أديب يطلع عون على تطورات تشكيل الحكومة اللبنانية... وجرعة دعم إيطالي

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
08 سبتمبر 2020
مصطفى أديب (حسين بيضون)
+ الخط -

استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، اليوم الثلاثاء، رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب في قصر بعبدا، واستمرّ الاجتماع الذي خصص لمناقشة تشكيل الحكومة نحو ساعة، اكتفى بعده أديب بالقول أمام الإعلاميين نحن "في مرحلة تشاور مع الرئيس عون وإن شاء الله خير".

وقدّم أديب لرئيس الجمهورية التصوّر الأولي لشكل الحكومة وعدد الوزراء والأسماء المقترحة.
ويعدّ أديب من مناصري طرح الحكومة المصغّرة، التي تتألف من وزراء مستقلّين وأصحاب الكفاءة، وخصوصاً الطاقة والاتصالات والمال. وستلعب هذه الوزارات دوراً أساسياً في المرحلة المقبلة لناحية مباشرة الإصلاحات التي طلبتها فرنسا، ويصمّم على تنفيذها المجتمع الدولي. في المقابل، يحاول رئيس الجمهورية تجنّب الحكومة المصغرة، ويفضل أن يتسلّم كل وزير وزارة واحدة من دون دمجها، كما حصل في حكومة المستقيل حسان دياب. ويرى عون أن ذلك سيجعل كل وزير يتفرغ لأمور وزارته ويوليها الاهتمام اللازم، وتحديداً الوزارات التي عليها أن تؤدي دوراً في المرحلة الراهنة، مثل الشؤون الاجتماعية، والسياحة والبيئة. أما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فأعلنها صراحة، بعدما قال إنه مع تأليف حكومة طوارئ. في حين يعدّ "حزب الله" من المتمسكين بحكومة تضمّ مستقلّين وسياسيين كونه لا يثق بوجود "حياديين"، في ظلّ معلومات تقول بأن الحزب يطالب بوزير للصحة من المقرّبين منه.
من ناحية ثانية، لا يزال الخلاف قائماً في هذا السياق، وخصوصاً بين "حركة أمل"، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، و"التيار الوطني الحر" برئاسة النائب جبران باسيل، إذ تتمسّك الأولى بوزارة المال، فيما يفضّل التيار، الذي خاض معارك كثيرة للمحافظة على وزارة الطاقة ضمن فريقه، مبدأ المداورة بين الوزارتين وإلا البقاء في الطاقة.

يرى أكثر من مراقب للحراك السياسي أنه ليس هناك نية بالإصلاح حتى الساعة والإرادة غائبة عن القوى السياسية، التي تريد أن تنفذ وعودها لما تحتاجه من مساعدات مالية طارئة

 

ويترقّب المجتمع الدولي والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون خصوصاً، التطوّرات على الصعيد الحكومي مع مرور أسبوع على المبادرة الفرنسية، والتعهدات اللبنانية بتأليف حكومة خلال مهلة أقصاها 15 يوماً، والبدء بإصلاحات فورية وجدية خلال 8 أسابيع على الأكثر، قبيل عودة ماكرون الثالثة إلى لبنان، في ظلّ تلويح فرنسي بعقوبات قادمة في حال عدم حصول أي تقدّم في الإطار الإصلاحي.
ويرى أكثر من مراقب للحراك السياسي أنه ليست هناك نية بالإصلاح حتى الساعة والإرادة غائبة عن القوى السياسية، التي تريد أن تنفذ وعودها لما تحتاجه من مساعدات مالية طارئة، تطاول مختلف قطاعات الدولة، التي كان آخرها مطار رفيق الحريري الدولي الذي يحتاج إلى إعادة تأهيل وصيانة موسّعة. وقد أثيرت في وقتٍ سابق مشاكل وحوادث حصلت في المطار من تسريبات للوقود وغيرها تدق ناقوساً لحدوث كارثة شبيهة بانفجار مرفأ بيروت.
وبدأت المخاوف ترتفع من النتائج التي سيؤول إليها التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، وسط حديثٍ عن ضغوطات وتدخلات بدأت تحصل للإفراج عن بعض قادة الأجهزة الأمنيين، أو التعاطي معهم باستنسابية لناحية المعاملة في مراكز التوقيف. ومن ضمن هؤلاء المدير العام للجمارك بدري ضاهر، المقرّب من فريق رئيس الجمهورية، الذي لم يوقع حتى الساعة مرسوم إعفاء ضاهر من مهامه الوظيفية ووضعه بتصرّف رئيس الحكومة، وطلب محامي ضاهر من المحقق العدلي إحالته إلى سجن الجمارك (علماً أن ليس لديها سجن) أسوةً بالمديريات الأخرى التي طلبت توقيف ضباطها في السجون التابعة لها.

 

في سياقٍ آخر، أجرى رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، جولة على القادة السياسيين في لبنان والمستشفى الميداني الإيطالي في بيروت، وقال، بعد لقائه عون اليوم في قصر بعبدا، إن روما تحترم سيادة لبنان، وتقف إلى جانب الشعب اللبناني، وتأمل تأليف حكومة بأسرع وقتٍ بهدف إطلاق عملية إعادة الإعمار وتنفيذ البرنامج الإصلاحي، مؤكداً أنّه يمكن للبنان أن يعتمد على دور إيطاليا في الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية.

 

وأشار كونتي إلى أنّ إيطاليا أطلقت عملية إنسانية تحت اسم "طوارئ الأرز"، وأرسلت إلى لبنان مستشفى ميدانياً عسكرياً متطوراً جداً، مضيفاً أنه قد حان وقت النظر إلى الأمام رغم المآسي، وبناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات، كما حان وقت كتابة صفحة جديدة من تاريخ لبنان.

من جهته، قال عون إنّ دعم إيطاليا للبنان هو تجسيد للعلاقات المميزة بين البلدين، معرباً عن أمله في تلقي مساعدة من روما على مواجهة تداعيات النزوح والنهوض بالاقتصاد وإزالة أثار الانفجار في المرفأ.
كذلك استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اليوم، في السرايا الحكومي، كونتي، الذي قال خلال اللقاء إن بلاده تحركت بسرعة لتحديد حاجات اللبنانيين وتقديم المساعدات اللازمة، مؤكداً أن إيطاليا ستبقى في طليعة الدول الداعمة لإعادة بناء ما تهدم. وشكر دياب إيطاليا على دعمها المستمر للبنان، لا سيما بعد فاجعة مرفأ بيروت.

 

في سياق آخر، اعتبر عون أن التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب في 28 أغسطس/ آب الماضي لسنةٍ إضافية ليس لمصلحة لبنان فقط بل أيضاً للحفاظ على الاستقرار القائم على الحدود الجنوبية منذ عام 2006، وذلك خلال استقباله اليوم قائد القوات الدولية الجنرال ستيفانو دل كول. وأمل عون ألا ينعكس تخفيض عدد القوات الدولية من 15 ألفاً إلى 13 ألف عسكري على عملها، مشدداً على أهمية التنسيق مع الجيش اللبناني المنتشر في منطقة العمليات الدولية كما في كل الجنوب.

 

وركز الجنرال دل كول على أهمية التعاون بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني، وضرورة إبقاء الوضع مستقراً في الجنوب وإزالة أي أسباب للتوتر.
ولا يزال لبنان يعاني من استقرار هشّ، ولا سيما على الصعيد الأمني، مع استمرار الإشكالات التي تطاول عدداً من المناطق اللبنانية في الفترة الماضية، وهي ذات الميول السياسية الحزبية، وآخرها، أمس الاثنين، حيث وقع إشكال مسلح في منطقة طريق الجديدة بيروت (محسوبة على تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري)، بين مجموعة من الشبان استخدمت خلاله أسلحة رشاشة وقذائف "آر بي جي"، ما أدى إلى سقوط قتيل وجريحين تمّ نقلهما إلى المستشفى.

 

وعلى الفور اتخذت وحدات الجيش إجراءات وتدابير أمنية لضبط الوضع، وتوقيف المتسببين بالإشكال ومطلقي النار.

وعلّق الحريري على ما حصل أمس، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، كاتباً، "الطريق الجديدة وأهلها الأحباء لن يسمحوا للطارئين بإخراجها من كنف الشرعية والقانون". وأضاف "ترويع المواطنين الآمنين واستخدام الأسلحة الحربية في إشكالات فردية لن يقبل بهما أحد ونحن سنبقى إلى جانب أهلنا في الطريق الجديدة وكل بيروت أبناء مدرسة رفيق الحريري المتمسكة بالدولة والشرعية والقانون".

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون