تتشابه أوجه اللجوء القسري لـ"أقليات" المنطقة إلى لبنان، واليوم ينضم الآشوريون السوريون، إلى الأكراد والكلدان العراقيين الذين هربوا من بطش تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
يقصد الآشوريون مقر كنيسة "مار جيوارجيوس للطائفة الأشورية الشرقية في لبنان"، في منطقة سد البوشرية شرقي العاصمة بيروت. تقع الكنيسة في حي هادئ مخصص للآشوريين في المنطقة ذات الأغلبية المسيحية، وتقابلها ساحة تحمل اسم "الشهداء الآشوريين".
في الداخل يختلط ضجيج المدرسة التابعة للكنيسة، مع أصوات عشرات اللاجئين السوريين والعراقيين الذين يتحدثون باللغات الآشورية والكلدانية والعربية، والذين حضروا لتسجيل أسمائهم لدى جمعية إغاثة هولندية تتعاون مع المطرانية.
في الداخل يختلط ضجيج المدرسة التابعة للكنيسة، مع أصوات عشرات اللاجئين السوريين والعراقيين الذين يتحدثون باللغات الآشورية والكلدانية والعربية، والذين حضروا لتسجيل أسمائهم لدى جمعية إغاثة هولندية تتعاون مع المطرانية.
قبل الوصول إلى قاعة التسجيل الكبيرة في الطبقة الأولى من مبنى المطرانية، المؤلف من طابقين، يوجد مكتب صغير مخصص للاجئين الآشوريين. في داخله يرشد عدد من الشبان والشابات المتطوعين اللاجئين الجدد، إلى كيفية متابعة المعاملات في الدوائر الرسمية اللبنانية، ويسلمونهم بطاقة تعريف خاصة بالمطرانية، تثبت أنهم آشورييون "لأسباب أمنية"، كما يقول بعض المتطوعين.
اقرأ أيضاً: الآشوريون السوريون في مرمى نيران "داعش"
الاضطراب سيد الموقف
تمنع هذه الأسباب إضافة إلى الشعور بالخوف والاضطراب، اللاجئين من قبول تسجيل حديثهم عبر الكاميرا. تقول مينا، وهي إحدى اللاجئات التي وصلت قبل أيام من الحسكة عن طريق القامشلي، إن "الحديث إلى الإعلام كالفقاعات في الهواء لا قيمة له". تسأل مينا عن "مواكبة الإعلام لمأساة الآشوريين المستمرة منذ أربع سنوات" قبل أن تضيف: "تظنون أن مشكلتنا بدأت مع هجوم داعش علينا؟ أنتم مخطئون!".
تعود مينا، التي ملأ الدمع عينيها، بالحديث إلى ثلاث سنوات مضت "قضيناها بلا ماء ولا كهرباء ولا أمن. غادر الجيش السوري قرانا، وبتنا في حماية وحدات حماية الشعب الكردية ". تتحدث مينا عن مبايعة عدد من العرب في القرى المجاورة للتنظيم، "ما دفعه لدخول تلك القرى وقتل من يعارضه من العرب، قبل أن يطلق عناصره القذائف تجاهنا طوال أشهر".
اقرأ أيضاً: الآشوريون السوريون في مرمى نيران "داعش"
الاضطراب سيد الموقف
تمنع هذه الأسباب إضافة إلى الشعور بالخوف والاضطراب، اللاجئين من قبول تسجيل حديثهم عبر الكاميرا. تقول مينا، وهي إحدى اللاجئات التي وصلت قبل أيام من الحسكة عن طريق القامشلي، إن "الحديث إلى الإعلام كالفقاعات في الهواء لا قيمة له". تسأل مينا عن "مواكبة الإعلام لمأساة الآشوريين المستمرة منذ أربع سنوات" قبل أن تضيف: "تظنون أن مشكلتنا بدأت مع هجوم داعش علينا؟ أنتم مخطئون!".
تعود مينا، التي ملأ الدمع عينيها، بالحديث إلى ثلاث سنوات مضت "قضيناها بلا ماء ولا كهرباء ولا أمن. غادر الجيش السوري قرانا، وبتنا في حماية وحدات حماية الشعب الكردية ". تتحدث مينا عن مبايعة عدد من العرب في القرى المجاورة للتنظيم، "ما دفعه لدخول تلك القرى وقتل من يعارضه من العرب، قبل أن يطلق عناصره القذائف تجاهنا طوال أشهر".
تتعرف مينا على أحد اللاجئين الداخلين إلى القاعة. تبادره بعبارة "الحمد لله على السلامة" قبل أن يتحول الحديث إلى اللغة الآشورية. تثير اللغة الآشورية والاهتمام الإعلامي المكثف (وجود ثلاثة مصورين ومراسلين) إمتعاض باقي اللاجئين الحاضرين، ويبدو ذلك جلياً في نظراتهم إلى الصحافيين الموجودين في القاعة.
يعود اللاجئ الداخل حديثاً إلى القاعة للحديث بالعربية، رافضاً الإفصاح عن اسمه، ويشير إلى أنه وصل إلى لبنان قبل أسبوع واحد، "قضيته في مراجعة الأمن العام اللبناني للحصول على إقامة رسمية، وفي كل مرة يطلبون أوراقاً إضافية ثم يطلبون مني مراجعة المطرانية التي تؤكد لي صحة أوراقي".
يعود اللاجئ الداخل حديثاً إلى القاعة للحديث بالعربية، رافضاً الإفصاح عن اسمه، ويشير إلى أنه وصل إلى لبنان قبل أسبوع واحد، "قضيته في مراجعة الأمن العام اللبناني للحصول على إقامة رسمية، وفي كل مرة يطلبون أوراقاً إضافية ثم يطلبون مني مراجعة المطرانية التي تؤكد لي صحة أوراقي".
يعيش الرجل ضيفاً لدى إحدى العائلات الآشورية اللبنانية التي استضافته في منزلها، استجابة لنداء وجهته المطرانية لرعاياها في لبنان.
أقلية تلجأ وتهاجر
يؤكد الخوري أسقف (رتبة دينية)، يترون كولينا، من كنيسة المشرق الآشورية في لبنان أن "الكنيسة الصغيرة تعاطت بواقعية مع ملف اللجوء الآشوري، فعقدت اجتماعاً لأبناء الرعية قرروا فيه استضافة العائلات في منازلهم. واليوم يتجاوز عدد العائلات التي وصلت إلى لبنان الخمسين". ويشير كولينا إلى "التعاون الكبير الذي أبداه وزير الداخلية نهاد المشنوق، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم".
سمح هذا التعاون بدخول الآشوريين كلاجئين إلى لبنان، في تجاوز لقرار الأمن العام اللبناني بفرض سمات محددة لدخول المواطنين السوريين إلى لبنان. وتمنح الكنيسة، في المقابل، بطاقة خاصة تثبت "آشورية" حاملها "خوفاً من استغلال البعض لحالة الآشوريين الخاصة، ومحاولة القيام بعمل أمني تحت حجة أنه آشوري مضطهد"، كما أفادت مصادر كنسية.
تنضم العائلات الآشورية الخمسون إلى أكثر من سبعة آلاف أشوري سوري، وصلوا إلى لبنان خلال السنوات الأربع الماضية (بحسب إحصاءات الكنيسة)، فهاجر بعضهم وعاد البعض الآخر إلى سورية. أما الآشوريون اللبنانيون الذين يتجاوز عددهم العشرة آلاف، فيصرون على البقاء في الشرق وعدم الهجرة، كما يردد أبناء الكنيسة.
أقلية تلجأ وتهاجر
سمح هذا التعاون بدخول الآشوريين كلاجئين إلى لبنان، في تجاوز لقرار الأمن العام اللبناني بفرض سمات محددة لدخول المواطنين السوريين إلى لبنان. وتمنح الكنيسة، في المقابل، بطاقة خاصة تثبت "آشورية" حاملها "خوفاً من استغلال البعض لحالة الآشوريين الخاصة، ومحاولة القيام بعمل أمني تحت حجة أنه آشوري مضطهد"، كما أفادت مصادر كنسية.
تنضم العائلات الآشورية الخمسون إلى أكثر من سبعة آلاف أشوري سوري، وصلوا إلى لبنان خلال السنوات الأربع الماضية (بحسب إحصاءات الكنيسة)، فهاجر بعضهم وعاد البعض الآخر إلى سورية. أما الآشوريون اللبنانيون الذين يتجاوز عددهم العشرة آلاف، فيصرون على البقاء في الشرق وعدم الهجرة، كما يردد أبناء الكنيسة.