادها "يطلبون يومياً زيارة فلسطين، فهم يدركون انها بلدهم الأصلي".
يُنهي محمد والمصور اللقاء مع أم محمد على وقع الذكريات، ثم يغني أحد افراد العائلة مواويل من فلسطين، بنكهة الشاي بالزعتر.